يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن استهداف عناصر وكوادر حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة من قبل أجهزة أمن السلطة، تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وانتقال من التنسيق الأمني إلى مربع العمالة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وحذر عبدو عبر "شمس نيوز" من تداعيات استمرار اعتقالات أجهزة أمن السلطة لعناصر المقاومة بكافة أشكالها وفصائلها، قائلًا: "استمرار الاعتقالات، وإذلال المقاومين في مسالخ أمن السلطة؛ قد يحول الصراع من فلسطيني إسرائيلي إلى فلسطيني فلسطيني، وهذا ما يريده الاحتلال الإسرائيلي".
ويعتقد الكاتب عبدو أن الحملة التي تشنها أجهزة أمن السلطة لاعتقال المقاومين ناجمة عن دراسة دقيقة، واستهداف واضح ومباشر تحديدًا لعناصر الجهاد الإسلامي وسراياها المظفرة، مرجعًا السبب إلى أن "الجهاد الإسلامي" ليس لديه ما يمنع أو يكبح اندفاع عناصره للدفاع عن أهلنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأشار عبدو إلى أن أجهزة أمن السلطة لديها تقديرات مؤكدة بأن الجهاد الإسلامي هو الجهة الأخطر في الضفة الغربية المحتلة؛ لذلك تعمل إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي؛ لكبح جماح عناصرها.
وقال: "الاحتلال الإسرائيلي يحاول الاستيلاء على المقدسات الإسلامية، وتغيير طابعها الإسلامي، والعربي، والفلسطيني، عبر التطهير العرقي، وهدم البيوت، والاستيطان، وغيرها من الإجراءات الخطيرة، التي تدفع عناصر الجهاد الإسلامي للانتفاضة ضدها، ومواجهتها بكل ما يملكون من أدوات القتال والاشتباك".
ويتوقع الكاتب السياسي بأن التحقيقات التي تجريها أجهزة أمن السلطة لا تختلف مطلقًا عن التحقيقات التي تجريها أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، قائلًا: "أجهزة أمن السلطة تعمل كأداة، ومثل القط للأجهزة الأمنية الإسرائيلي؛ لذلك لا يمكن أن نطلق على ما يجري "تنسيق أمني" لأن الكلمة توحي بأن الأمر يكون بين فريقين؛ لكن الحقيقة أن ما يجري عمالة مباشرة، وخدمة للأمن الإسرائيلي دون مقابل للفلسطينيين".
وتساءل عبدو: هل حصلت أجهزة أمن السلطة على معلومات من الاحتلال الإسرائيلي حول عمليات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس المحتلة؟، متوقعًا بأن المعلومات الأمنية التي تتداولها أجهزة أمن السلطة والاحتلال تصب في اتجاه واحد، وهو مصلحة المحتل، ومنع تعرضه لأي خطر على أيدي المقاومة الفلسطينية.
وقال عبدو: "ما يجري من استهداف مباشر لعناصر الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة مدان، ويدفع إلى توتير الأجواء داخل المجتمع الفلسطيني، وينهي حالة السلم الأهلي على يد أجهزة أمن السلطة".
ودعا الكاتب السياسي جميع القيادات الفلسطينية للتصدي لما يجري في الضفة المحتلة من قبل أجهزة أمن السلطة، وتدارك الموقف خشية من الانزلاق بالمنحدر الخطير.