يرى الخبير العسكري والأمني عبد الله العقاد، أن تصاعد العمل الفدائي في فلسطين، جعل خاصرة هذه الحكومة ضعيفة وهشة أمام قطعان المستوطنين، إذ أصبح الاحتلال في صراع مع الذات، بين قوة التطرف الداخلية، وبين خشية الحكومة من مواجهة محتملة يتوقع بدايتها في شهر رمضان.
وقال العقاد لـ "شمس نيوز": إن "سلسلة العمليات البطولية التي نفذها عدد من الشبان الفلسطينيين، جعلت الاحتلال يجد نفسه أمام مواجهة هذا التحدي، الذي يتصاعد بعد عجز منظومة التنسيق الأمني من توفير الحماية له".
وأوضح أن عملية "بني براك" التي خرج منفذها من جنين باكورة عمل فدائي، إذ كان هناك لوم واضح من قطعان المستوطنين ضد حكومة الاحتلال؛ الأمر الذي جعله أمام تحدٍ مع نفسه، إما أن يواجه ما هو قادم، أو ما هو قادم سيواجهه، والعمليات الأخيرة تثبت ذلك.
وحول منظومة التنسيق الأمني، بين العقاد أنها ضعيفة جداً، وكانت سبباً في عودة العمل المقاومة بالضفة الغربية؛ إذ استدعى الاحتلال في ذهنه عملية السور الواقي عام 2002، وأنه نجا بعد هذه العملية من العمل المقاوم، ولكنه يدرك في ذاته أنها لم تكسر الفلسطيني، ولن توفر الأمن له، ولم تحقق الإنجاز الأمني الذي يفتخر به.
وأشار العقاد إلى أن الاحتلال استدعى في ذاكرته أنه لا بد من عملية تواجه هذه الأخطار، سواء كانت في غزة التي يشعر أنها تهدده، وهي حاضرة في كل تصعيد، أو في جبهة الضفة المحتلة التي أصبحت تشكل خطراً كبيراً على وجوده.
وبشأن اختيار الاحتلال اسم "كاسر الأمواج" على العملية التي أعلن عنها اليوم، قال العقاد: "جاء هذا الاسم لمواجهة المد الثوري؛ لأنه يشعر أن العمل الفدائي يحاصره من كل مكان كالطوفان، فهو يقف الآن ليواجه هذا الأمواج التي ستقتلعه وتجتاحه".
ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بعمليته "كاسر الأمواج" يتخبط أمام مواجهة الواقع فهو وصل إلى درجة اليقين: أنه لا يستطيع أن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وليس أمامه إلا أن يواجه قدره المحتوم الذي يتعاظم كل يوم.
وتابع الخبير الأمني والعسكري: "الشعب الفلسطيني أصبح لا يقتنع بأي نوع من أنواع التسوية مع الاحتلال؛ لأنه لا ولم يلتزم بها من قبل، وأنه أصبح لدى الفلسطيني قناعة وهي اقتلاع الاحتلال من أرض فلسطين"، لافتاً إلى أن الثورة الفلسطينية التي قامت لتحرر، وليس لتفتح مجالاً للمفاوضات والمساومات مع الاحتلال الذي يخشى على وجوده وبقائه بالمنطقة.
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، اسم العملية العسكرية ضد الفلسطينيين خلال شهر رمضان المبارك 2022.
وأوضحت القناة "14" العبرية، أن جيش الاحتلال أطلق اسم "كاسر الأمواج" على الاستعدادات التي أعلنت عنها للتصدي للعمليات والمواجهات خلال شهر رمضان.