كشفت وسائل إعلام عربية، اليوم الثلاثاء، النقاب عن طلب الاحتلال الهدوء في قطاع غزة، مقابل "تسهيلات وإغراءات" ملفتة، مشيرة إلى أن الطلب الذي حمَّله للوسطاء سرًا، متناقض تمامًا مع التهديدات التي يتفوه فيها قادة الاحتلال.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مطلعة في المقاومة، قولها: "إن الرسائل التي وصلت إلى الفصائل في غزة خلال الأيام الأخيرة الماضية، كانت مختلفة عن تلك التي يعلنها الاحتلال عبر مسؤوليه الأمنيين والسياسيين.
وأضافت أن الاحتلال كان يطلب الهدوء في رسائله عبر الوسطاء مقابل تسهيلات وإغراءات حياتية ووعود بتحسين الحركة على المعابر وزيادة عدد العمال وعدم إعاقة أي تمويل لعمليات إعادة إعمار القطاع".
وأوضحت المصادر، أن فصائل المقاومة أبلغت الوسطاء بأنها لن تسمح بالاستفراد بالفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة والداخل الفلسطيني والضفة الغربية، وأن الهدوء الذي تطلبه إسرائيل يجب أن يبدأ منها. ويأتي ذلك، بحسب الفصائل، عبر وقف استفزاز الفلسطينيين ومنع المتطرفين من اقتحام المسجد الأقصى، ورفع القيود المفروضة على غزة والضفة.
ووفق مصادر "العربي الجديد"، فإن فصائل المقاومة متنبهة للتهديدات الإسرائيلية العلنية الأخيرة، والتي يُفهم من بعضها أن هناك قراراً باغتيال مسؤولين فلسطينيين، وهو إن حدث، سيشعل غزة بالتحديد وسيكون على الفصائل الذهاب إلى مواجهة مع الاحتلال.
غير أن هناك، وفق تقديرات المتابعين، محاولة من الفصائل لإبقاء ساحة قطاع غزة بعيدة عن التوترات الحالية، وإعطاء الفرصة للرد على جرائم الاحتلال وعدوانه واستهدافاته الأخيرة انطلاقاً من القدس والضفة والداخل، لأنها أكثر إيلاماً للإسرائيليين ولتفعيل حالة الغضب الشعبي ضد الاحتلال ومستوطنيه.
لكن هذا التكتيك الذي يبدو أن الفصائل باتت تعتمده، قد يصطدم بتطورات ميدانية أكبر في الضفة والقدس، وتكون أكبر من قدرتها على تحمله، وحينها يصبح الرد من غزة جزءاً من حالة التصعيد والتوتر الحالي التي يتأهب لها الاحتلال ويتخوف منها.
وأي اغتيالات قد تذهب إليها حكومة الاحتلال سيكون هدفها، وفق المصادر، إعادة الثقة للشارع الإسرائيلي في ظلّ العمليات الثلاث الأخيرة التي لم تتوقعها أجهزة استخباراتها المختلفة والتي نفذت في بني براك والخضيرة وبئر السبع.
وكانت مصادر مصرية خاصة قد قالت لـ"العربي الجديد"، إن اتصالاً جرى مساء الخميس الماضي، بين رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا، بحث التصعيد الأخير داخل الأراضي المحتلة، في مسعى لأداء القاهرة دوراً سريعاً وضاغطاً لدى الفصائل الفلسطينية في محاولة لكبح التصعيد.
وتخشى "دولة" الاحتلال من ردّ فعل فلسطيني ينطلق من غزة على ما يجري في الضفة الغربية من عمليات اغتيال لمقاومين وما يحدث في القدس من استفزازات المستوطنين واقتحامات المسجد الأقصى وحالة التضييق على الفلسطينيين في شهر رمضان (بدأ في 2 إبريل/ نيسان الحالي).
ووفق المصادر ذاتها، فإن حكومة الاحتلال تخشى بالذات من رد فعل من حركة "الجهاد الإسلامي" بعد جريمة اغتيال ثلاثة من عناصر جناحها العسكري ("سرايا القدس") في مدينة جنين (خليل طوالبة، وصائب عباهرة، وسيف أبو لبده)، فجر السبت الماضي، خصوصاً أن الحركة ردّت في أوقات سابقة على عدوان أقل من ذلك استهدف نشطاءها وأسراها.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الرسالة التي وصلت للإسرائيليين من الفصائل الفلسطينية عبر الوسطاء كانت تأكيداً على المعادلات الماضية التي فُرضت في معركة رمضان الماضي، والتي سمّتها المقاومة "سيف القدس"