في كل عملية يبدع الفلسطيني في التخطيط والتنفيذ وكذلك يبدع في إرهاق ومشاغلة الجبهة الداخلية للعدو، ويضرب في مركز الصراع الحقيقي، ويستطيع الوصول وإيذاء العدو، والأهم أن الفلسطيني يعيد زمن المبادرة في التنفيذ الذي ترهبه التهديدات ولا الاغتيالات، وإن كثافة العمليات الفدائية في قلب الكيان تؤشر على تعافي الفعل المقاوم وانتقاله من مرحلة التأهيل إلى مرحلة التأثير.
الأخطر في عملية ديزنكوف هو إرباك جبهة العدو وزيادة وتيرة المزايدات والخلافات الداخلية فيها، بالاضافة لأنها لم تعد الاحتياطات الأمنية عائق أمام وصول الفدائيين لقلب الكيان وهذا ما يعطي مؤشر على أن القادم أعظم.
حجم المعلومات المرتبكة التي صاحبت عملية ديزنكوف تظهر بوضوح أن هذا الكيان هش ولا يستطيع الصمود أمام أي حرب حقيقية، فما البال إذا ما اشتعلت أكثر من جبهة!!.
إن اختفاء الفدائي (والذي نسأل الله أن يحميه ويوفقه في الانسحاب) بعد افطاره على مائدة دسمة وكأنه "ملح وذاب" يزيد من سخونة الميدان وهذا ما يصدره إعلام العدو: أنه أمام ليلة صعبة، صعبة كونها ستجعل من مستوطني "تل أبيب" قضاء ليلة إحساس ما بين الشعور بالخوف وشرب كأس الهزيمة، وتبادل الاتهامات الداخلية زيادة.
