اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، مخيم جنين، وحاصرت منزل الشهيد رعد حازم منفذ عملية "ديزنكوف" البطولية، إذ وقعت اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال؛ ما أدى لاستشهاد الشاب أحمد السعدي أحد مجاهدي سرايا القدس - كتيبة جنين، وإصابة عدد من جنود الاحتلال.
ومساءً، قررت سلطات الاحتلال سلسلة إجراءات عقابية بحق سكان محافظة جنين، منها منع دخولهم وخروجهم عبر حاجزي جلبوع "الجلمة" والريحان، بجانب التوقف التام عن إزالة مجاميع D2D عبر المعابر، ومنع دخول كبار التجار ورجال الأعمال من سكان جنين إلى الأراضي المحتلة.
رد على الفشل
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، يرى أن العملية العسكرية ضد مخيم جنين تأتي في سياق العدوان الإسرائيلي المستمر في الضفة المحتلة، ورداً على الفشل الذي منيت به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في "تل أبيب" أثناء عملية الاقتحام الذي قام بها الشهيد رعد حازم.
وقال إبراهيم لـ "شمس نيوز": إن "الاحتلال لم يشن حملة كبيرة ضد جنين، ولكنه أراد أن يرسل رسالة بأنه يستطيع الدخول والخروج متى يشاء، وهو جزء من رد الاعتبار بعد الفوضى التي حصلت في "تل أبيب"، ما يؤكد على عدوانية الاحتلال وتمسكه بهذا الخط العدواني تجاه الفلسطينيين والتنكر لحقوقهم".
ويتفق النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني د. حسن خريشة مع الكاتب ابراهيم؛ إذ يرى أن اقتحام الاحتلال لجنين ومخيمها محاولة فاشلة لإعادة ماء الوجه، والانتقام من جنين؛ لأنها تشكل بؤرة المقاومة الحقيقة في وجه الاحتلال.
وقال خريشة لـ "شمس نيوز": إن "جنين على مدى الأسابيع الماضية كانت هي العنوان الأبرز في المواجهة؛ لذلك كانت هناك محاولات من الاحتلال لكسر إرادة المقاومين، ولكن نرى أن المقاومة مستمرة بشكل عنيف وكبير داخل جنين".
سيناريوهات المرحلة
وردًا على سؤال "شمس نيوز" حول ما إذا كان من الممكن أن تتجه "إسرائيل" نحو عملية تشبه عملية "السور الواقي" عام 2002 في جنين، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم: "أعتقد أنه من المبكر الحديث عن عملية السور الواقي 2 في الضفة؛ لأن ما يخرج في الإعلام حول شن عملية عسكرية كبيرة ضد جنين، هو تحليلات من صحفيين وقادة سابقين، ولا يوجد تأكيد رسمي من الاحتلال حول ذلك".
وأضاف إبراهيم "أن السور الواقي 2 يعني احتلال الضفة الغربية مرة أخرى، كما حدث قبل 20 عاما، والاحتلال يفكر أكثر من مرة قبل القيام بهذه العملية؛ لأن الأمر يختلف كثيراً عن الماضي".
ولفت إبراهيم إلى، أن "السور الواقي 2" تأتي في إطار السيناريوهات والحلول المطروحة؛ لأن الاحتلال يدرك التحديات التي تبرز أمامه في مثل هكذا عملية.
وبالعودة إلى النائب خريشة، فيقول إن الأمور تسير باتجاه تصعيد وتعميم المقاومة على الأرض الفلسطينية، وباتجاه انتفاضة حقيقية يشارك فيها كل أبناء الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.
ولفت خريشة إلى أننا نعيش الذكرى العشرين لمجزرة مخيم جنين، مشيراً إلى أن الشهيد رعد حازم يبدو أنه كان طفلا عندما كان في معركة جنين، ويتذكر عذابات وتضحيات الأهل، وأراد أن ينقل المعركة من فلسطين إلى فلسطين، ومن جنين إلى يافا.
وتوقع خريشة أن يشن الاحتلال عملية عسكرية تشمل الضفة، إذ اتخذ جنين كنموذج دائم للمقاومة، ويريد أن يحطم هذا النموذج، حيث حاول بالأمس القريب شن عملية عسكرية على مستوى الضفة الغربية، وفشل بذلك.
ورجح أن الاحتلال سيخوض عمليات انتقامية في عدد من المناطق التي يعتبرها الاحتلال بؤرة للمقاومة؛ ليرمم صورته أمام شعبه.
وتابع خريشة: "لم يمنع الاحتلال المقاومين من القيام بالعمليات العسكرية ضده، وطالما هناك احتلال، سيكون هناك مقاومة، والشعب الفلسطيني يصر على مقارعة الاحتلال؛ للحصول على حريته، والحفاظ على كرامته وعزة شعبه".
