غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

عام على "سيف القدس".. حين فرض الفلسطينيون حسابات لم تكن بالحسبان

سيف القدس
شمس نيوز - محمد الخطيب

يصادف اليوم العاشر من أيار/ مايو، الذكرى الأولى لاندلاع معركة "سيف القدس"، والتي حملت سمات خاصة واستثنائية تميزها عن غيرها من المواجهات السابقة؛ إذ شكلت المعركة مرحلة فارقة في تاريخ الصراع مع المحتل.

وشكل تصدي أهالي حي الشيخ جراح لسياسة الاحتلال وتهجيرهم من بيوتهم، رافعة لانطلاق هبة مقدسية فلسطينية، استطاعت أن تفرض نفسها على أجندة الجميع، وتعيد قضية القدس إلى الواجهة.

وجاء التحول الأبرز في هذه الأحداث بتدخل المقاومة في غزة، واعتبارها الانتهاكات بحق المقدسات وأهل القدس دافعا ومبررا للدخول في جولة من القتال مع الاحتلال، خاصة بعد مناشدات المقدسيين لها، وإصرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو على فرض سياساتها على المسجد الأقصى.

وخلال المعركة، سجل الفلسطينيون جملة من الإنجازات، إذ أن هذه الجولة بشموليتها في القدس وغزة والضفة والداخل المحتل،أثبتت الحق الفلسطيني في القدس، وقدرة الفلسطيني على إسقاط مشاريع "الأسرلة" الثقافية والديمغرافية، كما برهنت هبة أهالي الداخل -بما لا يدع مجالا للشك- أن لدى الاحتلال خاصرة رخوة وحساسة لم تعد بمنأى عن الفعل الفلسطيني المقاوم والتأثر.

مرحلة فارقة

الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، أكد أن معركة "سيف القدس" تعتبر مرحلة فارقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ إذ استطاعت لأول مرة بعد فترة طويلة من انتهاء انتفاضة الأقصى فرض معادلة تعتبر الأهم، وهي توحيد الجبهات والكل الفلسطيني على خيار المقاومة، وفي مواجهة الاحتلال، وهي المعادلة الأهم.

وقال لافي لـ"شمس نيوز" إن :"المعادلة الثانية أن المعركة رفعت من ثقة الشعب الفلسطيني وقدرته على إلحاق الخسائر في هذا الاحتلال، وأنه يمكن هزيمته، وفرض معادلات جديدة أهمها ربط غزة بكل الجبهات الفلسطينية سواء في الداخل المحتل، أو القدس، أو الضفة".

وأوضح أن هذه المعركة استطاعت أن تثبت للعالم، أن فلسطين بعد 74 عامًا من احتلالها ما زال شعبها في الداخل المحتل، يرفض دولة الاحتلال العنصرية، مشيراً إلى أن الحراك الذي حصل في معركة "سيف القدس" وما بعدها أثبت أن كل سياسيات "الأسرلة"، ضد شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948 فاشلة.

وتابع: "المقاومة استطاعت أن تقول للعالم وللإسرائيلي والأمريكي، أن من حاول القفز عن القضية الفلسطينية والذهاب نحو التطبيع دون الأخذ بعين الاعتبار الشعب الفلسطيني والقضية، أنه ارتكب خياراً خاطئاً، وأنها ما زالت قادرة على تجييش الأمة، وما زالت قادرة على أن تفرض نفسها على الأجندة الدولية والإقليمية.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي، أن مدينة القدس عبارة عن برميل بارود حقيقي، ومن يحاول المساس به سيعيد خلط أوراق المنطقة مرة أخرى؛ لأن القدس ليست للفلسطيني وحده بل للكل العربي والإسلامي والمسيحي، متابعاً "المساس بالقدس يعتبر بمثابة حرب، وقد تصل إلى حرب إقليمية".

محاولات كسر المعادلة

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الاحتلال الإسرائيلي حاول جاهداً كسر المعادلات التي رسختها معركة "سيف القدس" خلال الفترة الماضية، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.

وأضاف عوكل لـ"شمس نيوز"، أن حكومة الاحتلال مرتبكة في كيفية التعامل مع المخططات، وهي ملزمة بتنفيذها في الضفة، ولكن عليها أن تحسب ألف حساب، لوسائل التنفيذ بحيث لا تؤدي إلى انفجار الأوضاع مع الفلسطينيين.

وذكر عوكل، أن "عيد الفصح" كان خير دليل على ذلك، حيث شاهد الجميع المستوطنين وهم يسيرون بجانب الجدران، ولم يرفعوا الأعلام، ومن حاول ذلك منعته قوات الاحتلال؛ لتفادي التصعيد في القدس.

وأكد عوكل، أن الشعب الفلسطيني موحد في وجه الاحتلال، ولا يمكن أن يهاون في الحقوق الوطنية، ويصر على نضاله حتى تحقيق حقوقه وتحرير فلسطين من الاحتلال.

وتابع :" في حال إقدام الاحتلال على اجتياح جنين، لن تقف المقاومة مكتوفة الأيدي، وسيكون لها كلمتها؛ إذ أصبحت معادلة ربط غزة بالضفة والقدس تحكم السلوك "الإسرائيلي"، ولم يعد لدى الاحتلال إمكانية اتخاذ القرار بشن عدوان على أي منطقة في فلسطين وقت ما يشاء".