أعلن نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، جميل مزهر، عن تفاصيل نتائج المؤتمر الوطني الثامن للجبهة الذي انعقد مؤخرًا.
وقال مزهر، في مؤتمر صحفي بمدينة غزة اليوم الأربعاء، إن المؤتمر الوطني الثامن للجبهة الشعبيّة جاء ليؤكّد على رؤيتها للديمقراطية كأداةٍ من أدوات المقاومة الشعبيّة وتعزيز الصمود وتجديد البرامج، وتكريس الشراكة في صناعة القرار، وتجديد الحيوية الثوريّة للمجتمعات، لتقدّم نموذجًا ومثلاً حيًا وأداة لصون الهوية وتعزيز الصمود ومقاومة الاحتلال وأوضح أن الجبهة أنجزت مؤتمرها الوطني الثامن في عمليةٍ تراكميةٍ بدأت منذ بداية العام 2021 وحتى مايو 2022 شملت المئات من المؤتمرات القاعدية حول العالم وصولاً لمؤتمرات الفروع انتهاءً بالمؤتمر الوطني الثامن.
وأضاف مزهر: "تقدّم الجبهة نموذجًا وطنيًا تقدميًا ديمقراطيًا مقاومًا لا يستسلم لاشتراطات الواقع، حيث عقد المؤتمر تحت عنوان "الوفاء للشهداء والأسرى، والمؤتمر الثامن حمل شعار (المؤتمر الوطني الثامن – محطة هامة نحو تعزيز الوحدة الداخلية ووحدة الإرادة والعمل والديمقراطية، واستنهاض الجبهة وتعزيز حضورها الجماهيري والوطني والكفاحي)".
وذكر أن المؤتمرين وجهوا التحية لشعبنا في مخيمات الشتات والتجمعات والجاليات الفلسطينية في المنافي والمهاجر البعيدة، مجددين عهد الوفاء لهم بالاستمرار في النضال والمقاومة والصمود على الأرض حتى التحرير والعودة، وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
وبين مزهر، أن المؤتمر الثامن وجه تحية الفخر والاعتزاز لأسيرات وأسرى الحرية، وفي مقدمتهم الرفيق القائد أحمد سعدات والعهد لهم بمواصلة القتال حتى انتزاع حريتهم وتبييض السجون الإسرائيلية، كما توجه المؤتمر بالتحية لأمهات وزوجات وأطفال الشهداء والأسرى، مجددًا العهد بالسير على خطى الشهداء، وحمل وصاياهم وصون حقوق ذويهم وأطفالهم ونسائهم.
وأشار إلى أن المؤتمر الثامن استمر على مدار ثلاثة أيام، ناقش فيه العديد من الوثائق الفكرية والسياسية والتنظيمية، ليخرج بالعديد من القرارات أهمها: على الصعيد التنظيمي: وفاءً للحركة الأسيرة ومكانتها الوطنية وخنادق تموضعها الأولى في مواجهة الاحتلال وإرهابه، ووفاءً للقائد النموذج الذي حمل الأمانة وكان وفيًا للشهيد الرمز أبو علي مصطفى اتخذ المؤتمر قرارًا بالإجماع بالتجديد الاستثنائي للرفيق الأمين العام أحمد سعدات.
وأوضح أن هذا التجديد الاستثنائي جاء خاصة وأن النظام الداخلي للجبهة حدد فترة اشغال مهمة الأمين العام ونائبه والمكتب السياسي بدورتين متتاليتين.
وبين مزهر أن المؤتمر أكد على احترام النظام وعدم المساس به، أو إجراء أي تعديلات عليه فيما يتعلق بأعضاء المكتب السياسي.
ولفت إلى أن المؤتمر شمل ساحات العمل في الخارج وقطاع غزة والسجون، ونظرًا لخصوصية الضفة وحجم الملاحقة والمطاردة والاعتقالات والاستهداف المستمر، خَولّ المؤتمر الهيئات القيادية المنتخبة بإجراء الترتيبات والخطوات اللازمة لضمان تمثيل الضفة الكامل بكل الهيئات القيادية المنتخبة اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي ولجنة الرقابة، وبما يراعي أوضاعهم، ويضمن حضورهم وتفاعلهم في مختلف القضايا.
وشدد مزهر أن المؤتمر أكَّد أنّ الجبهة الشعبيّة ستظل عصية على الاقتلاع والتصفية، محذرًا العدو من الاستمرار في سياساته وإجراءاته التي ستواجهها قواعد الجبهة بعقيدة المقاومة التي أنجبت أبطال عمليتي دير ياسين وعين بوبين وعشرات الشهداء والمقاومين.
وأوضح أن هذا العرس الوطني الديمقراطي جاء تتويجًا للعملية الديمقراطية الداخلية التي جاءت من خلال الانتخابات التمهيدية "البرايمرز" والتي تعمّق الديمقراطية وتتيح لكل فرع اختيار قائمتهم ومرشحيهم للهيئات المركزية والقيادية في القائمة المركزية ممن تنطبق عليهم معايير الكفاءة والخبرة، ليتم ترتيب نتائج الانتخابات التمهيدية "البرايمرز" وفق القوام المقترح ومن حصل على أعلى الأصوات.
وذكر أن قيادة الجبهة استمرت في تقديم النماذج الديمقراطية بالتخلي عن المراكز القيادية الأولى، التزامًا بالنظام وتغليبًا للديمقراطية، وافساح المجال لضخ دماء شابة جديدة، وعلى رأسهم نائب الأمين العام القائد أبو أحمد فؤاد، والرفاق أعضاء المكتب السياسي/ ليلى خالد، د.مريم أبو دقة، ماهر الطاهر، أبو علي حسن، مروان الفاهوم، غازي الصوراني، وأعضاء اللجنة المركزية العامة، الرفاق/ سميرة موسى، محمد طومان، ووديع أبو هاني، وعاطف عودة. وقبلهم الرفاق/ جميل المجدلاوي، يونس الجرو وعبد العزيز أبو القرايا وأبو علي ناصر وكوكبة من الرفيقات والرفاق في مختلف الساحات تلك النماذج اقتدت بالنموذج والمثل والقدوة الأولى المؤسس الدكتور جورج حبش؛ الذي تخلى طواعية عن موقع الأمين العام، فكل التحية لهذه النماذج المشُرفة في مسيرة الكفاح والنضال.
وقال مزهر، إن الجبهة اعتبرت أنّ الحلقة التنظيمية حلقة مركزية من حلقات الكفاح والمقاومة لشعبنا، تستوجب من كل عضو في الجبهة الشعبيّة الالتحام في خطوط الاشتباك والمواجهة عبر ترجمة عضويته لعمل كفاحي منظم.
وأفاد بأن الجبهة جددت تأكيدها على هويتها الطبقية والفكرية التقدمية، ومواصلة تبني هموم أبناء شعبنا بشكل عام والكادحين والفقراء منهم بشكل خاص باعتبارهم أصحاب المصلحة بالتحرير، بما يُمكّن الجبهة من توفير القدرة في كل الظروف على مواصلة المقاومة ودعمها وإعادة الاعتبار للبعد الجماهيري والشعبي للانتفاضة.