غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خريجو غزة.. تزايد مستمر وارتفاع بمعدلات البطالة

خريجو جامعات قطاع غزة
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

مع نهاية كل فصل دراسي جديد، تنضم دفعة جديدة من خريجي جامعات قطاع غزة إلى صفوف البطالة، التي تضرب جوانب الحياة المختلفة، آملين الحصول على وظيفة تعوضهم سنوات التعليم التي قضوها في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع المحاصر.

هذه الحالة من الانتظار دفعت العديد من الخريجين لعدم الانتظار ووضع الشهادات على جنب، ويذهبون للانخراط في سوق العمل بمختلف المجالات والمهن بعيدة عن تخصصاتهم؛ هرباً من البطالة، والبحث عن لقمة العيش، وتحسين ظروفهم المعيشية التي نال منها الفقر.

البحث عن فرصة عمل وإن كانت مؤقتة لم تقتصر على الشباب، وإنما امتدت لتصل للإناث اللواتي لهن الحصة الكبرى في نسبة البطالة بقطاع غزة.

تقول الخريجة آلاء فادي التي تخرجت قبل نحو 4 سنوات من قسم التمريض في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، إنها لم تترك أي باب إلا وطرقته للحصول على وظيفة، وإن كانت مؤقتة، في أي من المؤسسات الصحية الخاصة أو حتى الحكومية.

ولفتت في حديث مع مراسل "شمس نيوز" إلى أنها لم تترك أي إعلان عن وظيفة شاغرة لممرضات أو قابلات إلا وتقدمت لها، كما أنها تعمل باستمرار على تحديث البيانات ضمن رابط التسجيل الموحد الخاص بوزارة العمل، ولكن دون جدوى.

وأعربت الخريجة فادي عن أملها بالحصول على فرصة عمل، تغير من الواقع الصعب الذي يعيشه الخريجون بغزة".

حال الخريجة فادي لا يختلف كثيرًا عن حال المواطنة سهى ناجي، التي تخرجت منذ نحو 10 سنوات دون الحصول على فرصة عمل واحدة.

وقالت ناجي: "القصة ليست قصة مال؛ لكننا درسنا بأفضل الجامعات، وكنا من الأوائل في المدارس، هذا يدفعنا للبحث عن وظيفة تغير من الواقع المرير الذي نعيشه".

في ذات السياق، فإن خريج المحاسبة عبد الله سالم، قضى نحو 6 أعوام منذ تخرجه، وهو يبحث عن فرصة عمل في تخصصه، ولكنه لم يجد، ولم تنجح محاولات حصوله على فرصة عمل ثابتة.

هذا ما دفعه كما يقول للبحث عن مهنة أخرى من خلالها يعتاش ويساعد والده بتغطية احتياجات عائلته، قائلًا: "ذهبت للعمل في مجال البناء مع أحد الجيران لكي أجد في جيبي بعض المال لأغطي به احتياجاتي الشخصية، بالإضافة إلى مساعدة والدي في احتياجات العائلة".

ويرى أن التوجه نحو العمل في مجال غير تخصصه، أفضل من الانتظار في صفوف الكثير من العاطلين الجامعيين الذين ارتفعت نسبتهم بغزة.

ويعاني قطاع غزة ظروفاً اقتصادية صعبة، بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض عليه منذ أكثر من ستة عشر عاماً على التوالي، في وقت ارتفعت فيه نسبة البطالة بين الكثير من الخريجين الذين أصبحت أعدادهم بالآلاف.

وكان جهاز الإحصاء الفلسطيني أظهر خلال آخر إحصائية له أن العمال في قطاع غزة يحتاجون إلى 13 شهر للحصول على فرصة عمل، وذلك في ظل حالة الركود في السوق الفلسطينية، والأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية.

من ناحيته لفت الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، إلى أن معدل البطالة في قطاع غزة بلغ 50%.

وقال الطباع: "تجاوز عدد العاطلين عن العمل حوالي ربع مليون شخص، وبحسب البنك الدولي فإن معدلات البطالة في قطاع غزة تعتبر الأعلى عالمياً، حيث ارتفعت معدلات البطالة بين فئة الشباب والخريجين في الفئة العمرية من 20-29 سنة الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط أو بكالوريوس في قطاع غزة لتتجاوز 78%".

ووفق الطباع فإن نسبة الفقر ارتفعت في قطاع غزة لتصل إلى 64%، وبلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر في قطاع غزة حوالي 69%.