كشفت صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، كواليس وتفاصيل جديدة عن زيارة جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، إلى القاهرة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية خاصة، قولها: "إن زيارة أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب إلى العاصمة المصرية القاهرة، قبل أيام، جاءت بتكليف رئاسي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و"كانت لنقل رسائل وصفت بالمهمة للقيادة المصرية، التي تعكف في الوقت الراهن على مجموعة من الترتيبات المتعلقة بالقضية الفلسطينية".
وبحسب المصادر، اجتمع الرجوب في القاهرة بمسؤولي الملف الفلسطيني بجهاز المخابرات العامة، في لقاء شهد حضور رئيس الجهاز اللواء عباس كامل، كما التقى بكل من وزير الخارجية سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بشكل معلن.
ووفقاً للمصادر، فإن الرجوب، الذي شهدت علاقته بالقاهرة أخيراً تطوراً في أعقاب رأب الصدع بينه وبين المسؤولين في مصر، "طلب الضغط على حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، من أجل الموافقة على تشكيل حكومة جديدة والمشاركة بها، على أن تكون تلك الحكومة قائمة على هدفين أساسيين، وهما إعادة الإعمار، وعدم الانخراط في مواجهات عسكرية جديدة مع الاحتلال خلال الفترة المقبلة".
ولفتت المصادر إلى أن "تصور الحكومة الجديدة الذي جاء الرجوب محمّلاً به، لا يقوم على توصيفها سواء بكونها حكومة فصائلية أو حكومة تكنوقراط أو حتى حكومة وطنية، بقدر ما هي حكومة قائمة على أهداف يتم التوصل لإجماع وطني بشأنها".
وأوضحت المصادر أن "أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح بحث مع المسؤولين في مصر خطة مصرية لإطلاق عملية تفاوض جديدة، يمكن تسميتها بعملية سلام جديدة".
وأكدت أن "هناك توافقاً بين القيادة المصرية والسلطة الفلسطينية حول تلك الخطة"، وكشفت عن أن "أحد محاور تلك الخطة، هو اقتراح بوقف إطلاق النار من جانب واحد وهو الجانب الفلسطيني بكل مكوناته، وذلك من أجل وضع إسرائيل أمام مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي".
وأشارت المصادر إلى أن مصر "تسعى لحسم هذا الملف بشكل رئيسي مع حركتي حماس والجهاد، قبل البدء في التشاور مع باقي فصائل المقاومة".
وذكرت المصادر أن "هناك عملية تسريع من جانب القاهرة بشأن المشاورات المتعلقة بتلك الخطة لعدة أسباب، أبرزها الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، والقمة العربية الأميركية المقرر عقدها على هامش الزيارة".
وبحسب المصادر، فإن "أحد الأسباب الرئيسية الأخرى بشأن تعجل القاهرة الخاص بتلك الخطة، يكمن في المخاوف المصرية والدولية بشأن الوضع الصحي لعباس، والذي كان مثار نقاش واسع خلال لقاءات بين المسؤولين المصريين وأطراف أخرى عربية وفلسطينية في القاهرة".
ولفتت إلى أن مصر "ترغب في إطلاق عملية سلام بشكل سريع، خشية أن تتوه الأمور وتزداد تعقيداً في حال غياب رئيس السلطة الحالية عن المشهد لأي سبب كان".
ولفتت المصادر إلى أن "المسؤولين في مصر يعولون كثيراً على عباس في الوقت الراهن، في ظل رؤية مصرية أنه الوحيد القادر خلال الفترة الحالية على المشاركة في إطلاق عملية سلام مع حكومة الاحتلال".
وأشارت إلى أن "سيناريو ظهور شخصيات فلسطينية أخرى في المشهد باتفاقات مع مسؤولين عرب تربطهم علاقات وثيقة مع حكومة الاحتلال، في حال الغياب المفاجئ لعباس، كان محل نقاش أيضاً خلال لقاءات المسؤولين المصريين مع أطراف فلسطينية وعربية في القاهرة، وكان هناك توافق بين جميع المشاركين على أن تحركات هذه الشخصيات من شأنها خلط كافة الأوراق وتعقيد المشهد وليس حله".
وبحسب المصادر المصرية، فإن "التصوّر الخاص بإطلاق عملية سلام جديدة، خلال الفترة المقبلة، محل تشاور عربي أوسع مع كل من الأردن وأطراف خليجية أخرى مؤثرة في المشهد".
ولفتت إلى أن "هناك تشاوراً مصرياً مع هذه الأطراف بشأن الضغط على حركة حماس لدفعها للانخراط في الخطة، عبر آليتين، سواء الاشتراك في الحكومة الجديدة وتهيئة المناخ لها، أو خطوة الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد".
وفي المقابل، استبعدت المصادر أن "توافق حركة حماس أو أي من الفصائل الفلسطينية الأخرى على فكرة وقف إطلاق النار بشكل كامل ومن جانب واحد".
ومن ناحية أخرى، قالت المصادر إن "زيارة الرجوب للقاهرة لم تخل من مناقشة بشأن القيادة المستقبلية للسلطة"، لكنها ذكرت في الوقت ذاته أن "حظوظ الرجوب في خلافة عباس ضعيفة، مقارنة بحظوظ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، الذي أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أيام قراراً بتكليفه بمهام أمين سر اللجنة".
ولفتت المصادر إلى أن "الشيخ يتمتع بحضور قوي على الساحة السياسية، كونه يشغل منذ سنوات منصب وزير هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية التي تتولى التنسيق المدني مع الاحتلال الإسرائيلي في ما يخص الحياة اليومية للفلسطينيين".