تعد اضطراب الوسواس القهري (OCD) حالة مرضية عقلية شائعة، بحيث تكون لدى الشخص أفكار وسواسية وسلوكيات قهرية. كما أنه يمكن أن يؤثر على الرجال والنساء والأطفال.
ويمكن أن تبدأ الأعراض لدى بعض الأشخاص في الظهور مبكراً، وغالباً مع الاقتراب إلى سن البلوغ، ولكنها تبدأ عادةً خلال مرحلة البلوغ المبكرة.
ويمكن أن يكون الوسواس القهري مزعجاً ويتدخل بشكل كبير في حياتك، لكن العلاج يمكن أن يساعدك في السيطرة عليه.
كل ما تريد معرفته عن اضطرابات الوسواس القهري في الآتي:
أعراض اضطراب الوسواس القهري (OCD)
إذا كنت مصاباً باضطراب الوسواس القهري، فعادةً ما تواجه أفكاراً وسواسية متكررة وسلوكيات قهرية؛ حيث قد يدور في عقلك فكرة أو صورة أو دافع غير مرغوب فيه وغير سار، مراراً وتكراراً، مما يتسبب في الشعور بالقلق أو الاشمئزاز أو عدم الارتياح؛ الأمر الذي يؤدي إلى سلوك متكرر أو فعل عقلي تشعر أنك بحاجة إلى القيام به؛ للتخفيف مؤقتاً من المشاعر غير السارّة التي يسببها الفكر الوسواسي.
وعلى سبيل المثال، قد يشعر شخص ما بخوف كبير من التعرّض للسطو، فيبدأ بفحص جميع النوافذ والأبواب ويتأكد أنها مقفلة مراراً وتكراراً قبل أن يتمكن من مغادرة منزله، كما يمكن أن تصاب النساء أحياناً بالوسواس القهري أثناء الحمل أو بعد ولادة الطفل، حيث تشمل وساوسها القلق بشأن إيذاء الطفل أو عدم تعقيم زجاجات الرضاعة على النحو الصحيح، كما يمكن أن تكون الدوافع القهرية أشياء مثل التحقق المتكرر من أن الطفل يتنفس.
طلب المساعدة الطبية أمر ضروري
غالباً ما يتردد الأشخاص المصابون بالوسواس القهري في طلب المساعدة؛ لأنهم يشعرون بالخجل أو الحرج، ولكن الوسواس القهري حالة صحية مثل أي حالة أخرى، لذلك لا يوجد ما يدعو للخجل أو الإحراج بشأنه؛ فالإصابة بالوسواس القهري لا يعني أنك "مجنون" وليس خطأك أنك مصاب به.
وهناك طريقتان للحصول على المساعدة:
- إحالة نفسك مباشرة إلى خدمة العلاج النفسي، والبحث عن خدمة العلاج النفسي في منطقتك.
- زيارة طبيب عام، الذي سيسأل عن أعراضك، ويمكن أن يحيلك إلى خدمة العلاج النفسي المحلية إذا لزم الأمر.
إذا كنت تعتقد أن أحد أصدقائك أو أفراد أسرتك قد يكون مصاباً بالوسواس القهري، فحاول التحدث معهم حول مخاوفك، واقترح عليهم الحصول على المساعدة.
إذ من غير المحتمل أن يتحسن الوسواس القهري بدون العلاج والدعم المناسبيْن.
ما هي أسباب اضطراب الوسواس القهري؟
أسباب الوسواس القهري غير واضحة، وقد يلعب عدد من العوامل المختلفة دوراً، بما في ذلك:
- تاريخ العائلة: فمن المرجح أن تصاب بالوسواس القهري إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً به، ربما بسبب جيناتك.
- الاختلافات في الدماغ: إذ لدى بعض الأشخاص المصابين بالوسواس القهري مناطق ذات نشاط مرتفع بشكل غير اعتيادي في أدمغتهم أو مستويات منخفضة من مادة كيميائية تسمى السيروتونين.
- أحداث الحياة: قد يكون الوسواس القهري أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر أو الإساءة أو الإهمال، ويبدأ أحياناً بعد حدث مهم في الحياة، مثل الولادة أو الصدمة.
- الشخصية: الأشخاص الأنيقون والدقيقون والمنهجيون ذوو المعايير الشخصية العالية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري، وكذلك الأشخاص الذين يعانون بشكل عام من القلق الشديد، أو لديهم شعور قوي جداً بالمسؤولية تجاه أنفسهم والآخرين.
ما هي علاجات اضطراب الوسواس القهري؟
هناك بعض العلاجات الفعّالة للوسواس القهري التي يمكن أن تساعد في تقليل تأثيره على حياتك، ولعل أبرزها:
العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يساعدك على مواجهة مخاوفك والأفكار الوسواسية دون تصحيحها بالإكراه.
وعادة ما يكون لهذا العلاج تأثير سريع، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تلاحظ آثار العلاج باستخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، لكن معظم المرضى سيستفيدون في النهاية.
الأدوية: توصف من قبل الطبيب الأدوية المضادّة للاكتئاب تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائي (SSRIs)، والتي يمكن أن تساعد عن طريق تغيير توازن المواد الكيميائية في دماغك.