أكد المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي، أن رحيل الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان عبدالله شلح، كان خسارة كبيرة لـ"الجهاد الإسلامي"، وللشعب الفلسطيني على حد سواء، كونه شخصية مثقفة، ومفكرة، يتميز بوضوح الفكرة، واستراتيجيات العمل، لا تجتمع هذه الصفات مع قائد آخر من قادة حركات المقاومة.
وقال د. عتريسي لـ"شمس نيوز": "يمتلك د. شلح رؤية استراتيجية دقيقة في تحليل الأوضاع لتحديد موقع حركة الجهاد الإسلامي من الأوضاع الاستراتيجية في فلسطين والمنطقة بشكل عام"، لافتًا إلى أن د. شلح كان يدرك اتجاه البوصلة ومتمسك بالأولويات رغم التحديات والعواصف التي ضربت المنطقة خصوصًا في السنوات العشر الماضية.
وأضاف: "د. رمضان عبدالله شلح من القيادات التي راكمت خبرة وتجربة طويلة في حركات المقاومة الفلسطينية، فقد أبدع وتميز في قيادة الجهاد الإسلامي في ظروف صعبة مرت بها الحركة من جهة وأوضاع المنطقة من جهة ثانية".
واستذكر المفكر عتريسي الأوضاع الصعبة في المنطقة التي كانت تعصف بحركات المقاومة زمن الراحل د. رمضان عبدالله شلح، قائلًا: "تعرضت حركات المقاومة لعاصفة من تضارب الأولويات والبوصلة، إلا أن الجهاد الإسلامي بقيادة الراحل "شلح" حافظت على اتجاه البوصلة الصحيح داخل فلسطين وفي أولوية المقاومة وأولوية قتال العدو الإسرائيلي.
ويرى أن الراحل د. "شلح" تمكن من تثبيت الأسس والركائز لحركة الجهاد الإسلامي المتمثلة في "المقاومة واستبعاد أفكار التفاوض أو الهدنة أو إقامة علاقات أمنية أو ما شابه ذلك، قائلًا: "أمام هذه المواقف الثابتة الراسخة فإن رحيل د. شلح يعد خسارة كبيرة للجهاد الإسلامي وللشعب الفلسطيني".
وفيما يتعلق بالرسالة التي تركها الراحل د. رمضان شلح أشار المفكر عتريسي إلى أن رسالة الدكتور رمضان لأبنائه في الحركة وخاصة لمن خلفه القائد الوطني "زياد النخالة"؛ لا زالت واضحة تتمثل في حفظ الثوابت والحرص على وحدة الساحة الفلسطينية، مؤكدًا أن الاستمرار في هذا الوضوح، وتثبيت الأولويات، وعدم الرهان على كل المشاريع التي تطرح من أطراف محلية أو اقليمية لاستبدال المقاومة، بالبناء، والإعمار، والهدنة، تعتبر ميزة وأصالة متجذرة في سياسة حركة الجهاد الإسلامي.
ويرى المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت أن الجهاد الإسلامي تعتبر حركة أساسية وفصيل مهم من فصائل المقاومة في فلسطين وقد بات يُحسب له ألف حساب خاصة من العدو الإسرائيلي، قائلًا: "تابعنا خلال المواجهات الماضية كيف تصرفت الجهاد الإسلامي على مستوى تصدر المواجهة وعلى مستوى العمل كوحدة فصائل.
هذه حركة مميزة جدًا أسسها الشقاقي وحافظ على ارثها وثوابتها الراحل شلح، وتواصل ثبات رؤيتها والحفاظ على بوصلتها بقيادة الأمين الحالي القائد زياد النخالة، لذلك هذه حركة لا يمكن أن تنكسر مطلقًا.