منذ أن اعتلى سدة الحكم في دولة الاحتلال ،وضع المستوطن.الفاشي نفتالي بينيت ، نصب عينيه ، حرباً دينية ، ستحرق الأخضر واليابس ، وكل ذلك يجري لتغيير أدوات الصراع ، ولعل اقتحامات المسجد الأقصى المبارك اليومية تؤكد ذلك ، فالمتأمل في المشهد يدرك جيداً أن المعطيات على الأرض ، تذهب في هذا الاتجاه ،اذ أن الاقتحامات اليومية ، لم تعد زيارات وانما غزواً شرساً ، هدفه الاستئثار بالمسجد الأقصى المبارك ،ثم هدمه بعد ذلك
القضية ياسادة:
أن المستوطن الفاشي اليوم، يدرك جيداً ،ومن خلال مستشاريه وما أكثرهم ، أن الأديان تشكل أحد العوامل الرئيسة للصراعات، في حين أن هذا الموضوع بدا ثانوياً وغير جوهري في عقود ماضية . وأن ثمة عامل اَخر في هذه العودة الكبرى ، مفهوم الحضارة الذي تم إحياؤه منذ نهاية التسعينيات؛ فالحضارات الكبرى التي تصطدم فيما بينها، غالباً ما يتم تحديدها من طرف الجيوسياسية على ضوء المعايير الدينية. في الفوضى العالمية الواضحة،وهنا نتساءل :
هل نشهد عودة كبرى لما هو مكبوت ثقافياً ودينياً في عقول قادة المنظمات الإرهابية الصهيونية المتطرفة ؟
إن موضوع عودة الحروب الدينية. و الاختلافات الدينية والتاريخية مسألة لا يمكن إنكارها. ومع ذلك، يصر المستوطن الفاشي تحويل الصراع ، إلى حروب دينية
إن قلرئ المشهد والمطل على خريطة الصراعات الدولية ، سيلحظ أن الصراعات تتجه وبسرعة نحو الحروب الدينية ولعل زلزال الأزمات ، الواقع بمحيط العالم الإسلامي. تشمل هذه الأزمات المواجهة بين الهندوس والمسلمين في الهند، والمسيحيين والمسلمين في إفريقيا الوسطى والغربية وحتى في قلب أوروبا مع الصراع بين الصرب الأرثوذكسيين والألبان المسلمين حول السيادة في كوسوفو.
فما حدث في الهجمة الأخيرة على المسجد الأقصى هي حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من سياسات التهويد، التي تعتمدها حكومات دولة الأحتلال في فلسطين المحتلة منذ عقود.
وغني عن التعريف ، لا تعتمد هذه السياسات فقط على القبضة العسكرية والدعم المادي للاستيطان، وإنما ترتكز أيضا على تزييف الوعي وترويج الرواية الصهيونية القائمة على الاباطيل وقد رصدت حكومة الاحتلال ، 15 مليون دولار لتعزيز الرواية اليهودية حول مدينة القدس في إطار مخططاتها لتهويد القدس،
كل ذلك يحدث وأمة العرب ، منشغلة في مشكلاتها الداخلية وخلافاتها البينية، وفي ظل سكوت أو تواطؤ الكثير من النخب والمثقفين العرب.
لقد أثمرت عمليات التسميم السياسي والاختراق المخابراتي، والوقوف إلى جانب جيش دولة الاحتلال المدعوم من الغرب ، ولادة جيش آخر من المثقفين الذين يعملون في خدمة الرواية الصهيونيةللصراع.وقد شاهد الجميع أن أقزام التطبيع وهم يشككون في وجود المسجد الأقصى المبارك !!!!!!!
لقد قامت الصهيونية ، كمشروع سياسي ، على مغالطات دينية وتاريخية، مثل القول إن اليهود هم شعب الله المختار، و"الوعد الإلهي بمنح الأرض المقدسة لهذا الشعب"، و"إن داود هو أول من بنى القدس واتخذها عاصمة لملكه
وعندما زار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب دولة الإحتلال ، عزف على سيمفونية الأساطير الصهيونية، وهي أن دولة الإحتلال ، تعبير عما أسماه ارث الوجود اليهودي الديني في فلسطين منذ آلاف السنين. وفي هذه الإشارة استدعاء للدين والتاريخ من أوسع أبوابهما، ولا سيما أنها جاءت في سياق الحديث عن الدعم الأميركي لدولة الاحتلال.
هم لهم الحق في الرجوع إلى التاريخ، أما نحن فلا يحق لنا ذلك!! فمقابل الاستخدام المكثف للتاريخ من قبل الصهيونية، يجب ألا يُستدعى التاريخُ عندما يتحدث العرب عن القدس وفلسطين، لأن في هذا بُعدا عن الموضوعية وخلطا للأوراق، من وجهة نظرهم.
بل ولا يحق لنا ذكر التاريخ القريب في القرن العشرين، مثل الملايين الذين قتلوا وشردوا وتم استغلال ثرواتهم خلال الاستعمار، فضلا عن بقاء الملايين اليوم تحت الوصاية والهيمنة الغربية بمسميات مختلفة. و التصريحات الغربية التي تشير في كل يوم لهذه المسألة
إن تحويل الصراع إلى صراع ديني خطير جدا ، وبدلا من يكون الصراع على دولة الاحتلال التي أقيمت بمؤامرة دولية قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وبخاصةبريطانيا ، واقتعلت شعباً مطمئناً في أرضه نجد أن الأمور تسير عكس ذلك
إن مجابهة المشروع العنصري التوسعي تقتضي وضع خطة وطنية استراتيجية بعد غادر العرب مربع المساندة لقضيتهم المركزية وساروا في درب التطبيع ، حتى تحول التطبيع الى غرام سياسي بشع ، حتى يكاد المرء يفقد صوابه من هول المتغيرات التي تشهدها المنطقة
ما يلفت النظر أن المنظمات اليهودية تتناسل كل يوم ، فما أن تشرق الشمس على يوم جديد ،نجد ميلاد منظمة إرهابية فاشية جديدة ، وهذا يدل دلالة واضحة على أن الصراع يتحول شيئا فشيئا الى حرب دينية ، حتى غدا المجتمع الصهيوني تغلب عليه سمة التطرف ويظهر ذلك جليًا من خلال اتساع دائرة المنظمات المتطرفة من حيث العدد والنفوذ فيه، لدرجة أن هذه المنظماات تفرض أجندتها على صناع القرار في دولة الإحتلال ، فمن يقتنع في هذا لعالم أن الإرهابي ( بن غفير ) المنفلت من عقاله ، لا تستطيع الشرطة الصهيونية كبح جماحه وأن ما يحدث هو تبادلا للأدوار وكل ذلك بهدف التضييق على أبناء شعبنا الفلسطيني و طردهم والنيل من صمودهم عن طريق اتباع كافة السبل التي تهدد حياتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم؛ وذلك بدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية، وحتى التشريعية في دولة الاحتلال.
المطبخ الصهيوني لدولة الاحتلال يدرك إدراكاً جيداً ، أن ارتباط الشعب الفلسطيني بهذه الأرض هو ارتباط عقائدي بالدرجة الأولى؛ فقد أطلقت أيدي هذه الجماعات لتعيث فساداً في الأماكن والمعالم المقدسة بغية تهويدها أو إزالتها لخلق واقع جديد ، فعلى سبيل المثال لا الحصر( منظمة إحياء الهيكل) وهي جماعة يهودية من أكثر الجماعات تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة، وتمثل الإطار العام لمعظم المنظمات المعنية بما يدعونه "جبل الهيكل"، ويتزعمها متطرفين فاشيين
كافة المعطيات تؤكد إن المستوطن بينت يسير سيرا حثيثا باتجاه الحرب الدينية وقادم الأيام يحمل في طياته الكثير