ما ان يعلن عن استشهاد فلسطيني على يد الاحتلال الصهيوني المجرم, حتى تجدد فصائل المقاومة الفلسطينية بيعتها مع الله عز وجل بالمضي على درب الجهاد والمقاومة, والتمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية, والسير على نهج الشهداء الاطهار حتى تحقيق النصر على الأعداء, فالمقاومة بكافة اشكالها هي الخيار والطريق الاسلم للوصول للأهداف, وهى اقصر الطرق للنصر والتحرير, فبالأمس أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم على المضي قدماً على درب الجهاد والمقاومة، وانها ستبقى خطَّ الدفاع الأول عن أهلنا وشعبنا الذي خطَّه الشهداء بدمهم في مواجهة اَلة القتل والدمار الصهيوني, وزفت حركة الجهاد الإسلامي، ابنها البار الشهيد المجاهد سميح جمال محمود عمارنة (37 عاماً)، والذي ارتقى متأثراً بجراحه التي أصيب بها في 2-6-2022م، أثناء تصديه لاقتحام الاحتلال بلدة يعبد غرب جنين بالضفة المحتلة، وهدم منزل الشهيد ضياء حمارشة. وقالت الحركة: «إننا إذ نزف الشهيد البطل سميح عمارنة الذي التحق برفيق دربه الشهيد بلال كبها، لنؤكد أننا ماضون قدماً على درب الجهاد والمقاومة، وخطَّ الدفاع الأول عن أهلنا وشعبنا الذي خطَّه الشهداء بدمهم في مواجهة اَلة القتل والدمار الصهيوني التي استهدفت عائلة حمارشة الكرام. وأضافت الحركة:» صراعنا مع هذا العدو سوف يبقى مستمراً، وأن حربنا معه لن تنتهي باستشهاد مجاهدينا، الذين واصلوا مسيرة الشهيد جميل العموري وكل شهدائنا الأطهار، وأبقوا جذوة المقاومة مشتعلة، وكانوا كابوساً يلاحق جنود العدو. وأهابت الحركة، بأبناء شعبنا وقواه المجاهدة لرص الصفوف والعمل بكل قوة على تعزيز روح المقاومة المشتعلة، وأن تكون هذه الدماء الطاهرة دافعاً للتصدي لجنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين يستهدفون أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.
فدماء الشهداء هي عوامل دفع قوية لاستمرار الفصائل الفلسطينية المقاومة على درب القتال والجهاد حتى النصر والتحرير, مهما كلف الامر من تضحيات، فعدد شهداء محافظة جنين بالضفة المحتلة، منذ بداية العام 2022م حتى امس السبت 11/6/2022، وصل إلى 33 شهيداً ، وهذا معناه ان سياسة الردع التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني غير مجدية, وانه كلما ارتقى شهيد, ارتفع منسوب المواجهة الى ذروته, واشتدت المقاومة مع الاحتلال الصهيوني وتنوعت وتعددت اشكالها, والدليل ما يحدث في جنين فالمقاومة تشتد وتتسع وتقوى, والاحتلال لا يعلم كيف يتعامل مع منسوب المقاومة المرتفع والمتزايد ويخشى الاحتلال من تمدده الى مناطق أخرى, حتى يصبح حالة يعيشها شعبنا الفلسطيني, ويتعايش معها رغم ما تحمله من اخطار على حياته, وكما قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ورئيس الدائرة السياسية في الحركة الدكتور محمد الهندي «أنَّ الشعب الفلسطيني حَسَمَ خياره بالمقاومة سبيلاً لتحرير البلاد والعباد من دنس الإسرائيليين», فالمقاومة أصبحت ثقافة شعب, ونهجاً لامة تسعى للتحرير والدفاع عن ارضها ومقدساتها, ومن اجل ذلك تبذل الغالي والنفيس بغية الوصول لهذا الهدف, وأضاف دكتور الهندي «أنَّ الشعب الفلسطيني موحد خلف المقاومة، وإنَّ الساحات الفلسطينية مترابطة، وتقود المعركة بشكلٍ موحدٍ ضد العدو الإسرائيلي. وأشار إلى أنَّ المقاومة الفلسطينية يقع على عاتقها أمر واحد، يتمثل في الحفاظ على جذوة المقاومة مشتعلة، ومتقدة، وصولاً لنهضة الأمة العربية والإسلامية؛ حتى تزيل هذه المستوطنة المسماة (إسرائيل) «.
«إسرائيل» لا تحقق انتصارات على الفلسطينيين، هي ترتكب جرائم نعم. لكن جرائمها هذه لا تؤدي الى النصر، وهذا ما يدركه قادة الاحتلال الصهيوني جيدا، لذلك هم لا يرون نصرا بما حققوه في القدس، وبالقتل الذي يمارسونه في الضفة، وبالحشودات العسكرية المتزايدة على قطاع غزة، لأنهم يعلمون انهم يقامرون والنتائج غير مضمونة، لذلك تحولت لغة النصر لديهم بالترويج للتطبيع مع دول عربية، وزيارة نفتالي بينت رئيس الوزراء الصهيوني المجرم للإمارات او البحرين او المغرب، ونشر «إسرائيل» لمنظومة راداريه في عدة دول في منطقة الشرق الأوسط، من بينها الإمارات والبحرين. بهدف مواجهة ما أسمته بتهديدات الصواريخ الإيرانية, وإقامة تحالفات مع دول عربية تقودها إسرائيل, لقد باتت إسرائيل تسوق لهكذا اتفاقات على انها نصر, وتريد ان تقنع الإسرائيليين انها لم تعد دولة معزولة في المنطقة العربية والشرق أوسطية, انما الفلسطينيون هم المعزولون, ومن الممكن ان يكون هذا صحيحا لو كانت تقصد العزلة الرسمية من الحكام العرب للفلسطينيين, انما شعبيا ففلسطين تحتل مكانة كبيرة في نفوس الشعوب العربية, وهى القضية المركزية للامة العربية والإسلامية, وستبقى «إسرائيل» هي الد الأعداء للأمة, وستبقى كياناً سرطانياً خبيثاً يجب استئصاله من جذوره حتى تنعم هذه الامة بالسلامة والعافية, لذلك ستبقى «إسرائيل» تسوق للوهم, فإن الإسرائيليون ليسوا سعداء بالتطبيع مع العرب لان الشعوب ترفضه, والشعوب تعادي «إسرائيل» بفطرتها, وقد ارتفعت أصوات اليهود برفض التطبيع العربي الإسرائيلي, لانهم يعتبرون ان العرب أعداء لا يستحقون العيش, وان العربي الجيد بالنسبة لهم هو العربي الميت, لذلك ستبقى إسرائيل تدور في رحا التطبيع دون ان ينتج لها الا زبدا رابيا لن ينفعهم في شيء لان الامة اقوى من حكامها.