غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"حنان خضور" حصلت على الشهادة العليا مرتين

حنان خضور.jpeg
شمس نيوز - مطر الزق

استيقظت "أم حنان" مبكرًا، تشتمّ رائحة ابنتها، تشاهد الكتب المدرسية الملقاة إلى جانب السرير، تُمسك بيدها ورقة تضمها إلى صدرها؛ لتطلق تنهيدة مليئة بالحسرة والألم، ثم تشيح بوجهها إلى اليمين؛ لتتساقط دموعها الحارة بين أكُفها، أمام هذا المشهد تستعيد أم حنان، شريط الذكريات الذي ما زال عالقًا في ذاكرتها، بأن رصاص قناص إسرائيلي غادر خطف ابنتها، فهي أول ثمار الأسرة في تقديم امتحانات الثانوية العامة التوجيهي.

"كان لازم حنان تروح اليوم لتقديم امتحانات الثانوية العامة، وأستناها عشان أطمأن عليها" قالتها الأم المكلومة موجهة حديثها إلى زوجها الذي حاول جاهدًا أن يخفف ألم الفراق في أول أيام امتحانات التوجيهي؛ فكانت حنان من الطالبات المتفوقات والمثقفات في المدرسة، فهي تحب القراءة والكتابة، وتضع جدولًا محددًا لمراجعة المواد الدراسية استعدادًا لجني الدرجات العليا.

كانت عقارب الساعة تدور إلى التاسعة صباحًا حينما انطلقت أم حنان إلى مدرسة الثانوية في بلدة فقوعة شمال شرق جنين، بعد أن تلقت اتصالا هاتفيًا من المعلمات لزيارة المدرسة، وهناك اطمأنت "أم حنان" عندما أخبرتها مديرة المدرسة بأن ابنتها كانت من الطالبات المتفوقات، وكان متوقعًا أن تحصل على نسبة تزيد عن 90% لولا رصاصات الغدر الصهيونية التي قتلت حلم الطالبة المتفوقة.

فرحت الأم كثيرًا على محبة المعلمات لابنتها وتوقعاتهن بنسبة نجاح "حنان" المتفوقة والمتميزة، كما أن المديرة منحت حنان تكريمًا خاصًا لتميزها بين طالبات المدرسة، أما المفاجأة التي وقعت لأم حنان في تلك اللحظات بأن زوجها قرر إنشاء حديقة داخل المدرسة وأطلق عليها اسم "حديقة حنان خضور".

أمام هذه الصورة الممزوجة بالفرحة والألم، يقول والد حنان لمراسل "شمس نيوز": "كنت أتمنى أن تخوض ابنتي تجربة امتحانات الثانوية العامة التوجيهي، ونعيش سويًا هذه التجربة الجميلة، وكنت أسعى منذ زواجي بأن أحبب القراءة والدراسة لأبنائي، والحمد لله فقد تميزت حنان وأبدعت في  جميع مراحل التعليم حتى الثانوية العامة".

بينما يستذكر والد حنان لحظات استشهاد ابنته برصاص قناص إسرائيلي في مخيم جنين، تتحرك من خلاله المشاعر لتصبح أكثر ألمًا، يتساءل بغصة شديدة: " لماذا قتلها؟ هذا جندي هاوي! لا يستطيع مواجهة المقاومين؛ فيصوب بندقيته على ابنتي حنان بكل حقد وكراهية".

توقف والد حنان من سرد لحظات استشهاد ابنته ليقول: "حنان لم تكن الوحيدة التي استشهدت من أجل فلسطين ولن تكون الأخيرة"، ولتبقى سيرة حنان على لسان كل الناس، فإن والدها يخطط وفقًا لما قال لـ"شمس نيوز" لافتتاح جمعية خاصة لتعليم الأطفال وتنمية مهاراتهم العلمية؛ ليكونوا صناع المستقبل؛ ليحققوا حلم حنان بدراسة الإدارة والريادة.

وفي أول أيام الثانوية العامة "التوجيهي" في فلسطين،  مرت عائلات الشهداء الذين قتلوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الجاري 2022 بذكريات صعبة وأليمة، إذ أن نشطاء التواصل الاجتماعي تداولوا صورًا للشهداء وكلمات معبرة ومحزنة عن عائلاتهم.

ورصد مراسل "شمس نيوز" أسماء، لمجموعة من الشهداء الطلبة في الثانوية العامة "التوجيهي" لهذا العام (2021-2022) ومن بينهم الشهيدة حنان خضور، والشهيد شوكت عابد، والشهيد محمد حمايل، والشهيد معتصم عطالله.