قال الكاتب في الشؤون العسكرية والسياسية أحمد عبد الرحمن، إن المناورة التي أعلنت عنها سرايا القدس باسم "عزم الصادقين"، تهدف للوقوف على الجهوزية القتالية للمقاتلين والاستعداد لأي معركة قادمة.
ويرى عبد الرحمن خلال حديثه مع "شمس نيوز": أن توقيت المناورة يحمل دلالات مهمة في ظل تغول الاحتلال في الضفة والإقليم ، في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة، ورغبة العدو لتشتيت الجبهات، والاستفراد بجبهة جنين بالتحديد، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى.
واعتقد أن المقاومة- وبالتحديد سرايا القدس- أرادت إيصال رسائل للاحتلال بأنها لن تسمح للعدو بالاستفراد بجبهة جنين، وأنه إذا كان لديه قرار بالتغول والقيام بعملية عسكرية في جنين، لن تسمح له المقاومة، ولن تتركها وحدها.
وأضاف عبد الرحمن "أن تغول الاحتلال في الإقليم وعدوانه في دمشق وإيران، وبعد الجرأة المعنوية التي حصل عليها عقب أحداث 29 مايو أيار الماضي في القدس، أرادت سرايا القدس وكافة الفصائل أن تحمل نفس العنوان ونفس الرسائل؛ لتؤكد على استعدادها وجهوزيتها العالية".
وأشار إلى، أن لدى المقاومة خططاً وإمكانيات متواضعة تستطيع أن تقلق هذا العدو، وأن تسبب له مشاكل كبيرة، وأن تحافظ على توازن الردع الذي تحقق بعد عدوان 2014، على الرغم من الفارق الكبير في الإمكانيات مع الاحتلال.
وبين أن الاحتلال يتسلح بموقف وضوء أخضر أمريكي، ونشوة انتصار زائفة حصل عليها بعد مسيرة الأعلام الاستيطانية؛ لذلك جاء توقيت المناورة ليحمل دلالات مهمة على أن المقاومة لن تترك القدس ولا الضفة ولا جنين، ولن تصمت على أي عدوان إسرائيلي دون رد.
ولفت إلى أن الرسالة الأهم التي تحملها المناورة، بأنها ستستمر لعدة أيام، وتضم تشكيلات عسكرية مختلفة، وعلى رأسها الوحدات الصاروخية والمدفعية، كما أكد الناطق العسكري للسرايا أبو حمزة.
وحول دلالات المناورة، اعتقد عبد الرحمن أنها تدل على جهوزية سرايا القدس للتعامل مع أي عدوان جديد، وأن توسيع العدوان في الضفة والقدس سيقلب المعادلة على الاحتلال؛ ما يزيد من جراحات الجبهة الداخلية للاحتلال، والتي تعاني في كل مواجهة مع المقاومة.
ورجح عبد الرحمن، أن التركيز على الوحدات الصاروخية والمدفعية لها مدلولات في العلوم والمفاهيم العسكرية، إذ جاءت بعد تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة؛ لتؤكد على ما قال، وأن هناك قرارا جاهزا على ما يبدو لدى سرايا القدس وفصائل المقاومة بالرد على أي عدوان واسع.
وتابع: "سرايا القدس أرادت أن تقول للعدو بالنار، وليس من خلال البيانات والتصريحات: إنها جاهزة للتعامل مع أي عدوان أو معركة قادمة".
وتوقع الكاتب في الشأن العسكري، أن تكون هناك معركة قريبة مع الاحتلال، مرجحاً أنها لن تكون خلال أيام أو أسابيع، ولكنها ستكون قبل نهاية هذا العام، في ظل التغول الذي يقوم به الاحتلال على كل الجبهات.
وأعلنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أمس السبت، انطلاق مناورات "عزم الصادقين" في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم السرايا أبو حمزة، في تصريح مقتضب: "استكمالاً للإعداد والتجهيز، واستعداداً لأي معركة مقبلة، نعلن في سرايا القدس وبعون الله عن انطلاق مناورات "عزم الصادقين" التي ستنفذ على مدار أيام في قطاع غزة، وستحاكي عمليات ميدانية مختلفة بمشاركة عدة تشكيلات عسكرية، أبرزها الوحدات الصاروخية والمدفعية".
وأضاف أبو حمزة، أن هذا الجهد المبارك يأتي في إطار رفع الجهوزية القتالية لدى مجاهدينا، وتأكيداً منا على استمرار مشوارنا الطويل الممتد بالمشاغلة والمراكمة حتى التحرير والعودة، والله ولي المؤمنين الصادقين.