كشف مصدر فلسطيني مطلع أن اختراقا إيجابيا طرأ على صعيد استعادة العلاقات بين حركة حماس الفلسطينية، والدولة السورية، بعد 10 سنوات من القطيعة بسبب الأحداث في سوريا.
وقال المصدر لوكالة الأناضول، إن "جهوداً مضنية"، بذلتها قيادة حزب الله اللبناني خلال الشهور الماضية، للوساطة بين الطرفين، أفضت إلى "منحها الضوء الأخضر لاتخاذ خطوات عملية"، من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وأضاف المصدر، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وسوريا تستعدان لفتح صفحة جديدة، واستعادة العلاقات بينهما، بعد قطيعة استمرت 10 سنوات.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، إن مرحلة جديدة من العلاقة بين الحركة ودمشق "ستُكتب فصولها في المرحلة القادمة".
وأضاف المصدر، أن تطوراً جوهرياً طرأ مؤخراً على صعيد جهود استعادة العلاقة، تمثل بموافقة الطرفين على إعادة فتح قنوات اتصال مباشر، وإجراء حوارات جدية وبنّاءة، تمهيداً لاستعادة العلاقات تدريجياً.
ولفت إلى أن قيادة "حماس" اتخذت قرارها نحو هذا التوجّه الجديد، "بالإجماع".
وأوضح المصدر، أن قيادة "حماس" لم تكن تمانع في "كسر الجليد بينها وبين الدولة السورية"، انطلاقاً من "حرص الحركة على الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف العربية، بما يخدم القضية الفلسطينية".
وأضاف: "تؤكد الحركة على الدوام أنها ليست طرفاً في أي نزاع عربي داخلي، وأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع".
ولفت إلى أن سوريا ظلّت تتخذ موقفاً متصلباً إزاء استعادة العلاقة مع حماس، حتى وقت قريب، بخلاف مواقف حليفيه (إيران وحزب الله) اللذَين حافظا على استمرار العلاقة مع الحركة برغم موقفها السابق من أحداث سوريا.
وأوضح المصدر أن جهود حزب الله أفلحت مؤخراً في تليين موقف الرئيس بشار الأسد، تجاه إعادة التقارب مع حماس، وقال إن ذلك مثّل "ضوءاً أخضر لفتح قنوات اتصال بين الطرفين، فيما يجري الترتيب تدريجياً لترجمة الجهود المبذولة إلى خطوات عملية على أرض الواقع".
وأشار المصدر، إلى أن لقاءً عُقد مؤخراً بين الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ومسؤول بارز في "حماس"، جرى خلاله الاتفاق على عدد من النقاط في هذا الاتجاه.
وأضاف أنه تم الاتفاق على عقد لقاء على مستوى رفيع، بين الدولة السورية وقيادة حركة "حماس" خلال الفترة القادمة، وأنه يجري الترتيب لذلك على عدة مستويات داخلية وخارجية لدى الحركة.
وبيّن أن قيادة الحركة أطلعت عدداً من الدول العربية والإسلامية، على تطورات جهود استعادة علاقتها مع سوريا، والتي بدورها أبدت ترحيباً بهذه الخطوة.