شمس نيوز / عبدالله عبيد
يعتقد خبراء متابعون للشأن الإسرائيلي أن التنبؤ بنتيجة الانتخابات الإسرائيلية صعب الآن، في ظل استحواذ اليمين الإسرائيلي على نصيب الأسد حتى اللحظة، وما تظهره نتائج الاستطلاعات من تقدم للمعسكر الصهيوني واحتدام التنافس بين الأحزاب المختلفة.
ولفت الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" إلى أن الأحزاب الإسرائيلية لم تتطرق إلى القضية الفلسطينية والتي تعد جوهر العمل السياسي، مشددين على أن هناك نوعا من التنكر للحقوق الفلسطينية عند الكل الإسرائيلي.
وفتحت لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل عند السابعة من صباح اليوم الثلاثاء، مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء المدن الإسرائيلية، معلنةً بذلك بدء انتخابات الكنيست العشرين.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن اللجنة، أن عدد أصحاب حق الاقتراع يصل إلى 5,883,365؛ وتبلغ عدد المراكز 10119، فيما ذكرت إذاعة "ريشت بيت" أن عدد المراكز وصل إلى 11,666.
وستستمر الانتخابات حتى العاشرة من مساء الثلاثاء، وتم تخصيص مراكز اقتراع للمعاقين وفي المستشفيات والسجون.
نهاية المطاف
المتابع للشأن الإسرائيلي، د. وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات يرى أن هناك صعوبة في توقع نتائج الانتخابات الإسرائيلية، عازياً ذلك إلى أن هناك من 17 _ 20% من الشارع الإسرائيلي عبروا عن ترددهم وعدم تجاوبهم مع الاستطلاعات.
وقال أبو نصار لـ"شمس نيوز": حتى لو ظهرت النتائج، فهذا لا يعني أنه نهاية المطاف، فبعد إعلان النتائج سنكون أمام مفاوضات شاقة وائتلافات لتشكيل الحكومة".
وأضاف: لو حصل المعسكر الصهيوني على عدد مقاعد أكبر من حزب الليكود، هذا لا يعني بالضرورة أن المعسكر الصهيوني قادر على تشكيل حكومة، مثلاً في العام 2009 "كاديما" حصل على عدد من المقاعد أكبر من مقاعد الليكود، وفشلت تسيبي ليفني في تشكيل حكومة"، مؤكداً أن الحكومة القادمة ستكون ضعيفة وستواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.
ولفت المحلل السياسي إلى أن الناخبين في إسرائيل لم يتطرقوا للقضية الفلسطينية، والتي تعد جوهر العمل السياسي، مشيراً إلى أن غالبية الساسة في إسرائيل حاولوا التهرب من هذا الموضوع.
وتابع أبو نصار: لأن غالبية الساسة في إسرائيل ضعاف أو يمينيون، فهم غير معنيين بتقديم تنازلات جوهرية للموضوع الفلسطيني"، موضحاً أن سياسة الحكومة القادمة سواء من أي حزب فائز، ستكون مختلفة عن السياسة السابقة، "لأن لكل حزب أجندة مختلفة عن الآخر".
واستطرد بالقول: نتياهو يميل إلى تشكيل حكومة يمين متطرف، وهذا ما سمعناه منه، وفي حال تشكيل حكومة أخرى من الممكن أن نرى عملية سلام، ولكن ليس بالضرورة سلاماً حقيقيا إلا إذا كان هناك حراك فلسطيني جدي من جهة وضغط دولي من جهة أخرى".
الكتلة الأكبر
في السياق، أوضح المختص بالشأن الإسرائيلي د. وليد المدلل أن اليمين الإسرائيلي مازال يستحوذ على الكتلة الأكبر حتى الآن، كونه الأقدر على كسب أصوات المتطرفين.
ونوه المدلل في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن الكل يتسابق على أصوات اليمين بشكل خاص، مبيّناً أن الدعاية الانتخابية حادة وشرسة تبين إلى أي حد وصلت الأحزاب في إسرائيل.
وأشار إلى أن الأحزاب الإسرائيلية لم تتحدث عن التسوية وعن القضايا الكبرى التي لها علاقة بالفلسطينيين، وعن انسحابات من القدس وعودة اللاجئين والاستيطان، لافتاً إلى أن التنافس في هذه الانتخابات شديد جدا.
وحول توقعاته لتعامل الحكومة القادمة مع قطاع غزة، قال المدلل: الحكومة القادمة سيكون لها رؤية خاصة فيما يخص قطاع غزة، فهي ستزيد من الحصار والمعاناة والاستهداف، والدليل كلام ليبرمان، الذي قال إن الحكومة الجديدة يجب أن يكون على رأس أولوياتها إنهاء حركة حماس في قطاع غزة، وهذا نموذج من النماذج".
وأضاف: هناك نوع من التنكر للحقوق الفلسطينية عند الكل الإسرائيلي، فاليمين واضح في شعاراته، شعارات مباشرة وصادمة، والتيار الصهيوني لديه مساحة من المناورة يحتفظ بها".