غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الأسير المحرر وائل المملوك مدرسة دينية وسياسية متنقلة تروي الحكاية الفلسطينية

وائل المملوك
كتب/ شريف الهركلي

خلف القضبان نفتش بين ملايين الحكايات لنروي حكاية الأسير المحرر وائل ديب المملوك، والذي اعتقل في سجون الاحتلال إحدى عشرة عام قبل الانتفاضة الأولى حيث تنقل بين سجونها منها (السرايا - المجدل -السبع - نفحه).

أثناء عرضه على المحكمة في قطاع غزة هرب وأصبح مطارداً مدة ثلاثة شهور، وبعدها تم إلقاء القبض عليه في حي للشجاعية منطقة الطوابين حيث إنهال الجنود عليه بالهروات على رأسه ليسيل الدم ويرسم خارطة العذاب والبطش ويؤكد سياسة التنكيل الظالمة ليعيش وائل بين الوعي واللاوعي، لقد توقف بوائل قطار العقل عند المحطة الأخيرة وهي حب الوطن.

المملوك مدرسة دينية وسياسية متنقلة تجوب الشوارع والأروقة والأزقة كي تروي الحكاية الفلسطينية، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل الإفراط في حب الوطن جنون وجريمة يعاقب عليها المجتمع؟؟

المملوك جاب شوارع ومنتزهات غزة بمكبر الصوت الصغير وكان يستصرخ الناس وينادي بصوته المكلوم، ويحثهم على حب الوطن لقد ركز على القضايا الجوهرية في تاريخ القضية الفلسطينية وأهمها القدس واللاجئين والأسرى.

حالة نضالية تستحق أن نرفع لها القبعات بكافة ألوانها

-المحطة الدينية

لقد كان أسيرنا يشتري علب الحلوى من راتبه أو بتبرع كريم من أهل الخير ويوزعها في الأسواق مقابل إحياء كلمة صلي على النبي أو أذكر الله، وكان يوزع الأذكار والنشرات الدينية وهو مقتنع بنشر الدين الحقيقي بعيداً عن تجار الدين.

-المحطة السياسية

يرفض التعامل مع القضايا الفلسطينية بشكل موسمي فهو أحيى قضية الأسرى والقدس في كل يوم كان يصرخ ويردد أسماء ويعرض قصص الأسرى صورهم على الناس في الأسواق، كأن جسده محرر ومازالت روحه تحلق في سماء السجون وتحوم بين عتمة الزنازين المظلمة، حيث أصبح بمثابة ماكنة إعلامية متنقلة فاقت وجمعت وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة والمسموع.

لقد كان المملوك دائماً يطالب الشعب الفلسطيني بالضغط على الفصائل ويتهمها بالقصور لأنها تركت الإنقسام ينهش جسد القضية ويجعلنا جثة متهالكة وفريسة سهلة للاحتلال الغاشم.

قديماً كان رجل يقف أمام الجيوش قبل المعركة ويُطلق عليه (القص) يروي لهم القصص البطولية التي تثبتهم في المعركة وهو بمثابة وزير الإعلام ومن هنا نؤكد على الدور التي تتبوئه وسيلة الخطابة والمحاكاة الوجاهية المباشرة مع الشعب.

ختاماً ... كل الاحترام للقص وائل المملوك على الفلسفة النضالية التي جسدها ومازال يجسدها كل يوم والتي بدورها تنادي بتحرير الإنسان قبل الأرض، وذلك لأن الإنسان هو محور الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ونتمنى أن تتحقق الأحلام البسيطة التي ينادي بها وائل وهي تحرير فلسطين وتحقيق العدالة بين بني البشر.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".