تسابق المسؤولون الاسرائيليون بالاتصال بعدد من رؤساء وملوك وأمراء عدد من الانظمة العربية المطبعة اللذين تربطهم علاقات تحالفات واتفاقيات أمنية، للتهنئة بعيد الاضحى.
والبحث في قضايا المنطقة ومواصلة التعاون الامني بين الدول العربية المطبعة وإسرائيل، وأهمية التعاون في المنطقة ولازدهار الاقتصادي والسلام، ومحاربة "الارهاب".
ومن بين الرؤساء الذين تلقوا اتصالا للتهنئة بالعيد الرئيس محمود عباس حيث تقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد يائير لابيد بالتهنئة لعباس وتحدثا عن مواصلة التعاون بين الطرفين وضرورة ضمان الهدوء والتهدئة على الساحة الفلسطينية.
هذه الاتصالات الهاتفية المكثفة من قبل لابيد ووزير الامن بيني غانتس الذي اجتمع بعباس، وكذلك الرئيس الاسرائيلي هرتسوغ تأتي في سياق زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة.
وتسعى اسرائيل إلى استغلال زيارة بايدن للمنطقة وسعيه بشكل حثيث دمج إسرائيل في محيطها العربي وتعميق علاقاتها وتعزيزها من خلال مساعدتها أكثر في نسج تحالفات وعلاقات تطبيع جديدة خاصة مع المملكة السعودية.
والتي تعول إسرائيل على اتخاذ خطوات تطبيع جدية وعلنية معها.
ويأمل بايدن أن تعود عملية التطبيع بين إسرائيل ودول عربية بالنفع أيضا على الفلسطينيين.
كذلك تأتي في سياق التحضير للانتخابات الاسرائيلية القادمة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، ومحاولة كل من لابيد وغانتس الاستفادة منها في حملتهما الدعائية الانتخابية.
حتى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو دخل المعركة الانتخابية حيث ذكر في تصريح صحافي له، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ساهم في التوصّل إلى اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبين 4 دول عربية (الإمارات، البحرين، السودان، المغرب).
وتعهد نتنياهو بتطبيع كامل للعلاقات مع السعودية في حال إعادة انتخابه رئيسًا للوزراء.
ملامح واهداف زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن، واضحة وأصبحت أكثر وضوحاً بعد أن نشرت وسائل أعلام إسرائيلية جدول الزيارة، أن زيارته إلى بيت لحم ستكون ساعة و40 دقيقة فقط، بما في ذلك مدّة السفر من مستشفى المطّلع في القدس إلى المقاطعة في بيت لحم.
ووفقا لصحيفة هآرتس التي نقلت عن مسؤولين فلسطينيين أن بايدن لن يتطرّق في خطابه إلى القضايا السياسية المهمّة، وسيكتفي بالحديث عن الاقتصاد.
وماذا كانت تنتظر القيادة الفلسطينية من زيارة بايدن؟ غير خيبة الأمل في ظل انحسار الأفق السياسي وعدم ايفاء بايدن بوعوده، غير التوجه للجانب الاقتصادي ودعم السلطة الفلسطينية مالياً. وأن الرئيس الأميركي يخطط للإعلان عن مساعدات بقيمة 100 مليون دولار لمستشفيات القدس..
وهذا اقصى ما سيقدمه وهو التعهد بالتمويل لمستشفيات القدس وهو الإنجاز الرئيسي الذي قد تقدمه إدارة بايدن للفلسطينيين خلال الزيارة وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
حتى أن ادارة بايدن لن تمول السلطة ومستشفيات القدس من خزينتها فقط، وذلك وفقا لما ذكره موقع واللا الإخباري الإسرائيلي، فهي طلبت من السعودية والإمارات وقطر تقديم مساعدات مماثلة للمستشفيات الفلسطينية في القدس المحتلة.
كما طلبت إدارة بايدن من إسرائيل، وفقا للتقرير، المشاركة ولو "رمزيا" في تقديم المساعدات للمستشفيات المقدسية.
وإن إدارة بايدن طالبت السعودية بتقديم 50 مليون دولار لمستشفيات القدس ، في حين طلبت من قطر والإمارات تقديم 25 مليون دولار، وقد اعلنت الإمارات يوم السبت الماضي، عن التبرع بقيمة 25 مليون دولار لمستشفى المقاصد في القدس.
وان طلب الولايات المتحدة المقدم لدول الخليج الثلاث هو جزء من محاولة لجعلها أكثر انخراطا في القضية الإسرائيلية الفلسطينية، وذلك في ظل العلاقات السيئة بين السعوديين والإماراتيين مع السلطة الفلسطينية.
وذلك وفقا لما ذكره موقع واللا عن مصادر أمريكية، فإن إدارة بايدن تأمل أن يتغير ذلك الموقف وأن تعود عملية التطبيع بين إسرائيل ودول عربية بالنفع أيضا على الفلسطينيين.
كما حثت إدارة بايدن اسرائيل إمكانية تقدم مساعدات للمستشفيات الفلسطينية في القدس.
هذا ما سيحصل عليه الفلسطينيون مساعدات مالية اقتصادية عربية للفلسطينيين، بينما تتوقع مصادر إسرائيلية توقيع اتفاق هام بين إسرائيل والولايات المتحدة يشمل القضايا الأمنية والاقتصادية. وإنه من المنتظر أن يعلن بايدن عن إجراءات تتعلق بتعزيز العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
لا افق سياسي ولا عدالة للفلسطينيين، ولا حديث عن قضية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وما الاتصالات الهاتفية للتهنئة وزيارة بايدن ودعم مستشفيات القدس وتطبيع العلاقات العربية الفلسطينية.
كل ذلك مقابل حفاظ السلطة الفلسطينية على دورها الوظيفي في التنسيق الأمني، والحفاظ على الوضع الراهن، واستمرار الاستيطان وسرقة الاراضي والجرائم الاسرائيلية اليومية