يرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد شلح أن الشعب الفلسطيني، وخاصة الشباب أدرك -بما لا يدع مجالًا للشك- أن قضية فلسطين لن تنتهي إلا بالمقاومة، وأنَّ الطريق الوحيد القادر على تحرير البلاد والعباد هو طريق المقاومة ومقارعة العدو.
واوضح د. شلح خلال حديث لإذاعة القدس أن هذا الأمر تجلى وبدا واضحًا بعد الزيارة المشؤومة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، إذ أنْ اعلن الأخير بشكلٍ صريحٍ وواضحٍ انتهاء المسرحية الهزلية المسماة "عملية السلام"؛ لذلك كله لم يعد أحد يقتنع أنَّ طريق التسوية يمكن أنْ ترد إلينا شبراً من أرضنا.
وقال في خضم حديثه عن اكذوبة ووهم السلام: "جو بايدن هو رئيس عصابة، وأعلن أمام رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) بشكل صريحٍ وواضحٍ انتهاء فكرة حل الدولتين التي راهنت عليه السلطة ٢٨ عامًا، بل قال للرئيس عباس: "مطالبك المتعلقة بالقضية الفلسطينية؛ تحتاج لمعجزة حتى تحققها، وربما تحتاج للسيد المسيح ليحل الأمر!".
وذكر أنَّ ما جاء على لسان بايدن يشير إلى أنَّ الولايات المتحدة تفكر بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم عند عودة المسيح عيسى عليه السلام؛ أي فيما معناه أنها لن تقدم للفلسطينيين شيئاً من حقوقهم.
وشدد د. شلح على أن هذه الكلمات والعبارات التي أطلقها بادين هي بمثابة نهاية للمسرحية الهزلية التي تعتبر المتاهة الكبيرة للشعب الفلسطيني، وما يسمى بمشروع التسوية.
وأضاف شلح "عندما يسمع القادة المخلصون والشباب هذا الكلام من فم الرئيس الأمريكي الذي وعد السلطة ولم ينفذ، يتأكد لشعبنا انَّ لا حل سوى من خلال عظامنا ولحمنا وبنادقنا".
وأردف حديثه "الدم يطلب الدم، بمعنى يجب أن تستمر مسيرة الكفاح المسلح، ويجب أن يعتذر الجميع للشعب الفلسطيني، وللأمة العرية والإسلامية عن هذه المتاهة التي أضعنا بها أكثر من ربع قرن وراء السراب".
وربط د. شلح بين ما جرى من مواجهة في نابلس، وافول سراب ووهم السلام، قائلاً: "ربما يستغرب البعض أن (حركة فتح) اليوم تنزل للساحة بهذا الثقل والتألق، إلى جانب كتيبة نابلس، هذا ليس غريبا لأن كتائب الأقصى هم أعلم الناس بهذه الجريمة التي ارتكبها الاحتلال وهذه العملية المسرحية المخزية التي تم بها الضحك على شعبنا".
مؤشر ايجابي
ويرى شلح أن هذا الدخول لكتائب الأقصى التابعة لحركة فتح إلى خط المقاومة بشرى خير لشعبنا، كونها المسؤولة بالدرجة الأولى عن السلطة، والتي هي معنية بـ"مشروع التسوية".
وأكمل "دخول كتائب الأقصى للمعركة من أوسع الأبواب بشائر خير أنه ربما تلتحق مزيد من الفصائل بالقريب العاجل"، لافتًا إلى أن المطلوب هو التحاق الفصائل بهذه المعركة وعدم الرهان على مشروع التسوية أو تسهيلات هنا وهناك.
وذكر شلح أن الشعب الفلسطيني اليوم بات يدرك تمامًا أنه لا حل إلا بالمقاومة، موضحًا أن القضية قضية ثقافة.
وتابع "جميعنا يعلن أن اتفاقية أوسلو وقناعة بعض القيادات بوجود عملية سلام وتسوية هذه الثقافة كانت مضرة للشعب الفلسطيني، وأخذتنا لمتاهات ترتب عليها التنسيق الأمني، وملاحقة السلطة للمحررين من سجون الاحتلال واعتقالهم وتعذيبهم في سجونها".
ولفت إلى أن هذه الثقافة تم بناؤها على تلك الأوهام التي بناها رئيس السلطة، ومن معه في هذا المشروع الذي لم يسمن ولم يغني من جوع، مؤكداً أنَّ هناك ثقافة جديدة تتشكل لدى أذهان الجميع، وخاصة الشباب أن هذه المستوطنة المحتلة لأرضنا لا تريد أن تعطي شعبنا شيء، بل هي تزيد امعاناً في تعذيب الشعب الفلسطيني في القدس.
شعبنا يعاني
ومضى يقول "هناك اقتحامات متتالية للمسجد الأقصى، وهم يهددون باقتحامات مكثفة فيما يسمى ذكرى خراب الهيكل، لإعادة بنائه، وهناك معركة مفتوحة مع الأسرى، وسلب حقوقهم التي تحقيقها، بالإضافة للموت البطيء لبعضهم، هناك استيطان مستعر على أرض فلسطين يكاد يطبق على الضفة الغربية بأكملها".
ويؤكد القيادي بالجهاد الإسلامي أنه اليوم تتشكل ثقافة جديدة من كل هذه العناوين الإجرامية التي يمارسها الكيان الصهيوني في ظل تخاذل عربي وتواطؤ وتطبيع من قبل بعض الحكام العرب.
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
وأضح حديثه قائلًا: "هذا ما يجعل بعض أبناء الشعب الفلسطيني اليوم، وخاصة الفصائل التنافس للدخول إلى حلبة قتال العدو".
وقال: "يجب أن تعود الثورة الفلسطينية إلى حالتها الأولى، والفترة التي كانت فيها الفصائل تتسابق أيها يوقع قتلى وأسرى في صفوف العدو، هذا هو المطلوب منا جميعًا اليوم".
وأضاف شلح "ننتظر خلال الأيام المقبلة عمليات مفرحة للشعبية والقسام والديمقراطية، وكافة الفصائل الفلسطينية، بعد كلام بايدن الذي يطلب منا انتظار حقوقنا على نزول السيد المسيح".
وتساءل شلح "كيف سيحقق شعبنا انتصاره ويحصل على حقوقه؟"، مجيبًا ليس إلا بالمقاومة، مشدداً -في الوقت ذاته- على أن المطلوب من كل الفصائل أن تضع أيديها بأيدي بعضها البعض، ورفض الرهان على التسوية.
وذكر أنه تم قبر مشروع التسوية، مبينًا أن العدو الصهيوني هو نفسه العدو الأمريكي، وهذا الغرب المجرم، مجنون من يراهن على أمريكا ويعتقد أنها وسيط في قضية الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني.
وتابع "أمريكا هي رأس الأفعى، لذلك لا رهان على امريكا أو إسرائيل أو حقوق الانسان أو الغرب وحتى معظم الحكام العرب، الرهان فقط على محور المقاومة وعلى كتائبها وسراياها في الميدان".
وبشأن الرسالة من تصدي أبطال نابلس لمحاولة اقتحام المدينة، قال شلح "الرسالة وصلت منذ أكثر من عام، خاصة في الحروب التي خاضتها المقاومة، وفي أكثر من مرة في معركة الأسرى بعد عملية جلبوع، وإضراب أسرى الجهاد، وصلت بالألوان للعدو".
ولفت إلى أن العدو يريد أن يراهن ويستفيد ويكسب المزيد من الوقت، مكملًا "عندما جاء بايدن والعدو الصهيوني هو الذي رتب هذه الزيارة، ليعطي بعض الملايين لدفع الأجرة للأجهزة الأمنية، ودفع تكاليف ملاحقة الأسرى المحررين على صعيد المواصلات فقط لا غير".
وأكمل "ربما تكون هناك مزيد من بطاقات الvip، ولكن لا يتحدثون في أمور سياسية تخص الشعب الفلسطيني، وتقرير مصيره، أو حل نهائي بالمطلق".
وشدد شلح على أن هذه الرهانات اليوم بدأت تتكشف وتتراجع، خاصة بالفراغ الموجود بعد مرض الرئيس أبو مازن، والخلاف على من سيخلفه.
ولفت إلى أن هناك فراغ تحاول المخابرات الاسرائيلية ملؤه بالاقتتال الداخلي والفتن والإغراءات الاقتصادية، متابعًا "حتى يحاولون تهدئة الوضع في غزة بهذه الطريقة".
وقال "هذا الرهان مضيعة للوقت، وعلى الجميع أن يتجمع في مربع المقاومة والمقاومة فقط، يجب ألا نسمح للاحتلال وأعوانه بحرف البوصلة والاقتتال بالضفة الغربية من جديد كما حصل من محاولة اغتيال د. الشاعر".
وأضاف "على أذرع المقاومة النزول للميدان لقطع الطريق على العدو المجرم، وعلى هذه المشاريع الاستسلامية التي يطرحها بايدن والصهاينة ومن لف لفيفهم".
وختم شلح حديثه "المعركة والميدان هو الذي يحسم القضية مع هذا العدو، وليس الرهانات ولا الاجتماعات الحزبية ولا الفصائلية ولا المحاصصة ولا الانتخابات البلدية، ولا الكتل الطلابية، من سيحسم المعركة فقط هو الميدان".