غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ثمن الـ (4 جي) الأمريكي الموعود

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

نشر البيت الأبيض الأمريكي، تفاصيل الدعم الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن لصالح الفلسطينيين بعد زيارته الأخيرة لبيت لحم والتي التقى فيها الرئيس محمود عباس لمدة ساعة وحددها في النقاط التالية:

1- تحسين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية والتكنولوجيا.

2- إطلاق الجيل الرابع (4 جي) من الاتصال الرقمي الذي طال انتظاره في كل من غزة والضفة الغربية.

3- تعزيز النمو الاقتصادي.

4- تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين.5

5- الحد من انعدام الأمن الغذائي.

6- - تعزيز الحوار بين الشعبين لدعم السلام.

ويبدو أن فكرة ال (4 جي) استهوت السلطة التي تبحث عن الرفاهية، وتبحث عن أي مظهر سيادي حتى لو كان شكليا لاثبات انها تحقق إنجازات حتى وان كان ذلك على حساب تنازلات كبيرة عن ثوابتنا الوطنية، عبر عنها وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ بالقول (انهاء العلاقات مع إسرائيل أو حل السلطة الفلسطينية قد ينتهي بفراغ أمني من شأنه أن يجعل الفلسطينيين أسوأ حالا مما هم عليه الآن، وأضاف: إذا قمت بحل السلطة الفلسطينية، فما هو البديل؟ البديل هو العنف والفوضى وسفك الدماء، أعرف عواقب هذا القرار، أعلم أن الفلسطينيين سيدفعون الثمن , بالفعل إسرائيل غير جادة في إنهاء الاحتلال، لذلك ليس أمام الفلسطينيين خيار سوى الاستمرار في العمل ضمن الترتيبات الحالية)، منطق تعامل السلطة مع الاحتلال تحت الوصاية الامريكية يمنعها من رفع مطالبها وامالها وتطلعاتها لأكثر من ال (4 جي) وتحسينات اقتصادية, لكن هذا أيضا له ثمن يدفعه شعبنا الفلسطيني يا سيد حسين, ثمن شاهدناه بالأمس في نابلس باستشهاد اثنين من المجاهدين هما الشهيدان البطلان محمد بشار العزيزي وعبد الرحمن صبح، اللذان قاما بالتصدي لقوات الاحتلال الصهيوني التي أقدمت في الساعة الثانية فجرا، على اقتحام البلدة القديمة في مدينة نابلس ومحاصرة بعض بيوت مقاتلي شعبنا ومناضليه الشرفاء, حيث دارت اشتباكات مسلحة لم يسبق لها مثيل منذ سنوات, والتي اسفرت عن استشهاد اثنين من ابطال شعبنا واصابة عدد آخر» واستخدمت الطائرات والصواريخ المضادة للدروع والدبابات المصفحة خلال الاقتحام, وهذه الجريمة تأتي بعد الزيارة المشؤومة للرئيس الأمريكي جو بايدين الذي جاء ليعطي الضوء الأخضر «لإسرائيل» بقتل الفلسطينيين, وتعهد بحماية امنها واستقرارها ودعمها بكل قوة لمواجهة الفلسطينيين.

يبدو ان «إسرائيل» دخلت مرحلة جديدة في مواجهة كتائب المقاومة المنتشرة في انحاء الضفة الغربية المحتلة, هذه الكتائب التي تلاحق الاحتلال الصهيوني وتستهدفه وتوقع في صفوفه خسائر بشرية ومادية وتستنزفه تماما, ما جعل من هذه الكتائب المجاهدة ظاهرة تتمدد وتكبر وتتسع, فقد بدأت في جنين, وامتدت لنابلس وطولكرم وطوباس وغيرها من مدن الضفة, وهو الامر الذي كان يقلق الاحتلال, وكان يحذر من تمدد هذه الظاهرة لتشمل كل مدن الضفة, ويخشى من تحولها الى انتفاضة مسلحة على غرار ما حدث في قطاع غزة, لذلك تعالت الأصوات في «إسرائيل» مطالبة بإنهاء ظاهرة كتائب المقاومة المنتشرة في الضفة, فاعلن الجيش عن عملية كسر الأمواج  وقد حاول عشرات المرات ان يقتحم جنين وينهي كتيبتها هناك لكنه فشل فشلا ذريعا امام قوة الإرادة الفلسطينية وصلابة الجبهة الداخلية وجهوزية المجاهدين الدائمة للمواجهة مع الاحتلال, وهذا ما دفع الاحتلال لتوجيه اللوم الشديد لأجهزة امن السلطة, واتهامها بالعجز عن حفظ امن «إسرائيل» وهى المهمة الأساسية التي كلفوا بها, فارتفعت وتيرة التنسيق والتعاون الأمني الى حد كبير, ولاحقت أجهزة امن السلطة المقاومين الفلسطينيين واعتقلت عددا منهم, واثارة الفوضى والفلتان من خلال محاولة استهداف بعضهم فتم الاعتداء مثلا على شقيق الأسير البطل زكريا الزبيدي, وتم الاعتداء على الشيخ خضر عدنان احد رموز المقاومة والقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, وتم الاعتداء على قيادات من حركة حماس وآخرهم نائب رئيس الوزراء الأسبق ناصر الدين الشاعر الذي أصيب بست رصاصات, انها الفوضى التي ارادتها «إسرائيل» ونفذتها أجهزة امن السلطة وكان نتيجتها المباشرة اقتحام نابلس وقتل المجاهدين وتدمير البيوت واستخدام القوة المفرطة كرسالة تحذير للكتائب المقاومة ان القادم اعظم, لكن كتائب المقاومة لا يردعها مثل هذا الفعل الاجرامي وسترد بقوة.

السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تدرك ان مطالب الشعب الفلسطيني تتعدى تماما الوعود الستة التي طرحها بايدن, فالقضية الفلسطينية ليست مجرد قضية إنسانية, وان كان البعض من الرسميين الفلسطينيين والعرب ينظر اليها من هذا الجانب, الا ان الشعب الفلسطيني ينظر اليها على انها قضية احتلال يغتصب ارضنا, وينتهك حرمة مقدساتنا, ويسلب حريتنا, وتترسخ لديه قناعة بالاستمرار في النضال والمواجهة مع الاحتلال حتى النصر والتحرير, اما من يبحث عن ال (4 جي) ويعتبره انجازاً وطنياً مهماً فهو يعيش خارج سياق التاريخ والعقل والمنطق.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".