بقلم/ ياسر عرفات الخواجا
تلجأ "إسرائيل" لاستخدام هذا الأسلوب من الحرب النفسية (الإشاعات)، وتعتبرها حربًا غير مكلفة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته، والتي تأتي في سياق الصراع المستمر لخلق معادلات جديدة دون خوض معارك على الأرض، من خلال بث الإشاعات، وإظهار بعض الإحداثيات الوهمية؛ لإظهار الأمر وكأن فيه نوعًا من المصداقية؛ لذلك هي تتعمد اتباع خطوات استباقية إرهابية، من شأنها أن تستهدف الترابط القوى بين الحاضنة الشعبية والمقاومة، وذلك من خلال بث هذه الأكاذيب، والتي اعتاد عليها شعبنا منذ أن اغتصب الاحتلال أرضنا. وتعد الإشاعة من أنجع أساليب الحرب النفسية، ولها ارتدادات قوية قد تؤثر على تماسك المجتمع وترابطه بينها وبين قيادته في حال افتقر هذا المجتمع إلى أي من مقومات الوعى.
وها هو اليوم يأتي لنا ببعض أكاذيبه، ويروج بأن المقاومة تخزن أسلحتها ومقدراتها العسكرية داخل البيوت والمؤسسات المدنية، الأمر الذى يكشف عن حقيقة أن الاحتلال لا يملك بنك أهداف كافٍ للمعركة القادمة، وهذا يظهر مدى الافتقار المعلوماتي والأمني الواضح لدى الأجهزة الأمنية الصهيونية؛ لذلك يلجأ إلى الأسلوب الأخر؛ مستبقًا الأحداث، ومبررًا لجرائمه المستمرة، والتي لم تتوقف ضد المدنيين العزل.
لذلك هو يحاول أن يقول للحاضنة الشعبية في غزة أنه في المعركة القادمة سيتم استهداف الأماكن السكنية والمدنية، مدعياً أن المتسبب في هذا هي المقاومة، والهدف من هذا كله محاولة يائسة لإرهاب المجتمع، والذى وحسب وزعمهم أنه سيشكل حالة من الزعزعة وكسر الإرادة الشعبية، والتأثير والفصل في العلاقة الصلبة المتكاملة بين الحاضنة التي تعتبر الركيزة المهمة للمقاومة، وبين المقاومة التي تدافع عن هذه الحاضنة.
هذا ما أراد (أفخاي درعي) إيصاله من خلال هذا الفيديو القصير ومحتواه الكاذب، وأعتقد جازماً أن كل هذه المحاولات كما سابقاتها لن تؤثر على المقاومة وحاضنتها، وستفشل أمام الحق الفلسطيني، والإيمان الجماهيري الراسخ بخيار المقاومة.
لذلك من الواجب علينا أن نعي ما يريده الاحتلال من خلال بث مثل هذه الإشاعات، والعمل على محاربة انتشارها بين الناس وتفنيدها، وذلك من خلال الرد على ادعاءات الاحتلال، ودعم المقاومة بزيادة الالتفاف الجماهيري حول المقاومة، وتبني روايتها.