غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الطالب أسامة فرحات.. شهادة على حائط الفقر

الطالب أسامة فرحات
شمس نيوز - مطر الزق

لم يتوقع الطالب أسامة فرحات أن ينتهي المؤتمر الصحفي لوزارة التربية والتعليم بشأن نتائج الثانوية العامة، دون ذكر اسمه، فبكى كثيرًا، وألقى الهاتف في "حجر" أمه، وجلس على الأرض يندب حظه، ليعم الهدوء في المنزل قبل أن تصرخ والدته فرحًا بالنتيجة التي وصلت على الهاتف الذي بيدها.

قرأت والدة أسامة النتيجة ثلاث مرات بسرعة كالبرق،" (94%) (94%) (94%)، لتحتضن ابنها بحرارة وتقبله فرحة بالمعدل، وسط صرخات وزغاريد عمت البيت.

لم يٌصدق أسامة النتيجة، وظل صامتا قليلًا قبل أن يوكل أمره إلى الله؛ لينطلق فرحًا بالنتيجة صوب نافذة المنزل بأعلى صوته لسكان الحارة ويصرخ بنتيجته؛ ليمتلئ المنزل بالأهل والجيران والأصدقاء فرحة بما حققه أسامة من تفوق يرفع الرأس.

قبل النتائج بيوم، بدأ صراع داخلي لدى والدة أسامة والتي قضت ليلتها متوترة خائفة على مستقبل ابنها الذي وعدها بالتفوق والنجاح للحصول على منحة دراسية في الجامعة، تساعده في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها العائلة، وهنا لعب أسامة دور الطبيب المهدئ، فخفف عن والدته المتوترة بتشغيل أناشيد النجاح حتى الساعة الثانية فجرًا قبل ساعات قليلة من النتيجة.

وبعد هدوء الليل أطفأ أسامة أناشيد النجاح وأخلد إلى النوم، كانت ليلة غير متوقعة بالهدوء والسكينة والطمأنينة يقول أسامة لـ"شمس نيوز": "أول مرة منذ الانتهاء من تقديم امتحانات الثانوية العامة أنام دون كوابيس وأحلام مزعجة، فكانت ليلة هادئة جدًا".

وقبل نصف ساعة من إعلان النتيجة استيقظ أسامة ليجد حالة من التوتر والقلق في البيت، وهنا قام بتشغيل أغاني النجاح مرة أخرى؛ في محاولة للتخفيف عن توتر والدته التي سعت جاهدة ليصل ابنها لمعدل عالي.

وحول عدم وجود اسمه بين الأوائل قال: "كنت أتمنى أن اسمع اسمي من العشرة الأوائل في الثانوية العامة لأحصل على منحة دراسية جامعية".

وعلل أسامة السبب في سعيه للحصول على المنحة الدراسية بعدم تمكنه من الدراسة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع مفتاح القبول في التخصص الذي يرغب بدراسته.

يُضيف بحزن: "والدي مريض ومعه القلب لا يستطيع العمل، حتى أن مخصص الشؤون الاجتماعية قطع عن البيت، لا يوجد مصدر دخل للأسرة مطلقًا، لافتًا إلى أن عدم حصوله على منحة دراسية سيدفعه لتعليق شهادة الثانوية العامة التوجيهي بمعدلها الـ 94% على باب الغرفة".

وتعتبر المنحة الدراسية للطالب أسامة وسيلة لاستكمال الدراسة الجامعية قائلًا: "الطريق الآمن للجامعة هو الحصول على منحة دراسية وغيرها سأتجه للعمل على بسطة في أحد الأسواق الشعبية".

أسامة الذي تمكن من الحصول على المركز الثاني على مستوى المحافظة الوسطى في مسابقة الطلبة المتميزين في بداية الثانوية العامة أوضح أن والدته ومدرسيه كانوا أكبر الداعمين له في مسيرته العلمية خاصة التوجيهي.

لم يُقدم أسامة على الدروس الخصوصي مطلقًا، حتى أنه أقدم على تحويل دراسته من العلمي إلى الأدبي؛ لعدم قدرته على دراسة المواد العلمية؛ لأن كل مادة تحتاج إلى دروس خصوصية، وهو لا يستطيع التسجيل في دروس خصوصية.

كان أسامة مبدعًا حيث تميز في بداية العام الدراسي الثانوية العامة التوجيهي بشكل لافت، إذ أنه تمكن من الحصول على المركز الثاني على مستوى المحافظة الوسطى في مسابقة الطلبة المتميزين رغم أنه قدم للمسابقة مباشرة بعد الانتهاء من بيت عزاء لأحد أقربائه.

وتلقى أسامة دعمًا هائلًا من مدرسيه لا سيما مدرس التاريخ واللغة العربية والرياضيات والتربية الإسلامية قائلًا: "أشكر كل المعلمين الذين ساهموا برفع معنوياتي حتى الوصول للتفوق والحصول على معدل متميز".

ودرس أسامة للثانوية العامة معتمدًا على 4 مصادر أولها قراءة المنهج من الكتاب كاملًا، ثانيًا متابعة برامج التوجيهي على الإذاعات (التربية والتعليم – إذاعة القدس – إذاعة الأقصى) أما المصدر الثالث فقد كنت أراجع جميع الامتحانات السابقة للتوجيهي، وأخيرًا كنت أقرأ وأراجع ملاحظات المدرسين بشكل متقن ومتميز".

ويتمنى أسامة أن يدرس صحافة وإعلام باللغة الإنجليزية، قائلًا: "منذ صغري وأنا أعشق وأحب دراسة الاعلام لكن بعد دراسة متقنة لسوق العمل وجدت أن الكثير ممن تخرج من الاعلام لم يجد له مكانًا للعمل؛ لذلك قررت دراسة الإعلام باللغة الإنجليزية لا سيما أن غالبية العاطلين عن العمل في مجال الإعلام لا يتقنون اللغة الإنجليزية".

وأوضح أن ساعة الالتحاق بتخصص الإعلام باللغة الإنجليزية يصل إلى 25 دينار للساعة أقصى حد؛ لكن أسامة أكد أنه لا يستطيع التسجيل للجامعة في ظل عدم الحصول على منحة دراسية تساعده لتحقيق أحلامه وطموحه.