غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تيسير الجعبري شهيد برتبة جنرال

تيسير الجعبري ابو محمود
كتب / محمد الفارس

الآن كما بالأمس يشن العدو هجومه الظالم والغادر على المقاومة ويستهدف رموزها، يحشد جيشه ومدرعاته ظنّا منه أنه سيكسرها، لكن المقاومة عودتنا وبالدرس العملي أنها لا تنحني ولا تنكسر أبداً، وهي من يكسر جبروت الإحتلال وهي من يُذل تكبره، لأن فيها مقاتلين أشداء برتبة جنرالات، فالرتب العسكرية الحقيقية تُمنح في مراكز الاشتباك وحين المواجهة مع العدو.

لو رجعنا مئة عام للوراء ثم قارنا بدايات الصراع مع العدو الصهيوني بهذا اليوم لوجدناه وكأن العصابات الصهيونية جاءت اليوم لتغتال وتغدُر وتهدم وتقتل النساء والأطفال في بيوتهم، وكأن المشروع الصهيوني جاء بالأمس، العدو الصهيوني بأفعاله وجرائمه دوماً يذكر من ينسى أو يتناسى أو من يخدع نفسه بأن هناك إمكانية للتصالح أو التعايش أو الإتفاق مع هذا المشروع.

تلك هي حقيقة الصراع الذي لا يزال البعض يخدع نفسه ويظن أن هناك إمكانية للسلام أو للتهدئة مع العدو، مع أن العدو الصهيوني نفسه يقول: لا سلام مع الفلسطينيين ولا نريدهم سوى عبيداً أو قتلى، وبذلك هم يحرِفون ويبدلون أولويات الصراع مع العدو الصهيوني.

تلك الأحداث تعيد تذكيرنا بأن هذا الصراع هو صراع وجودي ومصيري مع هذا المشروع والمعادلة صفرية بامتياز فإما نحن أو هم، لذلك ترى العدو الصهيوني بتلك الجرائم وكأنه يذكر من يتفاوض معه كما يذكّر الوسطاء ويذكر من يراهن على السلام والتطبيع معه، ويذكّر أيضاً من يقاتله بأن تلك هي الحقيقة، لذلك يجب أن تكون الذاكرة الفلسطينية دوماً حاضرةً والمقاومة مستنفرة، وهنيئاً للمقاوم والتنظيم الذي يعرف ما يريده ويعرف دوره وحاسم لأمره في هذا الصراع ولا يخدع نفسه وكأن لسان حاله يقول: لا أرى في البحر إلا البحر، بمعنى أنه يرى البحر أمام عيونه ولا يريد أن يقتنع إلا بما يرى، فالرؤية الواضحة ليست بحاجة إلى عبقرية كي يتم اكتشافها، وحقيقة الصراع هي أن العدو يريد اقتلاع الفلسطيني من جذوره ولا يريد وجوداً له على الأرض، وإن اكتشاف هذه الحقيقة لا تحتاج لعبقرية بل هي بحاجة إلى شجاعة لتبنيها وقولها، وبحاجة لعدم شراء وبيع الأوهام، هنيئاً للجهاد الإسلامي ولسراياها المظفرة وهنيئا للتنظيمات والكتائب المقاومة وهنيئا لقيادتها وهنيئا للجنرال الشهيد تيسير الجعبري "أبا محمود" ورفيق دربه قائد أركان المقاومة الشهيد بهاء أبو العطا "أبا سليم" وهنيئا لقيادة المقاومة الذين امتلكوا الجرأة والشجاعة للمواجهة ثم صدقوا في المواجهة وصدقوا أيضاً في القول والفعل، هنيئا لهم على مستوى الفكرة وعلى مستوى الوعي وعلى مستوى السياسة وعلى مستوى الميدان، فهم حاسمون لأمرهم ومواقفهم.

لذلك استهداف العدو للقادة أمثال الشهيد أبو محمود ورفاقه -رحمهم الله شيء طبيعي في هذا الصراع لأن العدو يعرف ومدرك بأنه يستحيل القيام بتسوية معهم ولا مع أمثالهم.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".