✍️ *محمد الفارس*
️ عندما يُنزِّل الله آية نقرأها ونتعبد ونصلّي فيها إلى أن تقوم الساعة، " وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، إذن أنت أيها المجاهد عندما تستشعر بجهادك وبعملك مرضاة الله فلن يضيرك ما يحدث بعدها لأنك ستبقى حيّ في الدنيا وحيّ فور ارتقاءك.
*أيها المجاهد:* عند إقدامك بعمل فيه مرضاة الله وفيه دفاع عن المقدس وعن الإنسان ومهما كان هذا العمل صعباً وشاقاً ومهما كانت التضحيات مطلوب منك أن تكون مستعدا دوما لدفع الثمن، ومستعد لأن تدفعه من حسابك وليس من حساب الآخرين، وأن تقف بكل ما تملك من نظافة وبكل ما تملك من شجاعة وبكل ما تملك من مشاعر محترمة وبكل ما تملك من يقين وبكل ما تملك من قِيَم، ودون أن تنتظر من أحد أن يقف إلى جانبك، إذا وقف أحد إلى جانبك فهو يقف لنفسه وفي حال لم يقف فأهلا به وهذا يبقى خياره هو، ومطلوب حينها ألا تنظر للخلف وأن تخوض نضالك وجهادك بكل إحترام، والكل بيد الله ولا أحد دائم في هذه الدنيا، المهم أن تعمل وفق قناعاتك وايمانك وإلتزاماتك الوطنية والأخلاقية حتى لو أصابك بعض من الأذى، المهم أن تتمسك بقناعاتك وجهادك حتى لو ذهبت للموت في سبيل الله.
الجنرال خالد منصور "أبو الراغب" والجنرال تيسير الجعبري "ابو محمود" وكل المجاهدين الذين ارتقوا، كان لديهم قناعة وإيمان كبير بما يقومون به من جهاد ومقاومة، ولم يكن جهادهم من أجل مكاسب خاصة بهم، بل من أجل أن يكسبوا إيمانهم، أن يكسبوا أنفسهم وعقولهم، أن يكسبوا ثقتهم، أن يكسبوا يقينهم، لقد وقفوا بكل رجولة وشجاعة في ميادين المعارك، والإنسان الشجاع المقدام عندما يرتقي لا أحد يتحدث عن أمواله وممتلكاته، بل تتحدث الناس عن شجاعته واحترامه وعن قِيَمه ونُبله وأصالته ومبادئه وصِدقه وحرصه وإخلاصه، لذلك السيرة الحسنة هي التي تبقى للإنسان بعد استشهاده، وهناك فرق عندما تتحدث الناس عن شخص بعد موته وتصفه بالخساسة والغدر والخيانة.
لذلك *أيها المجاهد:* من المهم أن تقتنع بما تقوم به ولا تجعل لقناعاتك أن تهتز، لأن تلك القناعة هي التي تحافظ على توازنك، ولا تبتئس في حال تخلى عنك أحدهم، ولا تبتئس إن أصابك الأذى وخسرت أحبابك أو بيتك، المهم ألاّ تخسر نفسك، وألا تخسر إيمانك، ولو كل العالم قال عنك أنك أفضل الناس لكنك في النهاية خسرت نفسك وايمانك، فما الفائدة حينها؟!
*أيها المجاهد:* إن من أهم عوامل التماسك الذاتي هو الإحساس بأن ما تقوم به هو صحيح ويعبر عن قناعاتك وأفكارك، بغض النظر أعجب فلان أو علان، وبغض النظر عن النتائج، *فيأيها المجاهد:* دوما ذكّر نفسك بأن ما تقوم به هو عمل نبيل وعمل شريف وعمل شجاع وعمل وطني سواء صفقت لك الناس أو لم تصفق، سواء رفعت الناس لك القبعة أو لم ترفع، المهم أن تكون واثقا بما تفعل، وفي حال كنت ثابتاً على مبادئك ومواقفك ثم تعرّضت للأذى أو حتى للاستشهاد، فإن الله عز وجل سيؤتيك من فضله، وسيرزقك حياة أفضل، لأن الله عز وجل هو الذي بيده كل شيء.
*أيها المجاهد، يا إبن سرايا القدس:* بما أنك اعتبرت نفسك مناضل ضد العدو الصهيوني، فالنضال ضده لم يكن يوماً نزهة، فأنت معرّض لأن تُقتل أو يُهدم بيتك أو تُجرح، وأنت كمجاهد صلب وشجاع، وأنت تواجه هكذا مواجهات نعلم علم اليقين بأنك لا يمكن أن تنحني، وغير مسموح لك أن تنحني، فإبن سرايا القدس حتى لو وضعوا 100 طلقة في رأسه لا ينحني إلا لله أو عند تلقيمه لمرابض الصواريخ.
وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح والله عز وجل لا يضيّع عمل أحد، والله عز وجل بعلمه وبإيماننا أن الحق دائما ينتصر، هي جولات ...لكن في النهاية الانتصار دوما للحق.
