يشن الجيش النازي الصهيوني عدوانا دمويا على قطاع غزة ويستهدف المدنيين العزل، فيقتل الأطفال والنساء والشيوخ، بزعم نوايا حركة الجهاد الإسلامي القيام برد عسكري على عملية اعتقال القائد الوطني الكبير الشيخ بسام السعدي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الواضح ان الاحتلال الصهيوني كان يمهد لهذا العدوان على القطاع من خلال ظهور الناطق باسم الجيش الصهيوني المدعو افيخاي ادرعي بخرائط وصور مزيفة يدعي انها تكشف عن وجود إنفاق ومستودعات للذخيرة وورش تصنيع أسلحة تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية, وان هذه الانفاق والمستودعات والورش تقع في مناطق مدنية بمعنى انه يريد ان يعطي لنفسه مبررا لقتل المدنيين, كما ان الاحتلال الصهيوني استغل جهود الوسطاء الذين كانوا يبذلون الجهد لوقف التصعيد وقام باستهداف قائد لواء الشمال في سرايا القدس الشيخ تيسير الجعبري ما ادي لاستشهاده واحد مرافقيه, كما ان طموحات رئيس الحكومة الصهيونية يائير لابيد, واطماعه في الانتخابات الصهيونية القادمة, وحصد المزيد من الأصوات لصالحه, كان دافعا لشن هذا العدوان الهمجي على قطاع غزة, تقديرات جيش الاحتلال والحكومة الصهيونية كانت خاطئة, وظن ان الجهاد الإسلامي لقمة سائغة يمكن ان يبتلعها بسهولة, وان المقاومة الفلسطينية ستتخلى عن دورها في الدفاع عن شعبها, وبالتالي يستفرد هو بالجهاد ويضربه بقوة بحيث لا تقوم له قائمة, لكن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة وفي لقائه مع قناة الميادين بعد جريمة اغتيال القائد تيسير الجعبري, كان حاسما في قراراته وقال اننا ذاهبون لمعركة مفتوح واوقف كل الوساطات.
لا خوف على غزة, ولا على فصائل المقاومة الفلسطينية, ولا على وحدة الموقف الفلسطيني, مهما كان حجم القصف والقتل والدمار, فالعدو بدأ المعركة الغادرة في الوقت الذي شاء, ولكنه لن يستطيع ان ينهيها في الوقت الذي يشاء, غزة تقاتل وستبقى تقاتل حتى الرمق الاخير, واهلنا في الضفة الغربية, وفي القدس المحتلة, وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م, سيقومون بدورهم في الدفاع عن شعبهم, ليس بالتظاهرات فقط, انما بالعمليات العسكرية النوعية, لذلك اطلقت حركة الجهاد على عملية الرد على هذا العدوان النازي الصهيوني اسم وحدة الساحات, وكأن الجهاد الإسلامي يوجه رسائله لشعبنا الفلسطيني ان المعركة موحدة في القدس وال48م وفي غزة والضفة, فهذا يربك الاحتلال ويستنزف من قدراته, ويزعزع جبهته الداخلية, والتقديرات الصهيونية تشير الى ان هناك إمكانية لتحرك الشارع الفلسطيني في الضفة والقدس وفي الأراضي المحتلة عام 48, خاصة مع دعوات وجهت من أهلنا داخل الأراضي المحتلة عام 48 بتنظيم تظاهرات جماهيرية حاشدة رفضا لما تتعرض له غزة من عدوان دموي على يد الجيش النازي الصهيوني, وتحرك فصائل المقاومة في الضفة المحتلة وتهديدهم بقطع الطرق على المستوطنين واستهداف جنود الاحتلال على الحواجز العسكرية, كل هذه أمور باتت تقلق الاحتلال وتدخل الحكومة الصهيونية في مأزق كبير, وهى حكومة هشة وضعيفة ولا تتحمل الازمات, وهى أقدمت على حماقتها بشن عدوان دموي على قطاع غزة بسوء تقدير وستدفع ثمن هذه الحماقة, لذلك هي تستميت الان لانهاء العدوان وتحرك الوسطاء لبذل الجهد لوقف التصعيد, وتضغط معلى الفصائل من خلال استهداف المنازل.
امام هذا العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، انقسم الموقف الرسمي العربي في التعامل مع القضية الفلسطينية، فهناك دول تستنكر العدوان الصهيوني كالجزائر وقطر ولبنان التي أعربت منذ اللحظة الأولى للعدوان الصهيوني على غزة عن ادانتها الشديدة له، بينما وجدنا خطابا عربيا رسميا جديدا صادرا عن الامارات والبحرين حيث دعت سفارة الإمارات في تل أبيب في بيان لها المواطنين (الإماراتيين) الموجودين بإسرائيل أخذ الحيطة والحذر واتباع تعليمات السلطات الإسرائيلية". بينما قالت سفارة البحرين في تل أبيب "نهيب بالمواطنين (البحرينيين) الموجودين بإسرائيل توخي الحيطة والحذر واتباع الإجراءات الرسمية", لقد انحدر الخطاب الرسمي العربي الى حد خطير, فهناك من الدول العربية من ارتضى بمواقفه هذه ان يكون شريكا في العدوان على قطاع غزة, هذا العدوان الذي حصد روح طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات, وحصد روح سيدة لم تتجاوز ال 23 عاما, وحصد أرواح الشيوخ الكبار والابرياء, فقد تم الرد عليه عربيا بضرورة التزام المواطنين البحرينيين والاماراتيين والمغاربة بتعليمات سلطات الاحتلال, تخيل ان ينزل العربي الى ملاجيء الاحتلال في تل ابيب برفقة المستوطن الصهيوني, ويخشى صواريخ المقاومة التي من المفترض انها تدافع عنه وعن وطنه وعن أطماع "إسرائيل" في ثروات وخيرات بلاده, فالذي جاء بك أيها المواطن العربي الى تل ابيب هو الذي وضعك في هذه الحالة المزرية, "إسرائيل" لن تكون يوما دولة صديقة لاي بلد عربي, "إسرائيل" التي ترفع شعار ان حدودها من الفرات الى النيل, والتي يهتف مستوطنوها بشعار الموت للعرب, وان العربي الجيد هو العربي الميت, لا يمكن التعايش معها واقامة علاقات , واذا كان الرسميون العرب لا يصدقون ذلك, فليستفنوا شعوبهم, او عليهم ان يردوا التظاهرات التي ستخرج بإذن الله في العواصم العربية ردا على العدوان الصهيوني على قطاع غزة, بالله عليكم هل يمكن ان تصدقوا ان "دولة" تشن عدوان دموي على غزة بحجة النوايا يمكن ان تكون "دولة سلام" ويمكن التعايش معها, ارحمونا من مواقفكم المخزية والتي تعبر عن مواقفكم الخاصة وليس مواقف شعبكم يرحمكم الله.