كتب: ياسر عرفات الخواجا
حاول الاحتلال ومنذ اللحظات الأولى للاستنفار الذى قامت به سرايا القدس للرد على جرائمه في جنين بالعمل على تحييد حركة حماس وبشكل علني عن المشاركة مع الجهاد في استنفاره، حيث تم التواصل مع قطر للضغط على حركة حماس لعدم مشاركة الجهاد الإسلامي في موجة التصعيد.
وعلى الرغم من أن الجهاد الإسلامي لم يخرج عن سياسة الغرفة المشتركة في مواجهة العدوان قيد أنملة، وأن ما قام به الجهاد كان يستوجب على كل الفصائل مجتمعة أن تقوم به دفاعًا عن شعبها، وصدّاً لهجمات العدو المتكررة في الضفة الغربية، وإجرامه اليومي المتعدد في تهويده للمقدسات من خلال عربدة المستوطنين في المسجد الأقصى.
إن اسرائيل التي كانت في كل مرة تطلب من المخابرات المصرية إيصال رسائل لحماس بأن على الأخيرة أن تقرر هل تريد المشاركة في المعركة الدائرة أم لا، هي في الحقيقة تسعى لإيقاع الفرقة بين فصائل المقاومة من خلال شق الصف وإضعاف الكلمة وتمزيق وحدة الغرفة المشتركة التي باتت تمثل أنموذجاً يحتذى به.
وعلى العدو أن يعلم أن اللعب على أسلوب التحييد الفصائلي، والتهديد بزيادة التصعيد والتدمير في حال شاركت حماس مع الجهاد الإسلامي في جولة التصعيد هو أمر لا يقبل بتاتًا، وهو إجراء ليس له وجود في أدبيات وتاريخ المقاومة والغرفة المشتركة. خاصة أمام هذا الإجرام والذبح والقتل الجماعي لأبناء شعبنا من نساء وأطفال، وما يمارسه العدو من العربدة العلنية تجاه الأقصى والمقدسات من قبل المستوطنين.
إن حالة الاستفراد بالجهاد الإسلامي والتهديد الاحتوائي لتنحية حماس عن المعركة يشكل أسلوباً خطيراً إذا ما نجحت إسرائيل في تثبيته في هذه المعركة، وهنا تكمن الخطورة الحقيقية في حال تعاطى فصيل حماس مع هذا الطرح.
لذا فإننا ننصح إخواننا في حركة حماس ألا يقعوا في مصيدة ما يخطط له الاحتلال من التحييد الفصائلي، وأن يشاركوا في المعركة بقوة دون النظر إلى مقارنات وموازنات الربح والخسارة، فالفعل المقاوم الوحدوي يتطلب الدعم والإسناد لجميع الأطر المقاومة وعدم السماح للاحتلال بالاستفراد بفصيل دون آخر حتى لا يأتي يوم ونقول: (أكلت يوم أكل الثور الأبيض).