غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

رغم عدم تكافؤ القدرات

مراقبون لـ"شمس نيوز": سرايا القدس استخدمت تكتيكا عسكريا يخشاه الاحتلال ما دفعه لطلب التهدئة

سرايا القدس
شمس نيوز - محمد الخطيب

ثلاثة أيام من الصمود والتحدي خاضتها سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في وجه أعتى قوة في الشرق الأوسط، واجهت فيها ترسانة الاحتلال بكل بسالة، إذ دفعت أغلى ما تملك من دماء قادتها لتبرهن للعالم أجمع أن قادتها وشهداءها هم وقود المعركة وأن دماءهم هي النور الذي ينير لهم طريق التحرير.

تكتيك عسكري وإدارة نار صلبة لم تتوقف، أغلقت مناحي الحياة في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وجعلت منها مدن أشباح، عطلت اقتصادهم، وأربكت حساباتهم، بهذه السياسة ضربت سرايا القدس عصب "إسرائيل"، إذ استمرت رشقات الصواريخ منذ الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة حتى الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم الأحد، ومع دخول التهدئة حيز التنفيذ.

اللواء المتقاعد والخبير العسكري واصف عريقات يرى، أن المعركة بين سرايا القدس والاحتلال الإسرائيلي كانت غير متكافئة في الإمكانيات، ولكنها متفوقة بالإدارة؛ لأن السرايا لديها عزيمة وإرادة قوية وتتفوق على جيش الاحتلال في هذا المجال.

وقال عرقات لـ"شمس نيوز": إن "هناك مفارقة كبيرة بين ما تمتلكه الجهاد الإسلامي من أسلحة ومعدات بالنسبة لجيش الاحتلال، ولكن كان تفوق المقاومة على الجانب الإسرائيلي بشجاعته وقدرته العسكرية والذهنية، واستغلاله لنقاط ضعف العدو؛ ما أدى إلى تعزيز قدرات الجهاد والمقاومة بشكل عام على الصمود في وجه الاحتلال الذي يعتبر نفسه لا يقهر ويمتلك إمكانيات تعتبر الأولى في الشرق الأوسط".

وأضاف "من المميزات التي توجد لدى المقاومة، هي احتضان الشعب الفلسطيني لها، إذ أعطاها هذا الأمر دفعة معنوية، ودفعها للتصرف بقوة وشجاعة وحكمة، بدليل أن جميع الفضائيات بثت صورا للجنود والمستوطنين ينبطحون أرضا خوفا من الصواريخ في حين لم نشاهد هذه المشاهد في غزة".

وأشار إلى أن من ينتمي للمقاومة يعرف تماما أنه مشروع شهادة، وأنه معرض في كل لحظة للاستشهاد بالتالي هو يعد نفسه ومن ضمن مسؤولياته أن يعد من سيتبعه ليحل محله في هذا الموقع، وهذا ديدن كل المقاومين الأبطال وهم من ساروا ليواصلوا المسيرة، تاركين بصماتهم في التطوير والتدريب وزيادة القدرات العسكرية والقتال في الميدان.

وحول القدرة العسكرية لسرايا القدس، أوضح الخبير العسكري أنه في ظل ميزان القوة في صالح جيش الاحتلال من الأذرع البرية والجوية والبحرية، برهن رجال الصواريخ والمدفعية قوتهم وقدرتهم على أداء مهامهم القتالية، والتحرك والتواصل وإدارة المعركة وقصف المواقع ضمن بنك أهداف منتقى بشكل جيد رغم ظروف الميدان الصعبة.

ولفت إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بثت صورا لبنك الأهداف، أثناء سقوط الصواريخ بداخل المستوطنات وإصابتها لأهدافها بدقة، وعدم تمكن القبة من اعتراض معظمها.

وتابع عريقات: "الاحتلال حاول استفزاز المقاومة والجهاد الإسلامي بالفيديو الذي بثته وهو يقوم باعتقال وسحل الشيخ بسام السعدي، ولكن نرى الآن الاحتلال يرضخ لشروط وقرار الجهاد بإطلاق سراحه؛ ما يؤكد انتصار المقاومة وانكسار الاحتلال أمامها".

من جهته، يرى الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي جهاد ملكة، أن سرايا القدس خاضت على مدار ثلاثة أيام معركة مشرفة وصمدت وحدها في الميدان، وانتصرت لكرامة غزة، وقدمت أفضل ما كان يمكن أن يقدمه في ميدان الدفاع الشرعي المكفول للشعب الفلسطيني.

وقال ملكة لـ"شمس نيوز": إن "الجهاد الإسلامي أثبتت أنها تنظيم منظم، ولديه رؤية وقدرة تكتيكية مميزة، بل أن حجم خسائره قليلة بالنسبة للمعارك الأخرى، وأداروا الميدان بحنكة عسكرية يشهد لها العدو قبل الصديق".

وأوضح أن المعركة فرضت على سرايا القدس بغدر الاحتلال وعدوانه، إذ لم تقرر الحركة الذهاب بجولة تصعيد طويلة الأمد تستنزف فيها وتفقد مزيدا من الأرواح والمقدرات، إذ دفع خيرة قادة جناحها العسكري الثمن من دمائهم وأبنائهم.

وأشار إلى أن هدف الجهاد الإسلامي لم يكن تحرير فلسطين في هذه الأيام الثلاثة، إذ قالت "لا" بصوت عال وبقذائف وصلت معظم المدن الفلسطينية، واختارت أن تُبقي جذوة الصراع مشتعلة.

وحول اتفاق وقف إطلاق النار، بين ملكة أنه تحقق بفضل الصمود الأسطوري، إذ يعلم الجميع بأن السياسة هي فن الممكن؛ لذلك ما كان يمكن أن يتحقق سياسيا أفضل مما تحقق.

ورجح الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي، أن أكبر الرابحين من هذه المعركة هو الشعب الفلسطيني وحركة الجهاد التي دافعت عن كرامته، إذ أثبتت للشارع الفلسطيني أنهم يستحقون الثناء، وأنهم أصحاب الحق الذين تصدوا لعدوان الاحتلال الغاشم.