ليس هناك وقت ليمسح الاحتلال حد سيفه من دماء 45 شهيدا فلسطينيا سقطوا فيما اسماه بعملية بأس الصادق, فما ان فرغ من عدوانه الدموي في قطاع غزة, حتى انتقل للقتل في نابلس بالضفة الغربية المحتلة, فقد نفذ مجزرة دموية شنيعة في نابلس واغتال عددا من المقاومين الفلسطينيين واصاب أربعين اخرين, فالاحتلال بات يتنقل بين ساحات ثلاث, قطاع غزة, وجنين, ونابلس, وطالما ان هناك انتخابات للكنيست الصهيوني في نوفمبر القادم فان الدم الفلسطيني سيبقى هو القربان الذي يقدمه قادة الاحتلال للإسرائيليين, فهناك تنافس على قتل الفلسطينيين, ولا يوجد ما يمنع الإسرائيليين من القتل, فمنذ مسيرة الاعلام التي اقتحم خلالها المستوطنون احياء البلدة القديمة, واقتحموا باحات المسجد الأقصى, بات الاحتلال يتعامل مع هذا المتغير, ويرى ان المقاومة لم تستطِع ردع الاحتلال عن خطوته رغم التهديدات التي اطلقتها لمنع انفاذ المسيرة, كما ان الاحتلال دائما ما يتحصن بالإدارة الامريكية, والمجتمع الدولي لا يستطيع ادانة إسرائيل او حتى انتقاد سياستها, والعالم العربي والإسلامي بات دوره مقتصرا على شيئين, اما الصمت على ما يحدث مع الايماءه لإسرائيل تأييدا لسياستها, او دعوة رعاياهم في تل ابيب الى الالتزام بالتعليمات والاحتماء في ملاجئهم, كما ان المؤسسات الحقوقية والدولية تكتفي بالبيانات المائعة والتي تساوي بين الجلاد والضحية, ولا يوجد من يجرؤ على محاكمة «إسرائيل» في محاكم الجنايات الدولية, حتى السلطة الفلسطينية لا تجرؤ على ذلك’ لا تنسوا تقرير غولديستون الذي رفضت السلطة التوجه به لمحكمة الجنايات الدولية ومحاسبة «إسرائيل» على جرائمها بعد تهديد صهيو_امريكي لها.
«إسرائيل» لن تتوقف عن القتل، ولديها مخطط يخص الضفة وهي تصر عليه، المخطط يقضي بتصفية كتائب المقاومة في الضفة، كتيبة جنين، وكتيبة نابلس، والكتائب الأخرى، فهو يريد ان يقضي على كل شكل من اشكال المقاومة في الضفة، لأنه لن يتخلى عن مشروعه في «يهودا والسامرة», ويريد ان تستكين الضفة تماما حتى ينفذ مخطط اخلاء الخان الأحمر, واخلاء الاغوار الشمالية, كما ان الاحتلال يريد ان يأخذ خطوات متقدمة داخل الأقصى بهدف البدء بمخطط التقسيم الزماني والمكاني, فهو في اوج المعركة مع غزة كان يقول انه سيسمح للمستوطنين باقتحام الأقصى, وممارسة كل طقوسهم التلمودية بحرية كاملة, واخلى الأقصى من كل المصلين والمرابطين والحراس والسدنة, واقام المستوطنون طقوسهم التلمودية المعتادة فيما يسمونه بذكرى خراب الهيكل المزعوم, ان الحالة الرسمية الفلسطينية, والحالة العربية والإسلامية والانحياز الدولي «لإسرائيل» وفر الأجواء لها لكي تمارس مخططاتها دون النظر الى ردات الفعل, ودون الخشية من شيء, «إسرائيل تتغول على شعبنا, وهى لا تحتاج مبررات للقتل, ومن يحاول ان يحمل المقاومة المسؤولية عن الماسي التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني فهو يغالط نفسه, فليقل لي احدكم متى توقفت «إسرائيل» عن القتل, وهل رفعت «إسرائيل» قبضتها الحديدية عن شعبنا الفلسطيني, وهل انتهى الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 15 عاما, «إسرائيل» لن توقف صراعها مع الفلسطينيين, ولن تتوقف عن القتل, هذا الكلام موجه الى أولئك الذين يخرجون على مواقع التواصل الاجتماعي ويعرضون صوراً لمآسي العدوان الصهيوني على غزة, ويحاولون يائسين النيل من المقاومة.
المقاومة اشرف ظاهرة على وجه الأرض, وهى فعلت في «إسرائيل» ما لم تستطع ان تفعله دول, فصيل كالجهاد الإسلامي بإمكانياته العسكرية البسيطة مقارنة بإمكانيات الاحتلال العسكرية, يستطيع ان يواجه الاحتلال على خمسين ساعة لم يتوقف فيها القتال, ويضرب تل ابيب ومدن الوسط والغلاف الحدودي بكل هذه القوة, فهذا يدعو للفخر, «إسرائيل» تلجأ للوسطاء وتحرك كل ادواتها لإقناع الجهاد الإسلامي بوقف المعركة, وبعد ان تتوقف المعركة تقدم «إسرائيل» التحية لمصر وقطر والأردن والأمم المتحدة, كما تخرج الإدارة الامريكية لتشكر مصر وقطر والأمم المتحدة بعد جهودهم المضنية التي بذلت لإنهاء جولة القتال, ثم تحتفي الحكومة الصهيونية بانتهاء المعركة, ويتسابق قادة حكومة الاحتلال على تبني عمليات القتل, هل تدركون ان كل هذا يحدث لان الجهاد الإسلامي واجه الاحتلال بكل قوة وصلابة, واللغز في ذلك ان الجهاد الإسلامي تمسك بشرف المقاومة, وصمد في وجه الاحتلال, لذلك حظى بالاحترام, الجهاد في هذه المعركة نعى ثمانية من قادته, لكنه ظل ممسكا ببندقيته ولم يتراجع اداؤه العسكري في الميادين, فبعد استشهاد القائد الكبير خالد منصور اعتقد الاحتلال ان الأداء العسكري للجهاد الإسلامي سيتراجع ويخفت, لكنه فوجئ بقوة الأداء والقدرات العالية للسرايا, فرغم ان الاحتلال زعم انه ضرب البنية التحتية العسكرية للجهاد الإسلامي, الا ان الجهاد الإسلامي للدقيقة الأخيرة من المعركة كان يقصف المستوطنات بكثافة, الامر الذي دفع بعض السياسيين والخبراء الصهاينة للتعبير عن استغرابهم من قدرات الجهاد العسكرية, وامتلاكه لصواريخ وصلت الى مائة كيلو او يزيد, وعود على بدء الى متى سيبقى صندوق الانتخابات الصهيوني مرتبطاً بدماء الفلسطينيين ؟!.