بقلم/ مصطفى الصواف
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ
لو نظرنا لهذه الآية وسألنا أنفسنا من أشد لنا نحن الفلسطينيون عداوة أليس اليهود ، وهم يرون في الفلسطينيين عدو يجب التخلص منهم بأي شكل من الأشكال وإرهابهم، والعمل على القضاء عليهم بكل ألوان الإرهاب والقتل والتهجير والاعتقال، ولذلك صدق الله عندما يقول: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود. وهذا دليل أننا نحن الفلسطينيون من الذين آمنوا كون اليهود يكنون لنا أشد العداوة، ولكن البعض يرى أننا ضعفاء، ونحن كذلك، ولكن الله معنا رغم ضعفنا، سيحقق لنا النصر رغم القوة التي عليها يهود، ولنا في موسي وفرعون آية.
كان عدد بني إسرائيل من أتباع موسى لا يزيد عن ستة آلاف وسبعمائة يوم قرر عليه السلام أن يخرج بهم من مصر، وتوجه نحو البحر وكان فرعون قد حشد كل جنوده العاملين والاحتياط وأخذ يلاحق موسى، وعندها صرخ بني إسرائيل في موسى وهم يقولون له أدركنا نحن قله وفرعون وجنوده سيدركوننا ، فما كان رد موسى الواثق بنصر الله: إن الله معنا، ومن كان معه الله فلا يحزن ويخشى إدراكا أو ملاحقة ، وشق موسى البحر بعصاه ولحق به فرعون، ولكن أن له أن يدركه، وما إن نجى آخر من كان مع موسى إلى بر الأمان، أطبق الله البحر على فرعون وجنوده.
هذا مثال للقوة والضعف ولعداوة اليهود للذين آمنوا وهو دليل على نصرة الله للذين آمنوا ، النصر مرهون بالإيمان وليس بالقوة ، مرهون بالثقة بالله لأن لا قوة إلا بالله ، لذلك نحن مطلوب منا أن نعتمد على الله ونعد ما استطعنا للقوة، وفق قول الله تعالى،: وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ