بقلم/ خالد صادق
انبرى نفر من الناس لتبرئة الاحتلال الصهيوني المجرم من جرائم القتل التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين اثناء معركة وحدة الساحات، وتفرغ البعض لبث الاشاعات والاكاذيب والترويج لها على انها حقائق مؤكدة, والهدف دائما التشكيك في المقاومة ومحاولة اضعافها وفض الجماهير من حولها, فبدأ البعض يستغل مواقع التواصل الاجتماعي لمحاولة بث الفتنة ونسج قصص من الخيال بان صواريخ الجهاد هي التي قتلت الأطفال الخمسة من عائلة نجم عندما سقط صاروخ بالخطأ عليهم, وهناك احاديث وقصص أخرى يتم الترويج لها بغرض التشكيك في أداء المقاومة, ويبدو ان هذا مخطط ممنهج يهدف لخدمة «إسرائيل» ومحاولة تبرئتها من الجرائم التي ارتكبتها, وللأسف يقع البعض في هذا الشرك من حيث يدري او لا يدري, وهو لا يعلم انه يجر بنفسه الى مربع خطر ليس من المفترض ان يكون هو داخله, لان المقاومة الفلسطينية هي رصيد الشعب الفلسطيني, وهى ثابت من الثوابت الفلسطينية, التي لا يمكن التخلي عنها او حتى المساومة عليها, واذا كان الامر يتعلق بالجهاد الإسلامي فان لهذه الحركة خصوصية بانها حركة مقاومة فلسطينية وجدت لكي تقاوم الاحتلال, وتبني اساسياتها على قاعدة المقاومة والمجابهة والمشاغلة, اما السياسة فهي تأتي في المرتبة الثانية, فهي حركة مقاومة تعتبر نفسها في مرحلة تحرر وطني, ولم يئن الأوان بعد للبحث عن المكاسب والمناصب والصراع على الانتخابات, فكل من يحاول التشكيك في المقاومة وادائها فهو يخدم اجندة يسعى لها الاحتلال, ويجب الا ننسى ان «إسرائيل» اعتبرت ان من اهم إنجازاتها في هذه المعركة, انها حيدت حماس عن المعركة كما تزعم, لكنها اغفلت عن حبل المقاومة متين ولا ينقطع وان حماس والجهاد لا يمكن ان يقعا في شرك الاحتلال.
جيش الاحتلال الصهيوني اقر بمسؤوليته عن ارتكاب مجزرةٍ بحق خمسة أطفال كانوا يلهون في مقبرةٍ خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، الذي شنه الجيش في الجمعة الأولى من الشهر الجاري. وأكدت صحيفة «هآرتس» العبرية، أن تحقيقًا أجراه جيش الاحتلال أثبت أن قواته كانت مسؤولةً عن قتل خمسة أطفال، أربعةٌ منهم من عائلة «نجم»، وواحد من عائلة «أبو كرش» أثناء لعبهم في مقبرة الفالوجا بجباليا شمال قطاع غزة. والأطفال الشهداء هم: حامد حيدر نجم (16 عامًا) وجميل إيهاب نجم (13 عامًا) وجميل نجم الدين نجم (4 أعوام) ومحمد صلاح نجم (17 عامًا)، ونظمي فايز أبو كرش (14 عامًا), وذكرت الصحيفة العبرية أن جيش الاحتلال كان يزعم أن أولئك الأطفال قتلوا خطأً بصواريخ سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي, وروج البعض لهذه الاكذوبة ووجهوا أصابع الاتهام للحركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي, رغم ان الخطأ وارد ومن الممكن ان يحدث وهذه ليست جريمة, فجيش الاحتلال الصهيوني اعترف اول أمس انه اطلق النار بالخطأ على احد جنوده ووصف ما يسمى بقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الحادث بالتراجيدي، ولم نشهد هجوما على الجيش الذي لطالما قتل بعضه بعضا بنيران صديقة, فما موقف أولئك النفر الذين هاجموا حركة الجهاد بعد اعتراف الاحتلال بجريمة قتل أطفال عائلة نجم, لقد قاموا بنفس الفعل الذي قام به السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة الذي نفى تورّط جيشه في قتل أولئك الأطفال, وهو الان في موقف حرج بعد ان اعترف الجيش الصهيوني بهذه الجريمة, وقد لفتت «هآرتس» إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني آثرت عدم التحدث علنًا عن تورطهم في قتل أولئك الأطفال، فيما أشار التحقيق خلال جلساتٍ مغلقة لقادة في جيش الاحتلال أن قتل الأطفال كان بنيران الجيش.
لم يقتصر الامر على مواقع التواصل الاجتماعي في الحديث عن الصواريخ الخطأ المزعومة، انما انبرت وسائل اعلام مختلفة عبر مراسليها في الأراضي الفلسطينية لمحاولة النيل من المقاومة وادائها وقدراتها العسكرية، هناك تقارير إعلامية خرجت تحمل عناوين ان «الجهاد الاسلامي أمام اسئلة صعبة بعد التصعيد الأخير مع إسرائيل» وكأن الجهاد الذي قدم قادته وابناءه في معركته مع الاحتلال مطالب بان يدافع عن نفسه، وهناك عبارات كتبت بعناية للتشكيك في أداء سرايا القدس (واعترفت الحركة الإسلامية بأن الضربات الإسرائيلية مثلت صفعة لقياداتها، خاصة وأنها كشفت عن فشل بعض صواريخ النشطاء والانقسام الحاصل بين الجهاد وحركة حماس الحاكمة في قطاع غزة) وهذا كل من نسج الخيال وكلام مرسل ويخدم جهة واحدة فقط «إسرائيل», وهناك من استعان بعبارات على السنة من وصفوهم بالمحللين ( ويرى المحلل السياسي (...) أنهم «حاولوا (الجهاد الإسلامي) تحسين مدى والقوة التفجيرية لصواريخهم لكن لم يكن ذلك وفق قاعدة علمية صلبة». وأن الصواريخ «التي تجاوزت 40 كيلومترا لم تكن جيدة من الناحية الميكانيكية والفنية ما تسبب برجوعها نحو غزة». ويشير إلى أن هذه الأخطاء كانت «مصدر إحباط ومرارة شديدين لسكان القطاع», هذا هو الخطاب الذي ارادوه لخدمة «الاحتلال» وتبرير جرائمه, لكن الله عز وجل أراد ان تأتيهم الصفعة من الاحتلال نفسه الذي اعترف رسميا بأنه هو الذي يقف خلف جريمة مقبرة الفالوجا, فهلا يعتذر هؤلاء النفر ويقومون اعوجاجهم, ام سيبقون مكابرين ومصرين على مواقفهم الفاضحة, الا انهم هم المثبطون والهدامون والفشلة أصحاب الاجندات الخارجية.