غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

القسام والسرايا أمل الأمة وعماد التحرير

سرايا القدس وكتائب القسام.jpg
بقلم/ د. أسعد جودة

قال تعالى "وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً. "

إن ضرورة  تعميق  العلاقة الايمانية بين مجاهدي  الفصيلين العسكريين بدعم من احرار الامة وتوجيه ورعاية من القيادة السياسية للحركتين كاستجابة لمتطلبات  مواجهة مخططات التصفية للقضية باتت تشكل قلق وارباك لجبهة الأعداء والمتربصين ،ولذا بات العمل على دق الأسافين وزرع بذور الشك والريبة والخذلان الشغل الشاغل والهدف الاستراتيجي للعدو واذنابه.

ولا ادل على ذلك حين يعلن  العدو الصهيوني الموصوف  بالدهاء والمكر بسبب  شدة حنقه وغضبه الذي  لم يستطيع إخفاءه فجاهر وصرح على العلن  بأن إحدى الأهداف الاستراتيجية للعدوان الأخير على غزة هو توجيه ضربة ساحقة للجهاد الإسلامي وتمزيق العلاقة بين حماس والجهاد  مجهزا ماكينته الإعلامية الجهنمية المجهزة لصناعة مناخ وبيئة تتيح له استخدام كل شئ لضرب الوحدة ودق أسافين كى  ينقض  على العلاقه والأخوة الايمانية والاستراتيجية التى تربط حماس والجهاد (القسام والسرايا ).

العدو الصهيوني بات على يقين أن الحركتين بما  ميزهما من التطابق الكامل فى الرؤية والأهداف والبرامج أضحت تمثل مركز ثقل على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي ولا يمكن تخطيهما  او القفز عنهما بل عادوا مقررين وثبتوا قاعدة أن الصراع مع العدو الصهيوني صراع على العقيدة والتاريخ والحاضر والمستقبل  بحيث صار من المستحيل إيقافه بل الاستمرار بقتاله لحين استنهاض الأمة وذلك عبر المشاغلة والمراكمة للعمل على استئصاله باعتباره الخطر الاكبر  والسرطان الذى أدى إلى تمزيق الأمة وتعطيل دورها واغتصاب  فلسطين.

العدو وحلفاءه وأذنابه ينظرون ببالغ القلق وهم يتابعون التطور والإصرار والتقدم في نوعية تعبئتهم وتطور قدراتهم القتالية والجراءة في استخدامها . العدو منذ العام ٢٠٠٨- ٢٠١٢ -٢٠١٤-٢٠٢١- ٢٠٢٢م.  شن كل هذه العدوانات المتكررة بهدف سحقهم  ولكنها في كل جولة تلملم جراحها وتراجع وتأخذ الدروس والعبر. 

بعد عدوان ٢٠١٤م بدأ التفكير في بناء جسم جامع للمقاومة وفي العام ٢٠١٨م برز اسم غرفة العمليات المشتركة للعلن لتكون بوتقة للعمل المنظم الذي يتم فيه تنسيق العمل وتوزيع الأدوار وتبادل الخبرات ومدخلا لتطوير القدرات، والتي احدثت نقطة تحول استراتيجية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

فجاءت معركة "سيف القدس" مايو العام ٢٠٢١م لترسي قاعدة عمل العدو بكل قوة على نسفها وهي وحدة الجغرافيا الفلسطينية والترابط فكان الانتصارللقدس عنوان تلك  المعركة فتوحدت كل فلسطين ١٩٤٨م والضفة والقدس وغزة والشتات واعيد للقضية اعتبارها.

المقاومة الفلسطينية تؤمن بأن مركز الصدام المباشر اليوم يتركز فى الضفة الغربية والقدس  الذى يطلق عليها العدو يهودا والسامرة حيث العدو يطبق فيها صفقة القرن وظاهريا وكأنها سحبت من التداول تسمين مستوطنات استيلاء على أراضي جديدة وبناء مستوطنات ، تهويد للقدس وتهجير للسكان وتطبيع وهرولة وبناء أحلاف أمنية شرق اوسطية.

الجهاد الاسلامي  له السبق في بناء خلايا مسلحة في جنين ونابلس والخليل وباتت تشكل كابوسا واعادت المشهد للضفة فالاشتباكات والملاحقات والصدام  والمطاردة والاعتقالات  وتحولت  بالتالي الى ساحة معركة.

العدو الصهيوني اتخذ قرار بشن حرب غادرة ومبيته سلفا وجزء من حرب شاملة على المنطقة، وأخذ كل الترتيبات ووقت المعركة وصرح غانتس أن المستهدف من العدوان على غزة هو الجهاد الاسلامي ولكسر هيبة المقاومة  ولخلق بيئة تنسي الناس جولة سيف القدس لكنه فشل بسبب  استمرار تدفق الصواريخ الى عمق الكيان وأهداف خفية أخرى كاستئصال فكرة وحدة الجغرافيا اي فلسطين كتلة واحدة فكانت الفاجعة  للعدو هو المباشرة  بالرد على اغتيال القائد المجاهد تيسير الجعبري وأن العدوان هو على الشعب الفلسطيني ولا يسمح بالتفرد باحد  .

ادركت قوى المقاومة وكلتا الحركتين مكر العدو وهدفه غرس الفتنه ودق الأسافين، وبناء عليه كان الرد مدروس كي تفرغ العدوان  من أهدافه وتتكفل بردعه بأقل الإمكانيات بهدف الاحتفاظ بالقدرات القتالية لمواجهات قادمة بعكس ما خطط له العدو من  تدمير للمقدرات.

سرايا القدس المظفرة ورجالها  فى ظل هذا التكتيك والدعم من قوى المقاومة قادت  الرد على العدوان بقوة وثبات وإقتدار رغم المصاب الجلل بفقدان قائدين مميزين ابو محمود الجعبرى قائد الشمال وابو الراغب منصور قائد الجنوب من البداية للنهاية وبشكل دقيق ومنظم.

المقاومة في طليعتها سرايا القدس أفشلت مخطط العدو بجر المقاومة لحرب استنزاف طويلة هو معد لها وراسم سيناريوهاتها ومسرحها وأهدافها وبداها بالتوقيت الذى اختاره.

العدو الصهيونى جر أذيال الخيبة بعدم تمكنه من تدمير مقدرات ومواقع ومقرات وابراج واهم من ذلك زيادة مذهلة في الشهداء واحتفظت بها لجوالات قادمة .

"كتب يتسحاق بريك قائد الكليات العسكرية سابقا مقالا في هآرتس تحت عنوان "  إنجازنا  "هو مقتل قائدي  منطقة الشمال و الجنوب في الجهاد الاسلامي لن يأتيا لنا بالتغير المنشود، حيث  بعد إغتيال القيادات استمر الجهاد في اطلاق الصواريخ كالسابق ووسع نطاق القصف الى وسط البلاد ونحن نستمر في الانحدار الى الهاوية بكل ما يخص جاهزية الجيش لحرب متعدد الجبهات" وتحدثت مصادر العدو عن فشل العملية حيث انه ضرب طوق وتكتم إعلامي على خسائره في هذه الجولة وسانده بذلك بعض وسائل الاعلام العربية للأسف التي نعتت الشهداء بالقتلى  ونسوا ان الله هو المكرم والمعين.

سعى الاحتلال لوقف النار وإنصاع لشروط حركة الجهاد وأن ماطل كعادته فهو أقر ووافق امام الوسيط المصري والأممي والقطري .

الأمين العام للجهاد الاسلامي في المؤتمر الصحفي بعد التوافق على وقف النار قال كلاما واضح في معرض إجاباته للصحفيين حين ادرك مغزى العدو للفرقة مع حماس فرد على المخطط بالقول وخاصة عن حماس كونها شكلت بحكومتها (الحاضنة الشعبية والسياسية للمقاومة وبأن حماس عمودها الفقري). وتحدث عن النضال المشترك الواحد والموحد في كل مناطق تواجد الشعب الفلسطيني وقال "انتم نحن ونحن انتم "

ندائي

لاخوة العقيدة والدم والمصير المشترك المصلحة و الواجب التوقف عن اطلاق التحليلات والتراشقات والتعليقات السلبية التي تخدم الاحتلال وتزيد من فرقة الصف  ولا يكن الواحد عبداً لهواه "فأفة الري الهوى "  : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به   وقال تعالى " ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم"

وقال أيضا محذرا من اتباع الهوى والتزام الحق "وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)

الواجب الاستماع لصوت الحكمة والعقل من القيادة المسؤولة والمؤتمنة وعلى راسها الأخ الأمين العام  التي أكدت على التلاقي  في الرؤية والأهداف والبرامج والفهم في التكتيك بين حماس والجهاد والترفع عن الصغائر وتجاوز كل هذه السجالات جانبا وتفويت الفرصة على العدو.

العدو يدرك  ماذا يجرى في العالم بل ان اللوبي الصهيوني جزء من المطبخ الأمريكي الامبريالي لذا قام بضربة استباقية معتقد أن ذلك سيشل المقاومة مجتمعه كي يستفرد بكل جزء على حدا   لانه يعرف ماذا تعنى وحدة المقاومة ومحورها ؟وأيضا ماذا يعني نقل المقاومة المسلحة للضفة والقدس وال ٤٨ فخاب ظنه وانكسرت شوكته والتأكيد البعد الانتخابي ليس ببعيد عن دم الأطفال.

يمر العالم اليوم والقوى الاقليمية والدولة بمتغيرات مذهلة والحرب الروسية مع الناتو على ارض  أوكرانيا  وتداعياتها ونتائجها المرعبة من حيث التضخم والغلاء وشح مصادر الطاقة وما سينجم عنه من أزمات وما هو تحت الرماد من صراع الصين وامريكيا  فاذا اندلعت  شرارتها فنحن أمام حرب عالمية ثالثة.

أخيرا

أصبح واضحا أن مستقبل العالم سيتحدد من جديد بعد إنتهاء هذه الحروب ،لذا  يصبح لزاما على كل قوى الشعب الفلسطيني ولاسيما حركتي حماس والجهاد توظيف كل القدرات والامكانات والعمل على تماسك وحدة الجغرافيا ووحدة ساحات العمل المقاوم لما يخدم القضية لإنجاز التحرير والعودة .

قال تعالى "وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓاْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ"

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".