كي ينزعجوا أكثر ويموتوا غيظاً أولئك الذين زاودوا على قادة المقاومة الفلسطينية، حيث جاء اجتماع اليوم بين الإخوة في حركة المقاومة الإسلامية حماس وحركة الجهاد الإسلامي وضم القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين من كلا الحركتين ليقطع الطريق على كل من حاول النيل من لُحمتهما، مصداقاً لقوله تعالى: "لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ".
حاول الاحتلال وأعوانه النيل من الحركتين، ولكنهما فشلا في كل محاولات تفتيت البيت الفلسطيني. حيث أثبتت الحركتان أنهما أقوى من كل محاولات زرع الفرقة ودق الأسافين بينهما التي يسعى الاحتلال دوماً من خلالها لتحقيق أهدافه.
باعتقادي .. أنه لا يوجد أي خلاف بين فصائل العمل الوطني المقاوم، ولو حدث أي لبس بين أياً منهم تبقى بسيطة ويتم السيطرة عليها بفضل الله تعالى أولاً والعقلانيين فيها ثانياً، وسرعان ما يتم تجاوز فسافسها وتعود المياه إلى مجراها، فنحن لسنا بحاجة إلى تلك الخلافات التي تؤدي إلى تفكك وحدتنا في ظل وجود عدو صهيوني يتربص بنا ليرى التفرقة بين صفوفنا، لذا؛ علينا أن نكون دوماً متحدين ونتعالى على جميع الخلافات بحيث لا تؤثر فينا هفوة هنا وهناك.
وللعلم فإن انتصاراتنا في المعارك السابقة ضد العدو الصهيوني ما كان إلا بفضل الله تعالى أولاً ثم مقاومتنا الباسلة المتحدة ثانياً، ومن هنا يجب علينا أن نستمر على نفس النهج في وحدتنا حتى نستمر في طريق التحرير بغية دحر الاحتلال عن كامل تراب فلسطين.
إن فلسطين تستحق منا الغالي والنفيس لأنها أكبر من الجميع، ومشوار التحرير طويل بحاجة أن نكون فيه متحدين، وهذه الوحدة تتمثل في مقاومة توحدنا، لذلك مطلوب العمل على رأب الصدع بين جميع الفصائل والعمل على رص الصفوف وتوحيد الكلمة، فالجميع إخوة بندقية وأصحاب مشروع، والأخضر والأسمر لا يفترقا مهما اختلفا في وجهات النظر.