غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

هل لإسرائيل أملاك في المنطقة؟!

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

بمنطق القوة والهمجية تسعى «إسرائيل» لبسط نفوذها على حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان والاحتلال الصهيوني، ومع تهديدات حزب الله اللبناني انه لن يسمح «لإسرائيل» بالسطو على حقل الغاز الطبيعي الذي هو حق للبنانيين، تتعالى وتيرة التهديد الصهيوني، وفي منطق اللصوصية والسطو والقرصنة والاستيلاء على حقوق الاخرين بالقوة، فما يسمى بوزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، قال متبجحا إن التعرض لحقل كاريش المتنازع عليه مع لبنان، سيؤدي إلى جولة من التصعيد، الذي «قد يتطور إلى يوم قتال». مضيفا أن «إسرائيل ستدافع عن أملاكها وهي مستعدة للتوصل لتفاهمات مع الحكومة في لبنان», فهل لإسرائيل أملاك في المنطقة, «إسرائيل» تفعل فعل اللص الذي استولى على مال شخص ثم بدأ يساومه على حقه واقنع هذا اللص نفسه ان هذا المال ملك له وبدأ يساوم عليه, «إسرائيل» هذا الجسم الغريب الذي انغرس في جسد الامة كما الغدة السرطانية تبحث عن أملاك لها في المنطقة, انه منطق المستقوي والذي لا يرى نظراء له في المنطقة, مدفوع بضعف أنظمة التطبيع العربية, وارتماء الرسميين العرب في أحضان «إسرائيل» واللهاث خلف سراب السلام معها, وهى كيان لا يعرف طريقا للسلام لأنه مجبول على الدماء والاشلاء والجماجم البشرية, اية أملاك لإسرائيل في المنطقة أيها العرب؟, الا تخشون ان تعتبر «إسرائيل» كراسيكم وعروشكم من ضمن املاكها, وان تسطو عليها وتطردكم منها؟, الا تخشون من نهب «إسرائيل» لثروات بلادكم وخيراتها وهى تعتبر ان لها أملاكاً في المنطقة؟, الا تستحون من ضعفكم وهوانكم و»إسرائيل» تهددكم صباح مساء وتسخركم كعبيد لها؟

«إسرائيل» تعتبر ان المسجد الأقصى من ضمن املاكها، وان القدس من املاكها، وان الضفة الغربية التي تطلق عليها إسرائيل اسم «يهودا والسامرة» من املاكها، والحرم الابراهيمي من املاكها وقبر يوسف عليه السلام من املاكها، والخان الأحمر من املاكها، والاغوار الشمالية من املاكها، وقرى النقب من املاكها، وغيرها وغيرها فهي تعيش حالة العلو والافساد معتمدة على ضعف العرب والمسلمين وقلة حيلتهم، والعالم لا يحترم الضعفاء ولا يمنحهم حقوقهم, لأنه محكوم بشريعة الغاب, ولا يمكن لإسرائيل ان تقدم للعرب والمسلمين شيئا بلا ثمن, فالحقوق لا تمنح انما تنتزع انتزاعا, والحقيقة ان «إسرائيل» تعتمد في سرقتها للغاز الطبيعي من حقل كاريش على موقف الحكومة والطوائف اللبنانية, فالحكومة اللبنانية تستجدي الامريكان من اجل التقسيم للمياه الإقليمية وفق الخط 23 رغم ان الترسيم البحري يعطيها الحق في التحديد وفق الخط 29, وتقف طوائف لبنانية مسيسة في وجه حزب الله ان لا يدافع عن حق لبنان في مياهه الإقليمية, وانه لا يريد ان ينجر لمواجهة عسكرية مع «إسرائيل» وان يترك المجال للتفاوض برعاية أمريكا المنحازة كليا لصالح «إسرائيل», وتستغل «إسرائيل» هذا التباين في الموقف اللبناني لكي تنفذ مخططها لسرقة الغاز اللبناني والتحكم في حقل كاريش كيفما تشاء, فهناك من يهوى ويحب ان يحيد ويهمش كل أوراق القوة التي يملكها, لأنه لا يرى فيها قوة, انما يراه منافسة على النفوذ والسلطة, فلو تركوا حزب الله يتعامل مع «إسرائيل» في خط التحديد للمياه الإقليمية البحرية لحقق لهم ما يرونه مستحيلا, لأنه يملك من أوراق القوة ما يمكن ان ينتزع به حقوقه من «إسرائيل» رغم انفها. 

تجربة السلطة مع «إسرائيل» خير مثال امام الجميع، فالسلطة لم تستطع ان تحقق اية مكاسب لصالحها في مسيرة التسوية على مدار عشرات السنين لأنها القت كل أوراق القوة بيديها، وانحازت لخيار التسوية والسلام الوهمي مع الاحتلال الصهيوني معتبرة انه الطريق الوحيد للوصول الى الأهداف، وهو ما جعل «إسرائيل» تفاوض الى ما لا نهاية دون ان تعطي شيئا للسلطة, وطالما بقيت «إسرائيل» تتحدث عن املاكها في المنطقة فستبقى تزحف شيئا فشيئا حتى تستولي على ما تسميه «املاكها» وهى ما كانت لتجرؤ على التحدث عن املاكها الا عندما شهدت تواطؤا رسميا عربيا مع مسعاها, ان لغة الخطاب السياسي الإسرائيلي تتغير, وهى تتدحرج نحو الكشف عن نواياها بشكل واضح, اليوم مطلوب من «إسرائيل» ان تكون مصدراً ثابتاً للطاقة في المنطقة, وان توفر الغاز والبترول للدول الغربية, بعد ان تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ازمات كبيرة لدول الغرب, ومطلوب من الإدارة الامريكية ان تحل هذه الازمات التي باتت تعصف بالأوروبيين عصفا, فهناك خشية أمريكية حقيقية من حدوث تغير أوروبي في موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية, لذلك هي تبحث عن حلول سريعة وعاجلة, والوسيلة الانجع لحل الازمات لدول الاتحاد الأوروبي تأتي عن طريق «إسرائيل» التي استولت على حقول الغاز في المنطقة, والتي تطبع مع الدول الخليجية وتوقع على اتفاقيات اقتصادية ضخمة معها, فهي السبيل الوحيد للخروج من ازمة الطاقة الأوروبية, كما ان قوة «إسرائيل» العسكرية والاقتصادية هي هدف للإدارة الامريكية والدول الأوروبية, لان هناك مصالح مشتركة بينهما قائمة على حساب الحقوق والثروات العربية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".