"يمًّا ارضي عني وسامحيني"، كلمات مؤلمة لا يدرك معناها سوى الأم، فهي تشعر بكل ما يحيط بها لا سيما إذا تعلق الأمر بأبنائها، ففي تمام الساعة الثالثة والنصف فجر يوم الخميس 8-9-2022 وصلت رسالة من هيثم إلى والدته.
هيثم مبارك هو شابٌ أصيب برصاص الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس قرب قرية بيتين شرق رام الله، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وفاته صباحًا متأثرًا بإصابته.
وفور إعلان وزارة الصحة عن وفاته تداول نشطاء التواصل الاجتماعي صورة من محادثة بين هيثم ووالدته قبل لحظات من استشهاده، إذ كتب هيثم لوالدته: "يمَّا ارضي عني، وسامحيني مشان الله"، وأوصاها بالدعاء له.
فيما ختم هيثم رسالته إلى والدته بقوله "بحبك".
هذه كلمات مؤلمة تلقتها والدة هيثم فجر اليوم غير مصدقة ما يدور حولها، فقد أرسلت لمهجة قلبها رسالة عاجلة جاء فيها: "هيثم ارجع وين رايح وتاركني لحالي.. ارجع"، رددت كلمة "ارجع" مرتين دليل على ألم الفراق كأن قلبها قد تقطع وعينها اذرفت سيل من الدموع الحارقة.
هذه الرسالة المؤلمة بين الشهيد هيثم ووالدته، يُعيد ذاكرتنا إلى حادثة الشهيد إبراهيم النابلسي ووالدته التي سطرت أعظم مواقف الإيمان والبطولة والتضحية والفداء، فقد تلقت والدة النابلسي رسالة من نجلها قبل لحظات من استشهادها تقاطعت مع رسالة هيثم لوالدته بكلمة "بحبك".
فقد قال إبراهيم النابلسي لوالدته قبل لحظات من استشهاده: "أنا بحب إمي كتير، يا شباب لو استشهدت ما حدا يترك البارودة".