أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، أن خيار المقاومة الفلسطينية ليس خيارًا لفصيل أو فصائل مجتمعة، إنما هو خيار الشعب الفلسطيني بأسره، مع الإشارة إلى ضرورة الحفاظ على إرث قوافل الشهداء الممتدة من دماء الشهيد الشيخ عز الدين القسام إلى أحمد وعبد الرحمن عابد.
وقال الشيخ عزام خلال مؤتمر وطني بعنوان "بالمقاومة نحقق الحل ونبدد الوهم" إحياء للذكرى الـ17 على الاندحار الصهيوني في قطاع غزة: "إن تمسك الشيخ عز الدين القسام كان يدرك تمامًا أن تمسكه بموقف مقاومة الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيوني سيلهم كل الأجيال القادمة التي ستحمل اسمه وستزرع مزيدا من المجد.
وأضاف: "إننا نشعر بالفخر والعزة مع مرور الذكرى الـ 17 من اندحار الاحتلال عن جزء من أرضنا المباركة، نستذكر فيها أرواح الشهداء الذين أجبروا جيش الاحتلال على تغيير سياساته ونظرياته، وقاتلوا الاحتلال حتى النهاية".
وأشار إلى أن ذكرى اندحار الاحتلال عن غزة تترافق مع الذكرى التاسعة والعشرون للاتفاق سيء السمعة والصيت -اتفاق أوسلو- قائلًا: "فبقدر فخرنا واعتزازنا باندحار الاحتلال عن الأرض بقدر الألم الذي شعرنا به بعد التوقيع على ذلك الاتفاق والمعاناة التي عاشها شعبنا نتيجة ذلك الاتفاق ولا زال يعيشها".
وأكد أن اتفاق -أوسلو- وما تبعه من نتائج خطيرة ضد شعبنا الفلسطيني؛ إلا أن شعبنا لن يحبط ولن يوقف سعيه نحو تحقيق أهدافه الكبيرة بتحرير ترابه ومقدساته من الاحتلال، لافتًا إلى أن الشهداء يحضرون في كل المناسبات فالشهيدين عبد الرحمن وأحمد عابد لن يكونا أخر شهداء فلسطين.
وأكمل الشيخ عزام قوله:" رغم اشتداد الحصار الإسرائيلي والضغوط المتزايدة على شعبنا وأحرار العالم إلا أن الفلسطينيين يصرون على المضي في طريقه، فلا خيار أمامنا سوى الاستمرار في طريق المقاومة والجهاد.
ووجه الشيخ عزام رسالة لمن ظن أن شعبنا الفلسطيني سيطوي صفحة المقاومة بعد اتفاق أوسلو قائلًا: "إن مسيرة شعبنا طويلة ومن ظن عند توقيع اتفاق أوسلو بأن الفلسطينيين تخلوا عن المقاومة وأنهم جاهزون للتعايش مع قاتلهم ومغتصب أرضهم فهو واهم".
ولفت إلى أن شعبنا فاجأ العالم أجمع بعد اتفاق -أوسلو- عبر العمليات الاستشهادية ومئات الاستشهاديين، قائلًا: "ما كان لرئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون التراجع عن برنامجه وسياساته ونظرياته لولا فضل الله أولًا ودماء الشهداء الذين اقتحموا معظم مستوطنات الـ 21 مستوطنة في قطاع غزة".
وأشار الشيخ عزام إلى أن مسيرة شعبنا تبعث على الفخر والاعتزاز، فقد صنع شعبنا بأقل الإمكانيات تاريخهم المجيد وأوقف زحف الشر والباطل رغم ما يعيشون من معاناة وألم شديدين، لافتًا إلى أن الفصائل الفلسطيني لا يمكن أن تخذل الشعب أو التنازل عن خيار الشيخ عز الدين القسام الأكثر واقعية.
وفي السياق شدد الشيخ عزام على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني كمطلب ضروري على أرضية التمسك بالثوابت والحقوق والحفاظ على إرث الشهداء، وهو شرط أساسي لتحقيق الإنجاز، واستذكر الشيخ عزام العديد من العمليات البطولية المشتركة في المستوطنات قبل الاندحار مشددًا على قوة تأثير تلك العمليات عندما حولت المستوطنات إلى جحيم.
وخاطب الشيخ عزام الدول العربية قائلًا: "إن توجه بعض الأنظمة العربية للتطبيع، وفتح مزيد من الممثليات للاحتلال في العواصم والمدن العربية والإسلامية، محكوم بالفشل؛ فمن العبث المراهنة على الكيان بجلب الخير لأحد".
وختم الشيخ عزام رسالته إلى الأسرى في سجون الاحتلال قائلًا: "إن الأسرى على سلم أولويات فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني إذ أنهم العنوان الأبرز في الصراع مع العدو بعد أن دفعوا أثمانًا كبيرة وباهظة من أعمارهم.
ولم ينسً الشيخ عزام توجيه رسالة إلى علماء الأمتين العربية والإسلامية، معاتبًا دورهم الضعيف في التحشيد لنصرة القضية الفلسطينية قائلًا لهم: "ماذا ينتظر علماء الأمة؟ لماذا يتركون الفلسطينيين وحدهم؟ لماذا يصمتون وهم يرون مشاهد القتل وبقايا الشهداء؟ مشددًا على أن هناك أمانة في أعناق علماء الأمة يجب أن تعمل الأمة على تحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها لاستنهاض شعوب الأمة.