غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

من المؤمنين رجال.. ومن الناس ألوان!

وهي خاطرة.jfif
بقلم المهندس/ عمر الهندي 

لا يعرف درجات الألوان، ولا التدرّج يعرفه

منذ نشأته لم يتغيّر، ثابتٌ على مواقفه

لا يعكس الضوء ولا يعنيه اللّمعان وزيف الإعلام

صامتٌ عميقٌ وصادق، به تتمايز باقي الألوان

فهو الأصل وهو المرجع لمن حار في التبيان

تقترب من دفئه عندما يفتر فيها الإيمان

يفرّ من ناره المتلونون والقاعدون والمرجفون، وكل من آثر حياة الترف والألوان

ويعلم العدوُ أنه البركان

إلى ظله يفرّ الباحثون عن الآخرة، لا يعنيهم كثيرًا إن اكتووا بالحرمان

وأما المطاردون، ففي عتمته يهنؤون، بكهوفٍ ومغاراتٍ وأنفاقٍ ومرابض

في عتمة ليله يقيمون الوصال، على الثغور والمرابط

بسيطٌ واضح

صريحٌ فاضح

والعيش في تفاصيله لا يتقنه إلا الأنقياء

قد يبدو برهةً باهت

رمادٌ لا يصمد طويلًا أمام ريحٍ هاب

هي سود الجمرات توقد بعضها

تراجع مسيرتها

تصحّح وجهتها

وتتأكد من أنها لازالت تشعل موقد الأمة

وعلى صدق العهد دونما تبديلٍ تحافظ

تجدد شبابها وتصبغ مشيب حكمائها بذات اللون الغامق

إنه الأسْوَد

لون الأسُوُدِ الضاربة

راية السرايا والجهاد وكتائب الشهداء قوافل

يا إخوتي

لا يستطيعُ من تعوّد الألوان أن يحيى طريقتكم

أن يركب طبقات ثباتكم دونما تدرّج

هم يحاولون، مخلصين أو منتفعين، وكلهم يقيسون الدرجات والمسافات بالنظر إليكم وبدءًا بكم يا صَفر الأصول وأساس الوصول

لا تلوموهم إن لم ينصفوكم القول أو نظروا نظرة ازدراء، إن تحدثوا عن الأداء والتفرّد بالقرار والاختراق والاهتراء والتعجّل والانتماء

فنحن الأَسود وهكذا الاصطفاء

لا يُظهر احمرار لهيبنا إلا الدماء

لا نخشى لوم حبيبنا نتسابق للفداء

ووقودنا شجرٌ أخضرُ من الشباب

صمٌ على همزات الشياطين والمرجفين

على الصراط القويم، من الصميم وبكل تصميم

تمامًا كما الأَسود !

صمام أمان

يحرسون الأمانة

يصححون المسيرة

وإن انحرف القادة، يقودونها دون مشورة

لا ينتظرون فتاوى المشايخ السّاسة

ولا تنظير العرّابين أو حسبة التجّار والكافّين أيديهم المتمتّعين

فنحن الأَسود الثابت

نعرف دورنا وهدف وجودنا وفضاءنا الذي إليه نرحل

نؤمن أن الدنيا سجننا وأن الجنة حفّت بالمكاره

وأن الفقر والمعاناة والجَهد ملح الحياة

وأن التشويه والتشكيك والنفاق والخداع والتلوّن لبعض الألوان أسلوب حياة

لا ضير

فمن المؤمنين رجال

ومن الناس ألوان !

سرعان ما يُنفخ الرماد ويزول البُهات ويُحبط البهتان، ويعود الخلّان أخلّاء، يجمعهم الأسود يوحدّهم بسمرته، متوثّبين بعزيمته وسؤدده من جديد، لقذف جمار النار من غزة وجنين، في وجه العدو وكل المنافقين والمتربصين

سيغوصون في أعماق ظلامنا، لا ظلم اليوم

وسيبصرون النور الذي يمتصه لوننا ويدركون

أننا فطرنا لا نحسن عكس الضوء أو الكلام

لكن قلوبنا بيضٌ

وفعالنا مدروسة

وتوكلنا على الحي المُقيت

 

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".