أحدهم يهرول كالمجنون يُشير بإصبعه، ويصرخ بصوت مرتفع على الجنود: "هذا الشخص أخرجوه من هنا فورًا"، جن جنونهم؛ هبوا لضربه بالعصي، قاومهم وحاول الإفلات منهم؛ قبل أن يدفعه أحد الجنود بقوة ليطرحه أرضًا.
رأس المسن أبو بكر الشيمي 64 عامًا اصطدم بالأرض أمام الكاميرات، وتلون الدرج المقابل لباب السلسلة -أحد أبواب المسجد الأقصى- بلون الدم، رغم ذلك لم يتوقف الجنود المدججين بالسلاح، ضربوا المرابطين ومنعوهم من مساعدة المسن أبو بكر، في مشهد ليس ببعيد عن الاحتلال وجرائمه.
الاعتداء الآثم الذي تعرض له المرابط المقدسي أبو بكر الشيمي (64 عامًا) تسبب بإصابته في رأسه، فقد تلقى نحو 20 غرزة، كل واحدة منها منحته دفعة قوية؛ ليواصل مسيرة الدفاع والرباط عن الأقصى حتى نيل أمنيته بالشهادة على أبوابه.
أبو بكر الشيمي الذي تعرض لاعتداء عنيف من قبل شرطة الاحتلال يقول لـ"شمس نيوز": "مهما اعتدى علينا الجنود سنواصل طريق الدفاع عن الأقصى، ولن نمل ولن نكل في دفاعنا حتى آخر نقطة دم".
وكانت قوات الاحتلال ترصد تحركات الشيمي منذ بزوغ الفجر؛ فقد منعته من دخول الأقصى للصلاة؛ لكنه أصرَّ على التواجد قرب باب السلسلة لتوجيه رسالة للمستوطنين: أن اقتحام الأقصى لن يكون نزهة أو دون اعتراض أو تعبير عن غضب المقدسيين".
تمكن الشيمي ومجموعة من المرابطين المقدسيين تجاوز الحواجز العسكرية الإسرائيلية، والوصول إلى باب السلسلة، إذ أن جماعات المستوطنين يقتحمون الأقصى من باب المغاربة، ويخرجون من باب السلسلة.
الشيمي يقول: "إن مجموعة من الجنود وزعران المستوطنين اعتدوا علينا أثناء تواجدنا أمام باب السلسلة، وأصبت في الرأس حيث تلقيت 20 غرزة"، لافتًا إلى أنه سمع صوت أحد الضباط وهو يصرخ على عناصره بضرورة طرده من المكان فورًا.
ويسرد الشيمي الحادثة فيشير إلى أن المرابطين والمرابطات أحاطوه ليمنعوا الجنود من طرده؛ لكن أحد الجنود أمسكه وأوقعه أرضًا، مشددًا أن ما جرى له لن يمنعه مطلقًا من التواجد في الأقصى .
ويعيش أبو بكر الشيمي في مخيم شعفاط منذ 12 عاما يقول: "أنا من مدينة عكا؛ لكن حبي للمسجد الأقصى دفعني للسكن بالقرب منه، وهذا واجب للدفاع عن مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا حق لنا، وأمانة في أعناقنا لن نتخلى عنها مطلقًا حتى لو ذهبت أرواحنا فداءً له".
ويستذكر الشيمي لـ"شمس نيوز" محاولات شرطة الاحتلال لإبعاده عن المسجد الأقصى قائلًا: "تعرضت للإبعاد نحو 40 مرة عن الأقصى، وكل مرة كان الإبعاد يتفاوت ما بين (6 إلى 4 إلى 3 أشهر).
يحاول الاحتلال من خلال إبعاده عن الأقصى وفقًا لـ الشيمي دفعه للهجرة من القدس من خلال بث روح "الملل والإرهاق"؛ لكنه أكد بقاءه على قلوبهم فإما النصر أو الشهادة، ولن أكل ولن أمل من التواجد في باحات الأقصى.
وترك الشيمي رسالة إلى المقدسيين والفلسطينيين في الداخل المحتل والضفة الغربية قائلًا: "عليكم الوصول للأقصى والرباط في ساحاته وحمايته من المستوطنين المتطرفين؛ فهذا أمانة في أعناقكم، وشرف لنا أن ندافع عن مسرى نبينا".