بسرعة أبطأ من الصاروخ وأعلى مما توقع الاحتلال الإسرائيلي، طورت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المنظومة الصاروخية لديها، لتنتقل من الصواريخ البدائية قبل أكثر من عقدين، إلى صناعة الصواريخ الحديثة بأيد فلسطينية، وبرأس حربي كبير تصيب أهدافها بدقة.
هذا التطور الملحوظ كشفت عنه المعارك مع الاحتلال، والتي أظهرت صواريخ سرايا القدس تضرب العمق الصهيوني وعاصمة الاحتلال "تل أبيب"، إذ وصل مدى صواريخ السرايا لأكثر من 160 كم؛ لتضرب مدناً صهيونية كانت تعتبرها "إسرائيل" بمنأى عن الرد الفلسطيني.
ما أقلق جيش الاحتلال هو التطور في دقة إصابة الأهداف وسط تراجع فعالية وقدرة الرد لمنظومة القبة الحديدية لتحييد الصواريخ، وهذا ما تحدثت عنه وسائل إعلام عبرية.
معركة وحدة الساحات كشفت سوأة الاحتلال وضعف قدرته على ردع مقاتلي الوحدة الصاروخية الذين لم يصب أي أحد منهم بأذى أثناء تأدية مهامه، والذين أذاقوا العدو الويلات بصليات صاروخية كانت تزيد في اليوم الواحد عن 350 صاروخا.
وشهد الاحتلال خلال هذه المعركة تكتيكاً جديداً يعتمد على تكثيف الضربات الصاروخية تجاه المستوطنات المحاذية لغزة وضرب عمق الاحتلال "تل أبيب" بصواريخ على مبدأ التنقيط؛ لتستنزف الاحتلال، ولتضعف جبهته الداخلية من خلال فرض الطوق على هذه المناطق طيلة أيام المعركة.
الخبير الأمني والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، يرى أن سرايا القدس فرضت نفسها مبكراً وبقوة في ساحة الجهاد والعمل المقاوم منذ بدايتها، وكان لها صولات وجولات كبيرة في مقاومة الاحتلال.
وقال أبو زبيدة لـ"شمس نيوز": إن "سرايا القدس أثخنت في الاحتلال بشكل كبير، وقدمت خيرة قادتها قبل جنودها في الدفاع عن القضية، وأصبحت تتطور وتتقدم؛ لتصبح أبرز فصائل المقاومة في المجال العسكري، وأصبحت تمتلك جيشاً منظماً يتكون من وحدات عسكرية، وأمنية، واستخبارية متنوعة".
وأضاف "تطور القدرة الصاروخية للسرايا كان واضحاً منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى اليوم، إذ نلاحظ تنامياً ملحوظاً في الصناعات العسكرية، وخاصة الصاروخية، والتي بدأت بصواريخ قدس 1 و2، والآن وصلت إلى أغلب مدن فلسطين التاريخية".
وبيّن أن سرايا القدس كانت من الفصائل الفلسطينية المبادرة، والتي قصفت العمق الصهيوني، وخاصة "تل أبيب"، مشيراً إلى أن جولات الصراع الأخيرة سواء في "سيف القدس" أو "وحدة الساحات" أبرزت قدرة السرايا على خوض المواجهات، سواء بالاشتراك مع الفصائل أو موحدة، وقدرتها على وتعطيل الجبهة الداخلية بما تمتلكه من قدرة صاروخية كبيرة.
وأكد أن المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس تعلمت من التجارب السابقة، وتدرس المعارك والحروب التي خاضتها المقاومة في المنطقة كلها؛ لتتعلم منها، وهذا ما يلاحظه الجميع بعد كل معركة من خلال التطور والمفاجآت التي تحققها السرايا خلال المواجهة مع الاحتلال.
وحول كثافة ودقة الصواريخ لدى السرايا، ذكر الخبير الأمني والمختص في الشأن العسكري أنه استنتاج من المعارك التي خاضتها السرايا؛ ما جعلها تكثف من رمياتها الصاروخية؛ لتعطيل القبة الحديدية لتحييدها، وتعطيل قدرتها على حماية مناطق الغلاف، ولتستطيع ضرب مناطق كبيرة، مؤكداً أن سرايا القدس تمتلك ما يجعلها قادرة على خوض مواجهات مع الاحتلال، والتأثير على جبهته الداخلية.