أولت حركة الجهاد الإسلامي منذ انطلاقتها في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، اهتمامًا كبيرًا لتنشئة الأجيال وفق أسس ومبادئ الإسلام العظيم؛ لتصبح فلسطين عقيدة إسلامية وقضية مركزية للأمة الإسلامية، فسلكت الحركة طريق الدعوة عبر المساجد واستغلال المناسبات الدينية والوطنية للحشد والتنظر.
وأسست حركة الجهاد الإسلامي، اللجنة الدعوية لتكون النواة الأساسية؛ لتخريج أفواجًا من القادة والمفكرين والشهداء والدعاة، والتي أصبحت أسمائهم تضيء طريق المقاومة والجهاد، ملتزمة بما بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
مسؤول اللجنة الدعوية للجهاد الإسلامي وليد حلس، ذكر أن انطلاقة الحركة كانت دعوية؛ كون الدعوة إلى الله هي بحاجة للسيف والبندقية والإعلام، مبينًا أن جميع الملفات داخل الحركة تعد أدوات للدعوة إلى الله، ولنشر الفضيلة، والإسلام، والفكر الإسلامي المقاوم الذي تبناه الدكتور فتحي الشقاقي، عندما جاوز بين البندقية والقرآن، والعمل الإسلامي الدعوي، والعمل الجهادي المقاوم في مقارعة ومقاومة الاحتلال.
وقال حلس لـ"شمس نيوز": "هذا هو الفكر الذي جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حينما جاء بالدعوة إلى دين الله والتوحيد، وفي المقابل فرض الله القتال والجهاد، وجعلها ذروة سنام الإسلام، فريضة الجهاد جاءت لتحمي الثغور لمن دخل في هذا الدين الحنيف".
وشدد على أن انطلاقة الحركة كانت عبارة عن تجديد لهذا الفكر والمنهج الذي جاء به النبي محمد في شبه الجزيرة العربية.
وأضاف حلس "لم يكن الدكتور فتحي الشقاقي ليأتي ببدعة من القول، بل هو جدد في المزاوجة بعد الشهيد عز الدين القسام ومن سبقه على مر العصور والفترات بين الجهاد والمقاومة"، لافتًا إلى أن النواة الأولى للتأسيس بدأت اجتماعاتها في المساجد، وكانت الانطلاقة انطلاقة لترسيخ هذه المفاهيم، وترتيبها على الأرض، من خلال المساجد وبيوت الله.
وأردف "الانطلاقة الجهادية والدعوية تعني أن هذه الحركة هي حركة مقاومة وحركة دعوة إلى الله، بكل الوسائل الممكنة والمتاحة والمشروعة؛ كون المقاومة جزءاً من هذه الوسائل؛ لأننا نخضع لاحتلال غاشم، وعدو مجرم، يستهدف الحجر وكل مكونات شعبنا".
وأوضح حلس أن اللجنة الدعوية هي امتداد وجزء من هذا النسيج الذي بدأه الدكتور فتحي الشقاقي، ورفاقه من خلال الاهتمام بالدين الإسلامي الذي تحدث عنه الدكتور أنه دين فريد من نوعه، يخرج من ثنايا سورة الإسراء؛ ليسوء وجه بني إسرائيل.
أدوار اللجنة الدعوية
وعن دور اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي، أشار حلس إلى انه يأتي ضمن مختلف ملفات العمل التنظيمي، من خلال الجهود المبذول في خضم حالة بناء المجتمع الإسلامي المقاوم.
وبيَّن أن أهم الدوائر في اللجنة هي تلك المختصة بالمساجد، والتي تعمل على بناء، وترميم، وتشييد المساجد، وإعداد الكوادر داخلها؛ لتكون ذات فكر دعوي وسطي، وفق ما تتبناه الحركة.
وقال حلس: "يتم ذلك من خلال التوجيهات المستمرة للدعاة والخطباء، والتعميمات التي تصدرها اللجنة الدعوية على مدار الشهر؛ لتوجيه الخطاب وضبطه ليكون إسلاميًا معاصرًا وسطيًا، بعيدًا عن إشعال الشجارات والفتن، ينأى بنفسه عن التجريح والشتم، أو التدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية، بخطاب موجه نحو القدس ومآذنها كما قال د. رمضان شلح البندقية التي لا تبصر مآذن القدس فهي مهجورة ومشبوهة".
ولفت إلى أن اللجنة الدعوية، استطاعت خلال الأعوام الأخيرة افتتاح أكثر من 35 مسجدًا جديدًا في قطاع غزة؛ لتكون منها انطلاقة جديدة للعمل الدعوي المقاوم.
أما ثاني دوائر اللجنة الدعوية فأوضح حلس أنها دائرة الوعظ والإرشاد، ذاكرًا أنها تقوم بجهودها من خلال الدعوة إلى الله، والدروس والأسابيع الدعوية، والمسابقات الثقافية، وتحضير الخطباء.
وتابع: "لدينا في اللجنة الدعوية دائرة المشاريع، والتي تشرف على الأعمال الخيرية المختلفة التي تقوم بها اللجنة، من خلال التبرعات التي تجمع، وتقدم عبر المساجد لمحتاجيها، أو لمراكز التحفيظ".
واستمر حلس في الحديث عما تقوم به اللجنة الدعوية للجهاد الإسلامي، مبينًا أن أهم دوائر اللجنة هي لجنة القرآن الكريم وعلومه، وجمعية اقرأ، والمكونتان من خمس لجان.
وتابع: "أهم لجنة في اللجان الفرعية لدار القرآن وعلومه، هي لجنة مراكز تحفيظ القرآن للذكور والإناث"، مشيرًا إلى أنها تشرف على عمل نحو 350 مركز تحفيظ، يرتادها أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة على مدار العام، ومن جميع مناطق قطاع غزة.
وأكد أن هذه المراكز تخرج حفظة كتاب الله، بشكل سنوي، يتم تكريمهم باحتفالات مهيبة برعاية من الأمين العام الأستاذ زياد النخالة، قائلًا "على سبيل المثال العام الماضي في ذكرى استشهاد الشهيد فتحي الشقاقي، وذكرى المولد النبوي الشريف كرمنا نحو 750 حافظا وحافظة لكتاب الله، وحاصلين على سند متصل".
أما الدائرة التي تليها فهي كما يتابع حلس دائرة الأسانيد والقراءات التي تعتني بدورات الأحكام العليا والمبتدئة، والسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالروايات والقراءات المختلفة.
وأردف حديثه "يوجد ملتقيات مختصة داخل اللجنة الدعوية، كملتقى الأصوات الندية، والذي يشارك في المسابقات القرآنية والحفلات والمهرجانات، والمدائح النبوية والأناشيد"، موضحًا أن هذا الملتقى شارك في العديد من المسابقات الدولية، وحصل على العديد من المراكز المتقدمة في هذه المسابقات، أهمها مسابقة شهيد القدس التي عقدت في لبنان".
وأكمل حلس "الملتقى الثاني هو ملتقى الحفاظ، والذي يعمل على تثبيت القرآن بالضبط والإتقان عند الحفظة، الذين يحفظون القرآن سريعًا، بالإضافة إلى المقرأة الالكترونية التي تمنح السند عن بعد من خلال التعليم الالكتروني"، مشيرًا لوجود العديد من الإخوة من مختلف الدول حصلوا على الأسانيد من خلال هذه المقرأة.
أما الملتقى الأهم في اللجنة وفق ما يشير حلس فهو ملتقى دعاة فلسطين، والذي يمثل حركة الجهاد الإسلامي في المؤسسات العلمائية، والدينية على المستوى العربي والإسلامي، بالإضافة لمشاركته في التنسيقية العلمائية التي تضم 120 مؤسسة علمائية ودينية في العالم العربي والإسلامي، كما أنه يشارك ويشرف على طباعة العديد من الكتب الشرعية والدينية.
وشدد على أن كل واحدة من اللجان والملتقيات على رأسها فرق عمل متكاملة تتابع وتشرف على عملها.
وذكر حلس أن اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي أشرفت على إتمام العديد من الأسرى في سجون الاحتلال لحفظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى حصولهم على الأسانيد، مشيرًا إلى أنه تم تكريمهم في العديد من الاحتفالات.
الرسالة في ذكرى الانطلاقة
ووجه حلس في معرض حديثه رسالة للجماهير الفلسطينية، بمناسبة الذكرى الـ35 للانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي.
وقال: "هذه الجماهير هي جزء منا، وهذا شعبنا الصامد المرابط، أعطى الكثير، وكان وسيبقى الحاضنة الأمينة والمؤتمنة للمقاومة، وقدم فلذات أكباده، ولم يبخل بدمائه وبيوته باحتضان المجاهدين؛ لإدراكه أن هذه الحركة بذلت الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن حياض أمتنا وشعبنا.
وختم حلس حديثه " متأكدون أن هذه الجماهير ستقول كلمتها، وسيكون لها الدور البارز في المشاركة، والحشد، والدعم في مهرجانات إحياء الانطلاقة الجهادية لحركة تصوب بنادقها في صدور أعداء شعبنا وأمتنا، ومتأكدون أن هذه الجماهير ستشارك؛ لتؤكد انحيازها لخيار من جاوز بين المطلق والممتد، وبين المصحف والبندقية، دون أن تحيد عنها؛ لأن الذي يحيد عنها لن يجد سوى السراب".