إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس: بتاريخ 15 يونيو عام 1973م، كانت قرية عنزة بمحافظة جنين على موعد مع فارسها حسن صالح براهمة لعائلة قروية طيبة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وتلقى تعليمه في مدارس البلدة، حيث تفوق في كل مراحله التعليمية.
في صفوف الجهاد: كان فارسنا في سن الـ13 ربيعاً عندما قام مع زملائه باستهداف سيارة صهيونية وتحطيم نوافذها، فتمت ملاحقته واعتقاله لـ28 يوماً، ثم تمديد اعتقاله لـ20 يوماً عام 1986م. ومع اندلاع انتفاضة الحجارة عام 1987م، كان أول من علّق علم فلسطين في الشارع الرئيسي في قريته معلناً افتتاح المواجهة مع الاحتلال.
كان يقود مع أصدقائه المواجهات اليومية، من خلال التوجه إلى الشارع الرئيسي الرابط بين محافظتي جنين ونابلس، لمهاجمة دوريات الاحتلال وسيارات المستوطنين بالحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة، وصد القوات الصهيونية التي تحاول اقتحام القرية.
بعد خروج القائد الفذ عصام براهمة من السجن عام 1991م، وجد ضالته فيما يحمل عصام من أفكار جهادية، فأعلن فارسنا حسن انتماءه لحركة الجهاد الإسلامي وأصبح مرافقاً لابن عمه الذي أسس مجموعة "عشاق الشهادة"، وكان المجاهد حسن العاشق الثاني فيها.
اتجه التفكير إلى تصنيع العبوات الناسفة، وكانت المحاولة الأولى وضع عبوة ناسفة على شارع عنزة، حيث انفجرت في دورية للجنود، فأغلق المكان وهرعت قوات الاحتلال لاقتحام القرية، ثم أعيد الكرة ووضع عبوة ثانية كبيرة على نفس الشارع، لتستهدف جيباً عسكرياً يحمل ثلاثة جنود، ما أدى لتدميره وقتل وجرح من فيه.
في 1-10-1992م، دخلت قوات الاحتلال إلى القرية ودارت مواجهات عنيفة، أدت لاستشهاد رامز عمور الصديق المقرب للمجاهد حسن ورفيق دربه في المواجهات، فحزن حسن وكتب القائد عصام بيان النعي وأقسم على الانتقام، وتم تنفيذ عملية "خربثا"، من خلال تفجير عبوة ناسفة أدت لمقتل مستوطنة وإصابة 8 اَخرين.
شهيدًا على طريق القدس: بتاريخ 6 أكتوبر عام 1992م، وبعد خمسة أيام على استشهاد صديقه رامز عمور، لحق به أثناء تجهيزه لعبوة ناسفة برفقة أحد المجاهدين، حيث أصيبا بجراح خطرة، ونقلا إلى مستشفى الاتحاد بنابلس، فاستشهد حسن، في حين تم اعتقال رفيقه رغم جراحه، وحكم بالسجن 6 سنوات.
خرجت جماهير القرية التي أحبت حسن، عقب سماع نبأ استشهاده، فحملت جثمانه الطاهر في موكب كبير، حتى دفن قرب صديقه رامز، لكن قوات الاحتلال حاولت دخول القرية لأخذ الجثمان بعد الدفن، لكن أهالي القرية رابطوا قرب القبر لثلاثة أيام، منعاً لارتكاب الاحتلال جريمته.
كان القائد الشهيد عصام براهمة في رام الله لحظة سماعه خبر استشهاد صديقه ورفيقه، فأصر على الذهاب فوراً إلى قريته عنزة، حيث وصل رغم المخاطر الكبيرة في الطريق، وأقسم على الانتقام، ثم عاد إلى رام الله ووضع عبوة ناسفة قرب إحدى المستوطنات، وقام بتفجيرها لدى مرور سيارة باص ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة 9 اَخرين.
أذيع بيان التبني الذي حمل اسم مجموعة "عشاق الشهادة" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، مجموعة الشهيد حسن براهمة، لتعلن مسؤوليتها الكاملة عن الانفجار، والتي جاء ثأراً وانتقاماً لدماء الشهيد.