عمليات الاغتيال للمقاومين في الضفة الغربية كأسلوب جديد وخطير له تداعياته في رفع وتيرة التصعيد العسكري، فقد أدخل العدو الصهيوني هذا الأسلوب على المعركة بعدما فشلت كل الطرق والأساليب الأمنية الأخرى وعلى مدار أكثر من عام من المحاولات الاستنزافية للقضاء على المقاومة عبر عملية كاسر الأمواج... هذه التي كسرتها وأفشلتها المقاومة من خلال حالة الاستبسال والتصدي والصمود الذى أبداه المقاتلون في مواجهة جيش الاحتلال.
لقد أصبح العدو الصهيوني مقتنعاً بفشله، فإن أسلوب الاقتحامات وتنفيذ عمليات الاعتقال اليومي أو التصفية للمقاومين التي كان ينتهجها الاحتلال والتي أصبحت مرتبطة بالاشتباك المستمر مع المقاومين باتت غير مجدية اليوم، وهي أكثر تكلفة عليه، وبالتالي لجأ العدو إلى أسلوب الاغتيالات وتفعيل دور العملاء على الأرض لتسهيل المهام للوصول للمقاتلين واغتيالهم.
إن أسلوب الاغتيال من خلال عمليات الاستهداف والتفجير إما بشكل مباشر أو من خلال تفجير أجسام قريبة من المستهدف كما تم تفجير دراجة نارية عن بعد بجانب الشهيد القائد تامر الكيلاني في حد ذاته يؤدي المهمة المنوطة بالشاباك والجيش دون أي احتكاك أو مواجهة مع المقاتلين، ودون بذل جهد كبير لتنفيذ المهمات ضد المقاومين المتحصنين في المخيمات والمدن. وأعتقد أن هذا الأسلوب سيلاقي قبولاً كبيرًا لدى أصحاب القرار في حكومة الاحتلال والشاباك والجيش كونه الأقل تكلفة والأكثر جدوى من منظورهم.
كما أن هذا الأسلوب يأتي في إطار محاولة إرباك وزعزعة الحاضنة الشعبية المؤازرة للمقاومين، إضافة لإظهار نوع من تشديد الحصار على المقاومين في مدينة نابلس جبل النار من بعد ما فشل الحصار على المدينة لليوم الثالث عشر.
وفي ظل هذه الحالة الجديدة بات مطلوب من المقاومين تكثيف ومضاعفة الجهود الأمنية، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي حتى يتم منع الاحتلال من الوصول لأي مقاتل أو تسهيل أي عملية استهداف لهم يمكن أن يقوم العدو بتنفيذها.
إن استخدام العدو لأسلوب الاغتيالات هو خطوة خطيرة من جهة، ومن جهة أخرى يحمل دلالة واضحة على فشل كل محاولاته الأمنية والعسكرية السابقة في القضاء على الانتفاضة المسلحة التي تتنامى وتتعاظم وتتوسع في كل المدن والمخيمات يوما بعد يوم.