غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الأب الحنون والطالب النجيب والابن البار..

الشهيد زياد المدلل .. حرص على التفوق فنال الشهادة الأعلى

زياد المدلل.jpg
شمس نيوز - سعاد عدوان

لم تثنه الصعاب عن مواصلة مسيرته العلمية وتحقيق ما يصبو إليه من درجات علمية عالية، فكان خير مثالٍ للطالب المجتهد منذ مراحله التعليمية الأولى.

كالنحلة مكافحاً كان الشهيد زياد المدلل يثابر لتحقيق حلمه في التفوق والنجاح، وهذا ما دفعه للالتحاق بكلية الدراسات العليا ببرنامج ماجستير إدارة الأعمال بجامعة الإسراء، وعيناه ترنو إلى الحصول على الدكتوراه في سنٍ مبكرة.

نشأته وموهبته

ولد الشهيد زياد المدلل في مدينة رفح بتاريخ 29\3\1987م ودرس في مدارس وكالة الغوث "الأونروا" في المرحلتين الابتدائية والإعدادية ثم أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة شهداء رفح للبنين، وكان على الدوام متفوقاً طوال سنين دراسته.

اهتم شهيدنا بمجال الحواسيب والالكترونيات فكان على الدوام يقتني الأجهزة الإلكترونية لتكون أول هدية تلقاها من والديه جهاز كمبيوتر، فسار خلف شغفه، ليصقل المهارة بالدراسة فالتحق بدراسة هندسة الحاسوب بجامعة الأقصى وأثناء دراسته وبعد تخرجه كان الجميع يستعين به في شراء الحاسوب وفي كيفية عمله وإصلاحه إذ كانت بالنسبة له هواية يسعى من خلالها لخدمة الناس دون مقابل.

حياته الجامعية

واستطاع الشهيد المدلل أن يكسب خلال دراسته حب زملاءه وأساتذته بجامعة الإسراء، فكان الوجه البشوش الذي يسيطر على المكان فور دخوله، ويضيف على محاضراته الجامعية جوًا من التفاؤل وحب العلم والنقاش المُثمر.

وعن تعامله مع الشهيد المدلل يقول أستاذ الإدارة والمحاضر بجامعة الإسراء د. فتحي السوافيري "كان الشهيد زياد المدلل رحمه الله خلوقًا ذكيًا، مثابرًا في دراسته، رغم الأعباء المُلقاة على عاتقه ورغم المرض إلا أنه استطاع وبجدارة أن يصارع الحياة ويثبت نفسه، ويترك بصمةً في قلب كل من عرفه وعاشره".

ويضيف الدكتور السوافيري: "لمست في زياد البراعة في الحديث وهدوء الشخصية وحب العلم حتى أنه ينتقي ألفاظه بعنايه حينما يتحدث معنا، كنت أرى فيه الباحث الجاد، والمُثقف الواعد، اصطفاه الله، فكان خير من سارع إلى الشهادة، نحسبه كذلك من العلماء الأنقياء".

الأب الحاني

بصوتٍ خافتٍ والدمع يملأ مقلتيها تتحدث زوجة الشهيد زياد لــ "نبض الإسراء" عن علاقتها بزوجها ووالد أبناءها فتقول: "لم يكن زياد زوجًا فحسب، كان يملأ حياتنا بالفرحة يداعب أبناءه كلما عاد من الخارج، وجدت فيه الأب الحاني والزوج الكريم، والصديق وشريك الحياة، اغتال الاحتلال فرحتنا وحرمنا البهجة، لكنني سأظل على وفائي له بأن أرعى أبنائنا وأحافظ على الأمانة التي كُلفت بها".

تضيف زوجة الشهيد "ذاك زياد صاحب الكاريزما والابتسامة الهادئة المحب لعائلته والوفي لأصدقائه، الذين جاؤوا بعد استشهاده يواسوننا بكلماتٍ لازال صداها في آذاننا إكرامًا له ووفاءً وعرفانًا بجميل ما قدم لكل من عرفه".

تتذكر الزوجة قبل استشهاد زياد بأيام وتقول: "فاجئنا زياد حين عودتي من زيارة عائلتي بتنظيف المنزل وتعطيره وترتيب كل مقتنياته وكان هذا على غير عادته نظرًا لانشغاله الدائم.. كانت لفتته الأخيرة لنا ووداعه المُعطر. فهكذا يترك الشهداء رسائلهم معطرة لمن خلفهم".

بره بوالديه

كان الشهيد زياد بارًا بوالديه، يتذكر على الدوام فضلهما عليه، فكان لا يتأخر في تلبية طلباتهما والتذلل لهما.. كان يرى فيهما مفتاحًا لدخول الجنة.

وقال الدكتور أحمد المدلل والد زياد " كان زياد خفيف الظل مع كل من عرفه ومحباً لأصدقائه، ويمتلك شخصية خاصة وابتسامة لطيفة وبشوش الوجه ما جعله يكون مقرباً بشكل كبير من الكثير من الناس، وكان هادئاً ونادراً ما يغضب إلا على أشياء تستحق الغضب".

بكلماتٍ مليئة بالفخر والاعتزاز يودعه نجله الشهيد زياد قائلاً: "هنيئًا لك ما تمنيت.. هنيئًا لك الشهادة كنتُ مُتلهفًا لأراك تنهي رسالة الماجستير، ولكن الله اصطفاك واختار لك منزلة أعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً".

المصدر/ نبض الإسراء