غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الثاني من نوفمبر الشاهد والمشهود

خالد صادق.jfif
بقلم خالد صادق

في الثاني من نوفمبر عام 1994م أقدم الاحتلال النازي الصهيوني على ارتكاب جريمة بشعة باغتيال الشهيد القائد هاني عابد / أبو معاذ، الذي كان مدير عام صحيفة «الاستقلال»، ويعمل محاضرا في جامعة العلوم والتكنولوجيا بخان يونس جنوب قطاع غزة، حيث قام الشاباك الصهيوني بتفخيخ سيارته وعندما أراد ان يستقلها فور خروجه من داخل الجامعة قاموا بتفجيرها بجهاز تحكم عن بعد، ما أدى الى استشهاده بعد نقله الى مجمع ناصر الطبي حيث فارق الحياة، فكان هاني عابد اول شهيد فلسطيني على يد الاحتلال الصهيوني منذ عودة السلطة لقطاع غزة وادارتها له, كما كان أول سياسي فلسطيني تعتقله السلطة الفلسطينية وتزج به في سجونها وفي حفل تأبين الشهيد القائد هاني عابد نفذت القوى الإسلامية المجاهدة «قسم» الجناح العسكري للجهاد الإسلامي عملية استشهادية على حاجز نتساريم العسكري جنوب مدينة غزة ما أدى الى مقتل واصابة عدد من الجنود الصهاينة وتحول حفل تأبين القائد أبو معاذ الى عرس وطني كبير, وفي الجمعة التي تلت استشهاد هاني عابد تجمع عدد كبير في مسجد فلسطين وسط مدينة غزة للخروج بمسيرة حاشدة الى منزل الشهيد هاني عابد, الا ان أجهزة امن السلطة منعتها واطلقت النار بكثافة تجاه المشاركين في المسيرة التي حوصرت في داخل مسجد فلسطين وفي محيطه مما أدى لاستشهاد نحو 18 فلسطينياً واصابة العشرات بجراح متفاوته على يد أجهزة امن السلطة, ومثل هذا الحدث الجلل انتكاسة لدى شعبنا الفلسطيني, واهتزت امامه صورة السلطة الفلسطينية التي استخدمت سلاحها لقتل الفلسطينيين, وشرعت السلطة بحملة اعتقالات وملاحقة لقادة وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي واعتقلت المئات منهم, فدماء الشهداء الاطهار تكشف دائما عن الغث السمين وتزيل الغشاوة عن العيون.

وفي الأول والثاني من نوفمبر 2022م تنعقد القمة العربية الواحدة والثلاثون في الجزائر, والتي ارادتها القيادة الجزائرية قمة فلسطين, وغيرها أرادها قمة العرب, والحقيقة ان هذه القمة انعقدت بعيدا عن اهتمام الشارع العربي او حتى متابعة نتائجها لان الشعوب العربية يئست من حكامها ولم تعد تولي اهتماما لقرارات الحكام لانهم شعوب مسيرة بفعل السياسة الديكتاتورية للحكام العرب تجاه الشعوب, وبما ان القمة انعقدت في ارض الجزائر ام الثورات وصانعة المجد النضالي الكبير فكانت تأمل القيادة الجزائرية ان تكون القمة على قدر عظمة الجزائر وشعبها, لكن ما يخرج عن القمة حتى الان هو تكرار لمسلسل القمم السابقة, فالقضية الفلسطينية أصبحت على هامش اهتمام الدول العربية, بل واصبحت عبئاً ثقيلا يتمنون الخلاص منه بأي شكل كان, حتى ما تم طرحة من إعادة الاعتبار لما تسمى «المبادرة العربية» لم يلق حماسا حتى من المملكة العربية السعودية صاحبة هذه المبادرة, لان إسرائيل كورتها بين يديها وتفلت بها ووضعتها في مجمع النفايات, واعتبرتها لا تساوي الحبر الذي كتبت به, وباتت الدول العربية وتحديدا الخليجية تطبع مع «إسرائيل» بالمجان, وتقدم التنازلات تلو التنازلات لها دون أي ثمن, وأصبحت المبادرة العربية خلف ظهرهم وقد ندموا على طرحها ويتمنوت ان تنتهي الى غير رجعة, لانهم وجدوا في صفقة القرن التي تمنح الفلسطينيين حلولا اقتصادية لقضيتهم الحل الأمثل لإنهاء الصراع مع الاحتلال, فأصبحت المعادلة العربية اليوم «سلام مع إسرائيل, مقابل تحسين لقمة العيش» وهو اقصى ما يمكن ان يناله الفلسطينيون, وبعيدا عن الدبلوماسية الزائفة, فالقيادة الجزائرية اصطدمت بواقع عربي مر ومعقد وصعب, ومواقف العرب ابعد بكثير من ان تجد نقاط التقاء حولها لعد ان شتتهم أمريكا و»إسرائيل».

وفي الثاني من نوفمبر 2/11/2022، أصيب جندي صهيوني بجراح خطيرة في عملية دهس غرب رام الله بالضفة المحتلة، ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، فقد أصيب جندي بجراح خطيرة قرب حاجز مكابيم غرب رام الله. وأطلق جنود الاحتلال النار على المنفذ وهو الشهيد البطل حباس ريان 54 عامًا، مما أدى إلى استشهاده, وهذه العملية البطولية تمثل ردا واضحا وصريحا على من سيأتي ليشغل منصب رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني, بان الفعل المقاوم مستمر مهما كان الشخص الذي ستنتخبونه لقيادة حكومتكم النازية, كما تأتي ردا على الزعماء العرب المجتمعين في قمة الجزائر الواحدة والثلاثين, بان مصيرنا بأيدينا وليس بيد احد, وطريقنا اخترناه وسنمضي به مهما كلفنا من ثمن, وحالة التخلي والخذلان والقهر العربي لنا كفلسطينيين, لن تفلح ابدا في وقفنا عن مسار النضال والجهاد حتى تحرير الأرض والمقدسات ونيل حريتنا واستقلالنا فطريقنا اخترناه وسلكناه بكامل ارادتنا.

وفي الثاني من نوفمبر 1917م ذكرى وعد بلفور المشؤوم, حيث منح من لا يملك وطنا لمن لا يستحق, واراد من خلال قهره ان يفرض على شعبنا الفلسطيني القبول بذلك, لكن شعبنا لا زال يقاوم, وعد بلفور المشؤوم بقى وصمة عار في تاريخ بريطانيا العظمى, ليكشف مدى بشاعة الاستعمار البريطاني ومخططاته الشيطانية لتقسيم البلاد والعباد وخدمة اليهود على حساب الشعب الفلسطيني بمنحهم وطنا لهم على ارض فلسطين, فهذا الوعد المشؤوم لن يبقى سيفا مسلطا على رقابنا وسينهار امام إرادة هذا الشعب العظيم, وقدرته على الصمود امام كل المخططات والمؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية, فصراعنا مع الاحتلال هو صراع وجود.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".