لفت محللون عسكريون إسرائيليون، اليوم الأربعاء، إلى أن العمليات التي ينفذها فلسطينيون لم تعد موجة، وإنما أصبحت واقعا جديدا قد يطول، وأنه لن يكون لدى الحكومة الجديدة، التي سيشكلها رئيس الليكود بنيامين نتنياهو، أي حل لهذا الوضع، كما هو حال الحكومة المنتهية ولايتها، لأنه لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي حل كهذا.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى الخطاب المتشدد لجهات في الائتلاف الحكومي المستقبلي، في أعقاب عملية الطعن والدهس قرب مستوطنة "أريئيل"، أمس، وأكد أنه "لن يكون لدى الحكومة المقبلة، مثل تلك التي انتهت طريقها، أي حل آخر، لأنه لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي حل كهذا".
وعلى إثر ذلك، دعا يهوشواع أعضاء الائتلاف الجديد، وخاصة أولئك الذين سيتولون مناصب وزارية وسيكونون أعضاء في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، إلى عدم إطلاق تعهدات وتصريحات، "فلا توجد إمكانية لمنع عملية فردية، تجاوز منفذها مصفاة الشاباك والإدارة المدنية، سوى بعمل مهني أفضل من جانب قوات الجيش أو قوات مدنية ميدانية".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي لا يمكنه زج المزيد من القوات النظامية" في الضفة الغربية، لأن غالبية الوحدات تقريبا باتت تتواجد هناك منذ آذار/مارس الماضي. "وفي هذه الأثناء، هذه القوات لا تتدرب وكفاءاتها تضررت".
وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، فإن الأسبوعين الأخيرين تميزا بـ"هدوء نسبي"، وتراجع خلالهما عدد العمليات والإنذارات والإصابات بين الإسرائيليين. "وقدّر ضباط كبار، وربما كانت هذه أمنية، أننا بصدد تغيير في الاتجاه".
وتابع يهوشواع أن الواقع في الضفة الغربية "يدل على أننا في واقع مختلف وأطول وأكثر استنزافا.
ويشير هذا الواقع إلى أحداث أعمق حاصلة في المجتمع الفلسطيني، حيث السكان هناك الذين ليسوا جزءا من أنشطة المنظمات يتلقون إيحاء من الشبكات الاجتماعية ويستمدون محفزا منها. وعملية كالتي وقعت أمس قد تتحول إلى نموذج للتقليد من حيث الجرأة وكذلك بالتطلع إلى أكثر عدد ممكن من الضحايا الإسرائيليين".
كذلك أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن موجة العمليات التي اندلعت في آذار/مارس الماضي، "لم تعد موجة حقيقية، وإنما هي على ما يبدو نوع من واقع جديد، قد يطول كثيرا".
وأضاف أن هذه العمليات تتزايد تارة وتنخفض تارة أخرى، "لكن العنف نفسه الآن يكان يكون حقيقة ثابتة، رغم أنه لم يصل إلى مستوى انتفاضة ثالثة. ولا يوجد في الضفة هدوء أبدا. يوجد احتكاك دائم حول أنشطة شرطية ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينيين وبين قرى فلسطينية والمستوطنات المجاورة".
ورأى أنه بعد عدة أسابيع، هذه العمليات "ستتحول إلى مشكلة حكومة اليمين الجديدة التي ستتشكل، والخطاب المنفلت، الذي تميز به كثيرون من أعضاء الائتلاف المقبل عندما كانوا في المعارضة، لن يعود بفائدة. والجمهور يتوقع منهم تحقيق إنجازات. والكلام الفارغ حول إعادة الردع وعقوبة الإعدام على منفذي عمليات ودعم مطلق للجنود وأفراد الشرطة سيكون أمام اختبار الواقع".
وتابع هرئيل أن سياسة جهاز الأمن والحكومة الإسرائيلية المعلنة، اعتبرت في السنوات الأخيرة أنه يجب الاستمرار في تشغيل الفلسطينيين الذين يحملون تصاريح للدخول إلى "إسرائيل" والمستوطنات، "بادعاء أن عقوبات جماعية ستدفع فلسطينيين آخرين إلى أذرع المنظمات. وثمة شك إذا كان هذا سيكون موقف الصهيونية الدينية في الحكومة المقبلة، لكن تبقى أن نرى مدى تأثيرهم على القرارات التي ستتخذ".