عشر سنوات على ملحمة الجهاد والبطولة التي أسست لما بعدها من معارك، فكان برهان الانتصار فيها بالقول والفعل، عشر سنوات على معركة نطقت فيها الأرض حقاً وتزينت السماء بصواريخ العز فزلزل المجاهدون كيانهم الهش وصنعوا تاريخاً مشرفاً في 8 أيام حسوما.
10 سنوات على قصف سرايا القدس لقلب الكيان الصهيوني " تل أبيب" وللمرة الأولى في تاريخ الصراع بصاروخ "فجر5" في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال واغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام الشهيد القائد أحمد الجعبري، 10 سنوات على معركة انتصر فيها الدم على السيف، فقدم فيها الشعب الفلسطيني 175 شهيداً فلسطينيًا ارتقوا خلال العدوان الصهيوني وأصيب 1222 جريحاً، فيما قدمت سرايا القدس 14 شهيدًا من خيرة قادتها ومجاهديها أبرزهم القائد رامز حرب مسؤول الإعلام الحربي بلواء غزة.
إبقاء جذوة الصراع مشتعلة
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وليد القططي قال: "إن ما حدث قبل 10 أعوام في معركة السماء الزرقاء جاء في إطار الرد على اغتيال القائد أحمد الجعبري الذي مضى على درب الشهداء المجاهدين منذ عهد الثورة الإسلامية الأولى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبداية الصراع مع الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني..
وأضاف القططي في حديثٍ خاص لموقع السرايا، أن شهداء فلسطين، من بينهم الشهيد الجعبري أكدوا بدمهم أنه لا يمكن التخلّي عن أرضهم فلسطين، ويجب أن يستمر الجهاد في سبيل الله حتى النصر أو الشهداء وإبقاء جذوة الصراع مستمرة حتى زوال الكيان الصهيوني من الوجود.
فرض معادلات جديدة
وبين القططي، أن صورة الواقع بين حرب 2012 وحرب 2008 لم تتغير كثيراً من حيث البدء بالمعركة التي بدأها العدو الصهيوني، لكن التغير الجوهري في حرب 2012 كان في زيادة قدرات المقاومة العسكرية وجرأتها على الرد على العدوان في قلب الكيان الصهيوني " تل أبيب"، لذلك من المؤكد أن كل جولة صراع مع العدو تراكم المقاومة الخبرة والقدرة على تغيير معادلات الاشتباك وفرض معادلات تنسجم مع مصلحتها ومصلحة شعبنا، وهذا ما حدث في معركة السماء الزرقاء "حرب 2012" وكل الحروب بعدها.
وتابع قوله: "قصف مدينة تل أبيب في معركة السماء الزرقاء لأول مرة بتاريخ الصراع من قبل سرايا القدس يعني أن فلسطين ليست بمكان آمن للمستوطنين، ونسفت الأساس الذي أقيمت عليه دولة الكيان الصهيوني أن "إسرائيل" أكثر الأماكن أمناً لليهود في العالم، بل أصبح كيانهم الهش أكثر الأماكن خطراً على اليهود".
وشدد في ذات السياق، على أن معركة السماء الزرقاء وقصف "تل أبيب" لأول مرة، أسس إلى هزيمة الكيان الصهيوني وزواله ولو بعد حين، فقصف "تل أبيب" غيّر معادلة الاشتباك مع الكيان فضرب البقرة المقدسة له، رسّخ معادلة ضرب هذه المدينة في كل المعارك التالية مما زاد المأزق الأمني والوجودي للكيان، فالأمن يؤثر على كل من الهجرة والاستيطان، وهم جوهر المشروع الصهيوني.
طليعة الأمة
وفي رسالة لسرايا القدس أكد القططي، أن سرايا القدس ومجاهديها هم طليعة الأمة نحو تحرير فلسطين وأن جهادكم ومقاومتكم هي عنوان كرامة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، مطالباً المجاهدين بمواصلة الجهاد والثابت في الميدان خلال قتال عدو هذه الأمة، لأن هذا الثبات وقتال العدو ما هو إلا تأكيد على أن الأمة كلها بخير وأن كرامتها محفوظة، وشعب فلسطين بخير والتحرير قادم لا محال والخلاص آتٍ لا ريب فيه.
وعدّ القططي في نهاية حديثه لموقع السرايا، أن الرابط بين ما حدث في معركة السماء الزرقاء ومعركة وحدة الساحات هو ديمومة الاشتباك مع العدو واستمرار مشاغلة العدو بالنار، واستنزافه يعمق أزمته في الجانب الأمني والوجودي وصولاً إلى هزيمته النهائية وزواله بإذن الله.
