بدايةً نتقدم بالعزاء والمواساة لعائلة أبو ريا على مصابهم الجلل، ونسأل الله أن يتقبل شهداءهم ويلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يعينهم الله على هذا الألم والفقد وأن يرزقهم الصبر وأجره.
لقد انتشرت في الساعات السابقة العديد من ردود الفعل المتباينة حول حريق جباليا ليلة الأمس والتي تنوعت ما بين معزٍ وناعٍ للضحايا وبين غاضبٍ لبعض القصور هنا وهناك، ولا شك أن من الواجب السماع لجميع الأصوات الغاضبة منها والمترحمة فلقد فطرت قلوب شعبنا الفلسطيني لهذا الحدث الجلل.
كما ينبغي التأكيد على أن الواجب على قوى المقاومة والحكومة في غزة وأجهزتها المختلفة تعزيز صمود حاضنة المقاومة الشعبية في قطاع غزة إلى جانب حماية ظهر المقاومة، وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني يفرض علينا حماية أرواحه وممتلكاته، وهو أمر ينبغي أن ندعو للتفكير به ملياً ومحاولة الاستفادة من عثرات الماضي وحاضر الأزمة الأليم.
لكن ليس من المقبول على أي حال أن يتم توظيف مآسي الناس ومعاناتهم ومصائبهم لتحقيق مكاسب سياسية على حساب عذابات الناس، فمحاولات التوظيف السياسي لحريق جباليا ليلة أمس أو خطأ للمقاومة أثناء معركة مع الاحتلال في الأمس القريب ليست إلا ضرباً من ضروب الإفلاس السياسي والأخلاقي والإنساني، فالمسار البشري السليم ليس ملائكياً بل إن الأخطاء مفترضةٌ فيه، ومحاولات البعض ذبح جهات الاختصاص بغزة ومحاولات البعض الآخر ذبح المقاومة قبل أشهر لا يمكن أن تقبل بأي حال.
ودأب جهات الاختصاص دوماً –كما جرت العادة في الدول المتعلمة-على تشكيل لجنة اختصاص للوقوف على الحادث وتحديد حجم المسؤوليات والأضرار وتقديمها للجهات المختصة لإجراء المعالجة الفورية والناجزة، ولا ضير في أن تنشر نتائج التحقيق على الملأ لتوضيح الأمور للرأي العام وتقديم المتورطين بالإهمال للمساءلة وتعزيز ثقة العامة بالحكومة وأدائها الوظيفي.
رحم الله شهداء حريق جباليا وأسكنهم فسيح جناته، وأعان شعبنا الفلسطيني على مصابه العظيم بفقدهم وإنا لله وإنا إليه راجعون.