مظاهرات إيران بدأت بحادثة الفتاة مهسا أميني والحجاب، وتحولت باستغلال الغرب وأعداء إيران مظاهرات طلبة الجامعات في طهران والمدن الإيرانية، وحولتها من مطالب مجتمعية إلى شعارات إسقاط النظام والتهجم على رمز الدولة السيد علي خامنئي، فانتشرت فرق منظمة في طهران والمدن تعمل ليلاً على إثارة الشغب وحرق وتكسير الطرقات بشكل مجموعات أمنية.
وأظهرت الدولة مقاطع كثيرة مصورة عن طريق كاميرات الطرق والطائرات المسيرة، آلية عمل هذه المجموعات بدقة، وتم اعتقال العديد منهم في طهران والمدن الأخرى ليكونوا شرارة بدء مرحلة جديدة، وهي تحريك المناطق الحدودية وتحديداً في المناطق الكردية والبلوش وعرب الأهواز إلى صراعات قومية وانفصالية.
هناك ضخ إعلامي من خلال القنوات الفارسية المعارضة، سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر القنوات التلفزيونية، والدولة ومؤسساتها أثبتت تماسكها وهدوءها إلى الآن من خلال تجنب ردات فعل عنيفة ضد الشعب، فهي تقوم باحتواء المشهد من خلال الاعتقال اليومي والمتابعة الحثيثة للمخربين ولهذه المجموعات، وبالنهاية هناك نظام قوي ومؤسساتي ومتماسك في إيران، وهو لن يسقط، لاسيما وأنه لم يستخدم سوى 5٪ من قوته في الميدان - وبالنهاية سيُنهي هذا الشغب خلال أيام قليلة جداً لو اضطر. ولكن الخلل الذي أصبح هو شرخ كبير في المجتمع بين معتقدات الدين والليبرالية بين الشعب، وهذا الشرخ هو الذي أربك النظام خوفاً من نفور الشعب والضياع في الهوية.
أما الأحداث الأمنية تُعالج، وهذا سهل، وأما بالنسبة للرد سيكون حازماً، لأن أصحاب القرار أصبحوا مدركين تماماً بتحويل حالة الدفاع إلى هجوم، والعمل على شن ضربات قوية توجع العدو ليصنع معادلة، وهي أن الأمن القومي لديهم خط أحمر.