شمس نيوز / عبدالله عبيد
بعد حالة اليأس والإحباط التي أصابت الشباب الفلسطيني من الحوارات والاجتماعات المتكررة للقادة الفلسطينيين، لحل أزمة الانقسام، والتي لم يحالفها الحظ مرات عديدة، بعث اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بغزة بين حركتي فتح وحماس قبل أسبوعين، الأمل لدى كثير من الشباب، لتبرز فكرة تشكيل حكومة فلسطينية إلكترونية، لدعم هذا الاتفاق والمحافظة عليه، وحث المتصالحين على تنفيذ ما تعهدوا به أمام شعبهم.
"الحكومة الفلسطينية الإلكترونية" مبادرة شبابية أطلقتها مجموعة من الشباب الفلسطيني عبر صفحة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، والتي أثارت استحسانا واسعاً لدى الشباب، والذين وصفوا الفكرة بأنها إيجابية وتصلح لحل مشكلاتهم، على أمل أن توصل أصواتهم للقادة والمسئولين.
وكان مجموعة من الشباب الفلسطيني طالبوا عبر صفحات التواصل الاجتماعي، المجلس التشريعي وذوي الشأن في قطاع غزة بتخصيص وزارة للشباب، وفصلها عن نظيرتها، الرياضة والثقافة.
مبادرة شبابية
الشاب جهاد أبو سعده (25) عاماً، المرشح لتولي منصب وزير الخارجية في الحكومة الالكترونية الفلسطينية، أوضح أن الحكومة الالكترونية مبادرة شبابية أطلقها مجموعة من فئات الشباب تحاول دعم جهود المصالحة الفلسطينية، في ظل الأوضاع التي يعيشها الشباب الفلسطيني، وإخراجهم من حالة الضياع التي عاشوها جراء الانقسام".
وأضاف أبو سعده لـ"شمس نيوز": ستكون هذه الحكومة أداة أو شكلا من أشكال الضغط على الحكومات والقادة"، مشدداً على أن الشباب لديهم طاقات ممكن استثمارها واستغلالها بشكل مناسب من أجل خدمة هذا المجتمع والارتقاء به.
وعن سبب ترشحه لوزارة الخارجية بالحكومة الالكترونية، فأوضح أن حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في دول العالم، دفعته للبحث عن حلول لمشكلاتهم التي يعيشونها في الخارج، لافتاً إلى أن قضية فلسطين قضية أساسية ولا بد أن تعلم بها كل المحافل الدولية "وهنا تقع المسئولية في إبراز القضية في ظل الهجمة الالكترونية المتواصلة من الموساد الإسرائيلي" بحسب أبو سعده.
وأوضح أن الشباب ينتظرون تشكيل حكومة التوافق من أجل النظر إلى معاناتهم، مشددا على ضرورة استثمار هذه الطاقات لإيصال صوتهم إلى المسئولين الحقيقيين، في إشارة إلى الحكومتين بالضفة وغزة.
صوت الشباب
أما الصحفي نصر أبو فول (28) عاماً، المرشح لوزارة الإعلام في الحكومة الفلسطينية الإلكترونية، فيوافق أبو سعده الرأي بأن هذه الحكومة ستكون عبارة عن أداة لتوصيل صوت الشباب غير القادر على إيصال رسالته للقادة. وقال أبو فول لـ"شمس نيوز":بعد توقيع اتفاق المصالحة الذي تم في غزة، كان لا بد من تحرك شبابي واسع من المثقفين والصحفيين والكتّاب لأن يطرحوا مثل هذه الفكرة."
وتابع بالقول: هذه الحكومة ستعمل من خلال الفيس بوك حالياً، ولكن إذا تطور الأمر ستنزل إلى أرض الواقع، لأنها ستكون أمرا واقعا على الحكومة المرتقبة التي سيتم تشكيلها".
وزاد أبو فول قائلا: نحن كصحفيين نريد أن نعمل على تغيير الواقع الصحفي أو الحكومي من خلال هذه الحكومة، وأن نقوّم بعض المسارات، ونضغط باتجاه تحسين الوضع المعيشي، والسياسي والاقتصادي بالشراكة مع الحكومة المسئولة".
ونوه أبو فول إلى أن اشتراكه في هذه الحكومة جاء من منطق التغيير فقط، وتشكيل فريق إعلامي ناجح، موضحاً أن هذه حكومة الفيس بوك ستشارك الحكومة المرتقبة في بعض قراراتها، لكي يعلم الشباب والمواطنين بما يحصل من أمور تخصهم وتعتني بهم.
دعم المصالحة
من جهتها، أكدت مريم حامد، صاحبة فكرة الحكومة الفلسطينية الإلكترونية، والتي تتولى منصب رئيس الوزراء فيها، أن فكرة الحكومة الفلسطينية الإلكترونية جاءت لدعم اتفاق المصالحة والمحافظة عليه، بعد حالة اليأس والإحباط التي أصابت الشباب الفلسطيني من المقابلات والاجتماعات التي حصلت بين القيادة الفلسطينية لحل أزمة الانقسام سابقاً، والتي باءت بالفشل.
وقالت حامد لـ"شمس نيوز"، وضعنا عددا من كل الوزارات في أرض الوطن وطرحنا من خلالها أنه على كل الشباب الفلسطيني ترشيح نفسه، بغض النظر عن العمر والانتماء السياسي والمؤهلات"، مشيرةً إلى أن شرط الترشيح في هذه الحكومة أن يكون المتقدم فلسطيني الجنسية فقط.
وأضافت: يجب أن يكون هؤلاء الشباب محافظين على الثوابت الفلسطينية، بالإضافة إلى دعم اتفاقية المصالحة، ويعملوا كجهاز رقابة على للواقع الذي يعيشونه، وأن ينقلوا رسالتهم للوزراء الحقيقيين"، مبيّنة أن المرشحين سيمرون بعدة مراحل حتى يتم اختيار وزير واحد لكل منصب.
وأشارت حامد إلى توفر دعم كبير لهذه الفكرة، متمنية أن تخرج من الإطار الإلكتروني إلى أرض الواقع، ويلتقي أعضاؤها بالقيادة الفلسطينية البارزة لتتبنى أفكارها، لافتة إلى أن عدد المرشحين وصل إلى 500 مرشح، وأن أكثر وزارتين تم الترشح لهما الداخلية والإعلام.
وتابعت حامد: هذه الحكومة ستلعب دور المحرج للحكومة الفلسطينية المقبولة، لأنها ستقوم بمراقبة الوضع، وستكون داعمة للحكومة الأساسية بالدرجة الأولى".
فيما لاقت هذه الفكرة تأييداً من النشطاء الشباب، وبعض المسئولين في الحكومة، على رأسهم الناطق باسمها م. إيهاب الغصين، والذي قال:" أنا مع هذه الفكرة التي تدعم الشباب الفلسطيني، وتعمل على إيصال صوتهم".