يرى محللون سياسيون فلسطينيون أنَّ فُرصَ التصعيد العسكري بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي "آخذة بالارتفاع"، لاسيما مع ارتفاع منسوب التوتر في الضفة والقدس المحتلتين؛ على خلفيةِ الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
ويشدد المحللون السياسيون في أحاديثٍ منفصلةٍ مع "وكالة شمس نيوز الإخبارية" على أنَّ المقاومة في غزة تراقب السلوك الإسرائيلي، والعدوان المستمر في الضفة والقدس المحتلتين، مع إشارتهم إلى أنَّ المقاومة الفلسطينية في غزة لن تكون بمعزلٍ عن أي تصعيدٍ في الضفة المحتلة، وأنها ستكون حاضرة للرد على أي عدوان يستهدف شعبنا، لاسيما أنَّ المقاومة تتمسكُ بالمعادلة التي رسختها في معاركها الأخيرة والتي باتت تعرف بمعادلة "وحدة الساحات".
وكان وزير جيش الاحتلال في الحكومة المنتهية ولايتها، بيني غانتس، اليوم الثلاثاء، أمر قواته بالاستعداد لاحتمال وقوع حدث من شأنه أن يؤدي إلى التصعيد في الضفة الغربية، وقد يمتد لقطاع غزة.
معطيات سياسية وميدانية
الكاتب والمحلل السياسي د. حسن عبدو يرى أنَّ العدو الإسرائيلي ولدَ وصنعَ من رحم "العنف والإرهاب"، إذ لا يمكن للكيان أن يتخلى عن سياساته الإرهابية العدوانية، والاندفاع نحو تصعيد ميداني جديدٍ في الأراضي الفلسطينية، مع إشارته إلى أنَّ "العدو لديه القدرة على العدوان، غير أنه بات غير قادرٍ على تحقيق الانتصار وتثبيت معادلات جديدة لصالحه".
ويعتقد عبدو انَّ الحالة الميدانية مقبلة على مواجهة مع الاحتلال، مستشرفاً تلك الحالة بالاستناد إلى ما أفرزته الانتخابات الإسرائيلية، وجهود "الصهيونية الدينية"، التي انتقلت من على هامش الحياة السياسية إلى مركز صناعة القرار، مع اشارته إلى جملةِ مخططاتهم للاستيلاء على الضفة المحتلة وما يحاك ضد المسجد الأقصى ومحيطه.
ويرى أنّ الدلائل والمعطيات السياسية والميدانية تشير بشكلٍ واضحٍ إلى إمكانية نشوبِ مواجهة جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبالتأكيد غزة وفصائل مقاومتها لن تكون بعيدة عن أي حالة تفرض عليها.
وقال عبدو: "الاحتلال -من دون شكٍ- يفشل دوماً أمام المقاومة في كل المعارك التي خاضها، وغزة التي هي جزء من المكون الفلسطيني باتت تملك إمكانية الرد في حال خرق الاحتلال للتهدئة القائمة، وقد تذهب موحدة في مواجهة العدوان بإجماع شعبي وبشرعيةٍ شعبية؛ كون الاحتلال من مارس العدوان تجاهها".
وبيّن أن قطاع غزة لن يكون بمنأى عن التصعيد الإسرائيلي خلال الأشهر القادمة، خاصة أن (اليهودية الدينية) تتحدث عن عدوان متعدد الاتجاهات.
وعن مشاركة غزة في التصعيد حال شن العدو عدواناً على الضفة، أوضح المحلل السياسي أن مشاركة فصائل المقاومة ستكون مرتبطة بحجم العدوان والاعتداءات الميدانية الإسرائيلية، قائلاً: "إن كان يتطلب دخولها فسيكون دخولها وفق حالة إجماع وطني وفصائلي، كما أنَّ الاحتلال قد يقع تحت ضغط المقاومة في الضفة؛ وينقل المعركة للقطاع".
وينصح عبدو السياسيون وصناع القرار بضرورة أنْ تكون أي مواجهة، او ردٍ للعدوان ضمن حالة إجماعي شعبي ووطني وفصائلي.
غزة تراقب وتستعد
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف مع سابقه في أنَّ التهديدات الإسرائيلية بشنِ عدوانٍ إسرائيليٍ جديدٍ ليست جديدة سواء لغزة أو الضفة، مع عدم استبعاده إمكانية التصعيد في أي لحظة، لاسيما أنَّه يرى أنَّ العدو يعد العدة للتصعيد.
وذكر الصواف أن المقاومة الفلسطينية تراقب كل تحركات الاحتلال وسلوكه الميداني، وأنها على أهبة الاستعداد، وأنها ستكون حاضرة إذا ما حاول الاحتلال تنفيذ أي عمليةٍ تجاه الضفة، مثلاً كاجتياح كامل لجنين، عندها لن تقف موقف المتفرج.
ويقول الصواف: "الاحتلال يعلم أن الأمور لن تتوقف عند جنين، بل ستشمل كل الساحات؛ بعد أن أكدت معركة سيف القدس ومعركة وحدة الساحات الفلسطينية في القدس والضفة والـ 48 وغزة".
كما، ويتوقع الكاتب والمحلل السياسي د. أيمن يوسف أن تشهد الفترة المقبلة تصاعداً ملحوظاً في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي سواء بالضفة المحتلة أو قطاع غزة.
ولا يستبعد د. يوسف أنْ يستجلب السلوك العدواني الإسرائيلي المتصاعد ردودَ فعلٍ من غزة، غير أنه يعتقد أن هذا الرد سيأتي في وقت تكون فيه ظروف غزة مهيّأة لهذه المواجهة، إذ أن القطاع مازال يعاني من تداعيات التصعيد الأخير.
وارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية تجاه فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، بل ونسبَ العدو لها الحراك المقاوم الجاري في الضفة المحتلة، وهي تهديدات تأتي في ظل فوز (الصهيونية الدينية) في الانتخابات الإسرائيلية، ما يدفع تجاه التصعيد الميداني في الأراضي الفلسطينية.